الفصل الثاني
بنو أميه ملعونون في القرأن الكريم وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه واله
الشجره الملعونه في القران
قال تعالى :
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) (60) الاسراء
عن أبي هريرة: إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ، قال :
( إني أُريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ) قال فما رؤى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) مستجمعا ضاحكا حتى توفي .
وقال الثوري عن سعيد بن المسيب ، قال :
(رأى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بني أمية على منبره فساءه ذلك ، فأوحي الله إليه : إنما هي دنيا أعطوها فقرت به عينه ونزلت الايه:
( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (الاسراء 60)
يقول السيوطي في الدر المنثور
نزلت هذه الايه في بني اميه
ويقول أخرج إبن أبي حاتم وإبن مردويه والبيهقي في الدلائل وإبن عساكر، عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: ( إنما هي دنيا أعطوها ) ، فقرت عينه وهي قوله: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يعني بلاء للناس
وقال تعالى :
{ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً }(ابراهيم 28)
يقول السيوطي في الدر المنثور
وأخرج البخاري في تاريخه، وإبن جرير وإبن المنذر وإبن مردويه، عن عمر بن الخطاب في قوله { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية. فأما بنو المغيرة، فكفيتموهم يوم بدر. وأما بنو أمية، فمتعوا إلى حين ( 1 )
بعض الايات النازله في عتاه بني أميه
1- عتبه بن ربيعه
2- شيبه بن ربيعه
3- الوليد بن عتبه
قال تعالى
(هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19 )
نزلت في عتبة وشيبة ابنـي ربـيعة والولـيد بن عتبة
يقول الطبري في جامع البيان في تفسير القران
عن قـيس بن عبـادة قال: سمعت أبـا ذرّ يُقْسم قَسَما إن هذه الآية
{ هَذَان خَصْمان اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ }
نزلت فـي الذين بـارزوا يوم بدر: حمزة وعلـيّ وعبـيدة بن الـحارث، وعتبة وشيبة ابنـي ربـيعة والولـيد بن عتبة
4- عثمان بن عفان
قال تعالى
{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ }
يقول البحراني في تفسيره البرهان
عن علي بن إبراهيم، قال: نزلت في عثمان و إبن أم مكتوم، و كان إبن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله (صلى الله عليه و آله)، و كان أعمى، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عنده أصحابه، و عثمان عنده، فقدمه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على عثمان، فعبس عثمان وجهه و تولى عنه، فأنزل الله: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } [يعني عثمان] { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } أي يكون طاهرا زكيا { أَوْ يَذَّكَّرُ } قال: يذكره رسول الله (صلى الله عليه و آله) { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }
ثم خاطب عثمان، فقال: { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } ، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له و ترفعه: { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } يعني ابن أم مكتوم { وَهُوَ يَخْشَىٰ * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } أي تلهو و لا تلتفت إليه
ولكن القوم كعادتهم لا تروق لهم ان يذكر الله نقائص ساداتهم فيرفعونها من ساداتهم ويلصقونها برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد الصقت معظم تفاسير فقهاء السلطان تلك التهمه برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
وإن رسول الله الذي قال الله عنه وانك لعلى خلق عظيم لا يمكن ان يفعل تلك الافعال
ونزلت في عثمان ايضا
قال تعالى
{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } النجم 33
يقول القرطبي في تفسيره الجامع لعلوم القران
قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى)
قال إبن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك
نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق بالخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح ما هذا الذي تصنع ؟
يوشك أن لا يبقى لك شيئا، فقال عثمان إن لي ذنوبا وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى وأرجو عفوه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة، فأنزل الله تبارك وتعالى - أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى
5-عقبه بن ابي معيط
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً }
(الفرقان - 27)
نزلت في عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس، وكان يكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل إتخذ ضيافة فدعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين. ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت يا عقبة؟ قال لا، ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي، فاستحييت منه فشهدت له والشهادة ليست في نفسي، فقال وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه، فوجده ساجداً في دار الندوة ففعل ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لا ألقاك خارجاً مِنْ مكة إلاّ علوتُ رأَسَك بالسيفِ»، فقتلَ يومَ بدرٍ
6- الوليد بن عقبه بن ابي معيط
قال تعالى
{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } * { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } السجده 18
يقول الزمخشري في الكشاف
أنه شجر بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلام، فقال له الوليد اسكت فإنك صبيّ أنا أشبّ منك شباباً، وأجلد منك جلداً، وأذرب منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأشجع منك جناناً، وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له علي رضي الله عنه اسكت، فإنك فاسق،
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال للوليد كيف تشتم علياً وقد سماه الله مؤمناً في عشر آيات؟ وسماك فاسقاً؟
وفيه نزلت الايه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات 6)
يقول السيوطي في الدر المنثور في تفسير هذه الايه
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن ابي معيط إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البعث إلى الحارث فأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا: هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله. قال: لا والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمنعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني وما أقبلت إلا حين إحتبس عليَّ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت أن تكون سخطة من الله ورسوله، فنزلت الايه
{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإ فتبينوا } إلى قوله { حكيم }
7- ابوسفيان
قال تعالى
{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } * { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } * { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }
في التفسير الجامع لاحكام القران يقول القرطبي
وقال إبن جريج: كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصا، فأنزل الله تعالى - أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم
ونزلت في ابو سفيان ايضا
{يا أَيُّهَا النَّبِيِّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِليْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} (1ـ 3الاحزاب).
جاء في أسباب النزول، أن هذه الآيات «نزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور السلمي، قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن أبيّ بعد غزوة أحد بأمانٍ من رسول الله(ص) ليكلّموه، فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطعمة بن أبيرق، فدخلوا على رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا الّلات والعزى ومنات، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال عمر بن الخطاب: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان، وأمر(صلى الله عليه واله وسلم) فأخرجوا من المدينة، ونزلت الآية:
{وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ} من أهل مكة، أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة، {وَالْمُنَافِقِينَ} عبد الله ابن أبيّ وأبن سعد وطعمة
ونزلت في ابو سفيان ايضا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (الانفال 36 )
وفي تفسير الطبري حديث 16056
قال سعيد بن جبير وإبن أبزى: نزلت في أبي سفيان بن حرب، استأجر يوم أحد ألفين من الاحابيش يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب، وفيهم يقول كعب بن ما لك: فجئنا إلى موج من البحر وسطه أحابيش منهم حاسر ومقنع ثلاثة آلاف ونحن بقية ثلاث مئين إن كثرنا فأربع وقال الحكم بن عتبة: أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية فنزلت فيه الآية
8-عبد الله بن ابي سرح أخو عثمان بن عفان من الرضاعه
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)
يقول سعد بن أبي وقّاص
لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن ابي السرح عند عثمان بن عفان ، فجاء به حتى أوقفه على النبي، فقال: يا رسول الله، بايع عبدالله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على اصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟)
فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما فى نفسك، الا أومأت إلينا بعينك ؟،
قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
9- الحكم بن العاص
( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) القلم۱۰ ـ ۱۱
تفسير الدر المنثور ٦ / ٤۱ و ۲٥۱ ، وتفسير الشوكاني ٥ / ۲٦۳
روت عائشة : إنّ قوله تعالى :
( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) نزلت في الحكم بن العاص
وقالت لمروان بن الحكم :
( سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لأبيك وجدّك ـ أبي العاص بن أميّة ـ انّكم الشجرة الملعونة في القرآن ، وقالت أيضاً لمروان في كلام بينهما : ولكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله
بنو أميه ملعونون على لسان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم )
اولا - لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان في سبعة مواطن
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن أبا سفيان في سبعة مواطن، في كلهن لا يستطيع إلا أن يلعنه
أولهن: يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا وأبو سفيان جاء من الشام، فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويوعده، وهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله
والثانية: يوم العير، إذا طردها ليحرزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلعنه الله ورسوله
والثالثة: يوم أحد قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله: الله مولانا ولا مولى لكم
والرابعة: يوم الخندق، يوم جاء أبو سفيان في جميع قريش فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، وأنزل الله عز وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب فسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا، ومعاوية مشرك عدو لله ولرسوله
والخامسة: يوم الحديبية والهدي معكوفا أن يبلغ محله، وصد مشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسجد الحرام، وصدوا بدنه أن تبلغ المنحر، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطف بالكعبة، ولم يقض نسكه، فلعنه الله ورسوله
والسادسة: يوم الأحزاب، يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وعامر بن الطفيل بجمع هوازن وعيينة بن حصن بغطفان، وواعد لهم قريظة والنضير أن يأتوهم، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القادة والأتباع وقال: أما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج
والسابعة: يوم حملوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العقبة، وهم اثنا عشر رجلا من بني أمية، وخمسة من سائر الناس، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من على العقبة غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وناقته، وسائقه، وقائده (2)
ثانيا - الرسول يلعن أبو سفيان وولداه معاويه ويزيد
رأى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به فقال :
لعن الله القائد والراكب والسائق (3)
ثالثا - الرسول يلعن الحكم بن ابي العاص
عن عامر ، قال : سمعت عبد الله ابن الزبير وهو مسند ظهره إلى الكعبة ، وهو يقول : ورب هذا البيت الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )(4)
وقالت السيدة عائشة لمروان( لعن الله اباك وانت في صلبه , فانت بعض من لعنة الله ثم قالت والشجرة الملعونة في القران )
رابعا - الرسول يلعن عمر بن العاص
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي بالحجر:
(اللهم إن عمرو بن العاص هجاني، ولستُ بشاعر، فالعنه بعدد ما هجاني )(5)
بنو أميه ملعونون في القرأن الكريم وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه واله
الشجره الملعونه في القران
قال تعالى :
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) (60) الاسراء
عن أبي هريرة: إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ، قال :
( إني أُريت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ) قال فما رؤى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) مستجمعا ضاحكا حتى توفي .
وقال الثوري عن سعيد بن المسيب ، قال :
(رأى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بني أمية على منبره فساءه ذلك ، فأوحي الله إليه : إنما هي دنيا أعطوها فقرت به عينه ونزلت الايه:
( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (الاسراء 60)
يقول السيوطي في الدر المنثور
نزلت هذه الايه في بني اميه
ويقول أخرج إبن أبي حاتم وإبن مردويه والبيهقي في الدلائل وإبن عساكر، عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: ( إنما هي دنيا أعطوها ) ، فقرت عينه وهي قوله: { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يعني بلاء للناس
وقال تعالى :
{ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً }(ابراهيم 28)
يقول السيوطي في الدر المنثور
وأخرج البخاري في تاريخه، وإبن جرير وإبن المنذر وإبن مردويه، عن عمر بن الخطاب في قوله { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً } قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية. فأما بنو المغيرة، فكفيتموهم يوم بدر. وأما بنو أمية، فمتعوا إلى حين ( 1 )
بعض الايات النازله في عتاه بني أميه
1- عتبه بن ربيعه
2- شيبه بن ربيعه
3- الوليد بن عتبه
قال تعالى
(هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (الحج 19 )
نزلت في عتبة وشيبة ابنـي ربـيعة والولـيد بن عتبة
يقول الطبري في جامع البيان في تفسير القران
عن قـيس بن عبـادة قال: سمعت أبـا ذرّ يُقْسم قَسَما إن هذه الآية
{ هَذَان خَصْمان اخْتَصَمُوا فِـي رَبِّهِمْ }
نزلت فـي الذين بـارزوا يوم بدر: حمزة وعلـيّ وعبـيدة بن الـحارث، وعتبة وشيبة ابنـي ربـيعة والولـيد بن عتبة
4- عثمان بن عفان
قال تعالى
{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ }
يقول البحراني في تفسيره البرهان
عن علي بن إبراهيم، قال: نزلت في عثمان و إبن أم مكتوم، و كان إبن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله (صلى الله عليه و آله)، و كان أعمى، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله) و عنده أصحابه، و عثمان عنده، فقدمه رسول الله (صلى الله عليه و آله) على عثمان، فعبس عثمان وجهه و تولى عنه، فأنزل الله: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } [يعني عثمان] { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } أي يكون طاهرا زكيا { أَوْ يَذَّكَّرُ } قال: يذكره رسول الله (صلى الله عليه و آله) { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }
ثم خاطب عثمان، فقال: { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } ، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له و ترفعه: { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } يعني ابن أم مكتوم { وَهُوَ يَخْشَىٰ * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } أي تلهو و لا تلتفت إليه
ولكن القوم كعادتهم لا تروق لهم ان يذكر الله نقائص ساداتهم فيرفعونها من ساداتهم ويلصقونها برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد الصقت معظم تفاسير فقهاء السلطان تلك التهمه برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
وإن رسول الله الذي قال الله عنه وانك لعلى خلق عظيم لا يمكن ان يفعل تلك الافعال
ونزلت في عثمان ايضا
قال تعالى
{ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } النجم 33
يقول القرطبي في تفسيره الجامع لعلوم القران
قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى)
قال إبن عباس والسدي والكلبي والمسيب بن شريك
نزلت في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق بالخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي سرح ما هذا الذي تصنع ؟
يوشك أن لا يبقى لك شيئا، فقال عثمان إن لي ذنوبا وخطايا، وإني أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه وتعالى وأرجو عفوه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع من الصدقة، فأنزل الله تبارك وتعالى - أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى
5-عقبه بن ابي معيط
{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً }
(الفرقان - 27)
نزلت في عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس، وكان يكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل إتخذ ضيافة فدعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين. ففعل وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت يا عقبة؟ قال لا، ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي، فاستحييت منه فشهدت له والشهادة ليست في نفسي، فقال وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه، فوجده ساجداً في دار الندوة ففعل ذلك.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لا ألقاك خارجاً مِنْ مكة إلاّ علوتُ رأَسَك بالسيفِ»، فقتلَ يومَ بدرٍ
6- الوليد بن عقبه بن ابي معيط
قال تعالى
{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } * { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } السجده 18
يقول الزمخشري في الكشاف
أنه شجر بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلام، فقال له الوليد اسكت فإنك صبيّ أنا أشبّ منك شباباً، وأجلد منك جلداً، وأذرب منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأشجع منك جناناً، وأملأ منك حشواً في الكتيبة. فقال له علي رضي الله عنه اسكت، فإنك فاسق،
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال للوليد كيف تشتم علياً وقد سماه الله مؤمناً في عشر آيات؟ وسماك فاسقاً؟
وفيه نزلت الايه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات 6)
يقول السيوطي في الدر المنثور في تفسير هذه الايه
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن ابي معيط إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البعث إلى الحارث فأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا: هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله. قال: لا والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمنعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ قال: لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني وما أقبلت إلا حين إحتبس عليَّ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فخشيت أن تكون سخطة من الله ورسوله، فنزلت الايه
{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإ فتبينوا } إلى قوله { حكيم }
7- ابوسفيان
قال تعالى
{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } * { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ } * { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }
في التفسير الجامع لاحكام القران يقول القرطبي
وقال إبن جريج: كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين، فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصا، فأنزل الله تعالى - أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم
ونزلت في ابو سفيان ايضا
{يا أَيُّهَا النَّبِيِّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِليْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} (1ـ 3الاحزاب).
جاء في أسباب النزول، أن هذه الآيات «نزلت في أبي سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور السلمي، قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن أبيّ بعد غزوة أحد بأمانٍ من رسول الله(ص) ليكلّموه، فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطعمة بن أبيرق، فدخلوا على رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا الّلات والعزى ومنات، وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشقّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلّم فقال عمر بن الخطاب: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم، فقال: إني أعطيتهم الأمان، وأمر(صلى الله عليه واله وسلم) فأخرجوا من المدينة، ونزلت الآية:
{وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ} من أهل مكة، أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة، {وَالْمُنَافِقِينَ} عبد الله ابن أبيّ وأبن سعد وطعمة
ونزلت في ابو سفيان ايضا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (الانفال 36 )
وفي تفسير الطبري حديث 16056
قال سعيد بن جبير وإبن أبزى: نزلت في أبي سفيان بن حرب، استأجر يوم أحد ألفين من الاحابيش يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب، وفيهم يقول كعب بن ما لك: فجئنا إلى موج من البحر وسطه أحابيش منهم حاسر ومقنع ثلاثة آلاف ونحن بقية ثلاث مئين إن كثرنا فأربع وقال الحكم بن عتبة: أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية فنزلت فيه الآية
8-عبد الله بن ابي سرح أخو عثمان بن عفان من الرضاعه
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)
يقول سعد بن أبي وقّاص
لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن ابي السرح عند عثمان بن عفان ، فجاء به حتى أوقفه على النبي، فقال: يا رسول الله، بايع عبدالله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على اصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم الى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟)
فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما فى نفسك، الا أومأت إلينا بعينك ؟،
قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين
9- الحكم بن العاص
( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) القلم۱۰ ـ ۱۱
تفسير الدر المنثور ٦ / ٤۱ و ۲٥۱ ، وتفسير الشوكاني ٥ / ۲٦۳
روت عائشة : إنّ قوله تعالى :
( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) نزلت في الحكم بن العاص
وقالت لمروان بن الحكم :
( سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لأبيك وجدّك ـ أبي العاص بن أميّة ـ انّكم الشجرة الملعونة في القرآن ، وقالت أيضاً لمروان في كلام بينهما : ولكن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله
بنو أميه ملعونون على لسان النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم )
اولا - لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان في سبعة مواطن
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن أبا سفيان في سبعة مواطن، في كلهن لا يستطيع إلا أن يلعنه
أولهن: يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا وأبو سفيان جاء من الشام، فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويوعده، وهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله
والثانية: يوم العير، إذا طردها ليحرزها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلعنه الله ورسوله
والثالثة: يوم أحد قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله: الله مولانا ولا مولى لكم
والرابعة: يوم الخندق، يوم جاء أبو سفيان في جميع قريش فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، وأنزل الله عز وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب فسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا، ومعاوية مشرك عدو لله ولرسوله
والخامسة: يوم الحديبية والهدي معكوفا أن يبلغ محله، وصد مشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسجد الحرام، وصدوا بدنه أن تبلغ المنحر، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطف بالكعبة، ولم يقض نسكه، فلعنه الله ورسوله
والسادسة: يوم الأحزاب، يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وعامر بن الطفيل بجمع هوازن وعيينة بن حصن بغطفان، وواعد لهم قريظة والنضير أن يأتوهم، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القادة والأتباع وقال: أما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج
والسابعة: يوم حملوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العقبة، وهم اثنا عشر رجلا من بني أمية، وخمسة من سائر الناس، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من على العقبة غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وناقته، وسائقه، وقائده (2)
ثانيا - الرسول يلعن أبو سفيان وولداه معاويه ويزيد
رأى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به فقال :
لعن الله القائد والراكب والسائق (3)
ثالثا - الرسول يلعن الحكم بن ابي العاص
عن عامر ، قال : سمعت عبد الله ابن الزبير وهو مسند ظهره إلى الكعبة ، وهو يقول : ورب هذا البيت الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )(4)
وقالت السيدة عائشة لمروان( لعن الله اباك وانت في صلبه , فانت بعض من لعنة الله ثم قالت والشجرة الملعونة في القران )
رابعا - الرسول يلعن عمر بن العاص
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي بالحجر:
(اللهم إن عمرو بن العاص هجاني، ولستُ بشاعر، فالعنه بعدد ما هجاني )(5)
تعليق