كتب دكتور قاسم جبار العيساوي
كثيرا ما نسمع أو نقرأ من الضائعين التائهين المرجفين ..... : لماذا تحيون ذكرى الحسين؟ فالرجل مات قبل أكثر من الف عام ، وهو في الجنة كما تدعون ، فلماذا كل هذه المظاهر من سير ولطم وبكاء؟
وللإجابة نقول:
في عقيدتنا أن الإمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة، وهو ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو إمام معصوم واجب الطاعة ، ونحن مأمورون بإحياء أمر الأئمة عموما ، والإمام الحسين خصوصا وفاء لهم ، وتخليدا لذكرهم ،لما في ذلك من جزيل الأجر والثواب ورجاء شفاعتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ولكننا لن نجيبهم بحسب عقيدتنا ، لأنهم لا يؤمنون بها إنما نلزمهم بغيرها ، فنقول : إننا نحيي أمر الإمام الحسين عليه السلام؛ لأن من صفاته:
١- المبدئية: كان الإمام مبدئياً في موقفه ، ولم تغره المغرِيات، ولم ترهبه المرهِبات ، فعندما رأى أن خط الإسلام الحقيقي لا يمكن أن يلتقي مع خط السلطة الفاسدة ، انتفض رافضا لا خائفا ولا مترددا ، معلنا ذلك الرفض بتلك الكلمات التي خلدها الدهر شعاراً للأحرار (( مثلي لا يبايع مثله)) ، وقد تحمل في سبيل مبدئه الحق هذا ما تحمل من قتل ، وسبي ومآسٍ جرت على أهل بيته وصحابته.
٢- الإصلاح: الإصلاح هو هدف الأنبياء عليهم السلام، وهو الهدف الذي من أجله خرج الإمام الحسين ، فلم يكن من طلّاب الدنيا - وهو ابن من طلقها ثلاثا - ولم يخرج لسلطة أو حكم ، إنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان من طلاب الدنيا لما خرج بتلك الفئة القليلة لمواجهة طغيان بني أمية وجيوشها متحديا الموت بقوله : خير لي مصرع أنا لاقيه .
٣- الإيثار : الإيثار صفة النبلاء ، والإمام الحسين عليه السلام جسد تلك الصفة بأدق جزئياتها ، فلم يكن في معجمه منفعة شخصية، إنما أراد منفعة المجتمع ، وإيقاظه وإحيائه ، وأن لا يركن للظالمين الفاسدين ، وإن كان ثمن ذلك حياته وسبي عياله ، أرأيتم إيثاراً فوق هذا الإيثار؟
٤- الإنسانية : وكان عليه السلام في قمتها ، وذروة سنامها ، بل لو تجسدت الإنسانية لما رضيت بسواه سيدا وقائدا ، فلم يذكر لنا التاريخ بأن محارباً بكى على خصومه عطفا ورحمة ، أو يأمر أنصاره بالإنصراف حفظا لحياتهم بقوله : ((وإنّي قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ، ليس عليكم منّي ذِمام، هذا الليل غشيكم فاتّخذوه جَمَلاً ، ثمّ ليأخذ كلُّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، ولو قد أصابوني لَهو عن طلب غيري)) ، ولا أدل على ذلك من قوله لجون: (( أنت في إذن مني، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا)) ، فلم يقل عليه السلام: لأجل العيش أو لأنك عبد ، إنما قال : طلباً للعافية حفظا لكرامة المخاطَب ، وصوناً لماء وجهه ، فأي سمو في استعمال كلمة العافية ؟ وأي إنسانية تختار الكلمات اختيارا؟
٥- لو شئنا أن نعدد صفات الإمام الأخرى من عدل وشجاعة وسخاء وكرم ومروءة وغيرها ، لطال بنا المقام ، وهي صفات يمجدها العقل ، ويقر بحسنها المنطق، وتقدسها المجتمعات وأصحابها على اختلافها .
وبعد كل ذلك، ألا يكون عظيما من يحمل كل تلك الصفات؟ فنحن أمة نقدس عظماءنا ، ونفخر بهم ، ونحيي أمرهم - كما في الأمم الأخرى- لذلك نحيي أمر الإمام الحسين عليه السلام بالسير لمرقده الشريف، والبكاء عليه ، وخدمة زواره، علنا نفي ببعض ما له علينا.
عظم الله أجوركم.
كثيرا ما نسمع أو نقرأ من الضائعين التائهين المرجفين ..... : لماذا تحيون ذكرى الحسين؟ فالرجل مات قبل أكثر من الف عام ، وهو في الجنة كما تدعون ، فلماذا كل هذه المظاهر من سير ولطم وبكاء؟
وللإجابة نقول:
في عقيدتنا أن الإمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة، وهو ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو إمام معصوم واجب الطاعة ، ونحن مأمورون بإحياء أمر الأئمة عموما ، والإمام الحسين خصوصا وفاء لهم ، وتخليدا لذكرهم ،لما في ذلك من جزيل الأجر والثواب ورجاء شفاعتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ولكننا لن نجيبهم بحسب عقيدتنا ، لأنهم لا يؤمنون بها إنما نلزمهم بغيرها ، فنقول : إننا نحيي أمر الإمام الحسين عليه السلام؛ لأن من صفاته:
١- المبدئية: كان الإمام مبدئياً في موقفه ، ولم تغره المغرِيات، ولم ترهبه المرهِبات ، فعندما رأى أن خط الإسلام الحقيقي لا يمكن أن يلتقي مع خط السلطة الفاسدة ، انتفض رافضا لا خائفا ولا مترددا ، معلنا ذلك الرفض بتلك الكلمات التي خلدها الدهر شعاراً للأحرار (( مثلي لا يبايع مثله)) ، وقد تحمل في سبيل مبدئه الحق هذا ما تحمل من قتل ، وسبي ومآسٍ جرت على أهل بيته وصحابته.
٢- الإصلاح: الإصلاح هو هدف الأنبياء عليهم السلام، وهو الهدف الذي من أجله خرج الإمام الحسين ، فلم يكن من طلّاب الدنيا - وهو ابن من طلقها ثلاثا - ولم يخرج لسلطة أو حكم ، إنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان من طلاب الدنيا لما خرج بتلك الفئة القليلة لمواجهة طغيان بني أمية وجيوشها متحديا الموت بقوله : خير لي مصرع أنا لاقيه .
٣- الإيثار : الإيثار صفة النبلاء ، والإمام الحسين عليه السلام جسد تلك الصفة بأدق جزئياتها ، فلم يكن في معجمه منفعة شخصية، إنما أراد منفعة المجتمع ، وإيقاظه وإحيائه ، وأن لا يركن للظالمين الفاسدين ، وإن كان ثمن ذلك حياته وسبي عياله ، أرأيتم إيثاراً فوق هذا الإيثار؟
٤- الإنسانية : وكان عليه السلام في قمتها ، وذروة سنامها ، بل لو تجسدت الإنسانية لما رضيت بسواه سيدا وقائدا ، فلم يذكر لنا التاريخ بأن محارباً بكى على خصومه عطفا ورحمة ، أو يأمر أنصاره بالإنصراف حفظا لحياتهم بقوله : ((وإنّي قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ، ليس عليكم منّي ذِمام، هذا الليل غشيكم فاتّخذوه جَمَلاً ، ثمّ ليأخذ كلُّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله، فإنّ القوم إنّما يطلبونني، ولو قد أصابوني لَهو عن طلب غيري)) ، ولا أدل على ذلك من قوله لجون: (( أنت في إذن مني، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا)) ، فلم يقل عليه السلام: لأجل العيش أو لأنك عبد ، إنما قال : طلباً للعافية حفظا لكرامة المخاطَب ، وصوناً لماء وجهه ، فأي سمو في استعمال كلمة العافية ؟ وأي إنسانية تختار الكلمات اختيارا؟
٥- لو شئنا أن نعدد صفات الإمام الأخرى من عدل وشجاعة وسخاء وكرم ومروءة وغيرها ، لطال بنا المقام ، وهي صفات يمجدها العقل ، ويقر بحسنها المنطق، وتقدسها المجتمعات وأصحابها على اختلافها .
وبعد كل ذلك، ألا يكون عظيما من يحمل كل تلك الصفات؟ فنحن أمة نقدس عظماءنا ، ونفخر بهم ، ونحيي أمرهم - كما في الأمم الأخرى- لذلك نحيي أمر الإمام الحسين عليه السلام بالسير لمرقده الشريف، والبكاء عليه ، وخدمة زواره، علنا نفي ببعض ما له علينا.
عظم الله أجوركم.
تعليق