إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثَلاثُ مَقاطِعٍ مِنْ زيارَةِ الأربعينَ للإمامِ الحُسينِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثَلاثُ مَقاطِعٍ مِنْ زيارَةِ الأربعينَ للإمامِ الحُسينِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ


    ***( السَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، السَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلى الحُسَينِ المَظلُومِ الشَّهيدِ، السَّلامُ على أسيرِ الكُرُباتِ وَقَتيلِ العَبَراتِ )، زيارَةُ الأربعينَ .
    السَّلاَم : إسمٌ مِنْ أَسمائِهِ تعالَى .
    السَّلامُ لغة ، بمعنَى الأمانِ وهَو تَحيَّةٌ بِلفْظِ "السَّلَامُ عَلَيْكُمُ" ، السَّلاَم السَّلامةُ والبراءةُ مِنَ العُيوبِ ، والسَّلاَم الصُّلْحُ .
    فَجُملَةُ السَّلَامِ هيَ إمَّا دعاءٌ إلَى اللهِ بأنْ يَجْعَلَكَ خَالي مِنَ النَّقْصِ والعُيوبِ ، واللهُ سُبحانَهُ وتَعَالَى جَعَلَ الإمامَ الحُسينَ
    (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَمَا في نَفسِ الزِّيَارَةِ وَلِيُّهُ وحَبيبُهُ ، فَهوَ مِنْ أهلِ البيتِ الّذينَ أذهَبَ اللهُ عَنْهُم الرِّجْسَ وطَهرَهُم تَطهيرا .
    أو جُمْلَةُ السَّلًامِ خَبَريَّةٌ وهيَ إبرازٌ لِلإلتزامِ بِعَهدِ اللهِ تَعالَى ،فاللهُ أخذَ العَهدَ بأنْ نُطيعَ رسولَهُ وأولياءَهُ والزَّائِرُ يُظهِرُ هذا العَهدَ بالأخبَارِ عَنْهُ.
    وقد وَرَدَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه مَا مَعْنَى السَّلَامِ عَلَى رَسُولِ اللَّه فَقَالَ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى لَمَّا خَلَقَ نَبِيَّه ووَصِيَّه وابْنَتَه وابْنَيْه وجَمِيعَ الأَئِمَّةِ وخَلَقَ شِيعَتَهُمْ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ وأَنْ يَصْبِرُوا ويُصَابِرُوا ويُرَابِطُوا وأَنْ يَتَّقُوا اللَّه ووَعَدَهُمْ أَنْ يُسَلِّمَ لَهُمُ الأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ والْحَرَمَ الآمِنَ وأَنْ يُنَزِّلَ لَهُمُ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ ويُظْهِرَ لَهُمُ السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ ويُرِيحَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ والأَرْضِ الَّتِي يُبَدِّلُهَا اللَّه مِنَ السَّلَامِ ويُسَلِّمُ مَا فِيهَا لَهُمْ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالَ لَا خُصُومَةَ فِيهَا لِعَدُوِّهِمْ وأَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِيهَا مَا يُحِبُّونَ وأَخَذَ رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَى جَمِيعِ الأَئِمَّةِ وشِيعَتِهِمُ الْمِيثَاقَ بِذَلِكَ وإِنَّمَا السَّلَامُ عَلَيْه تَذْكِرَةُ نَفْسِ الْمِيثَاقِ وتَجْدِيدٌ لَه عَلَى اللَّه لَعَلَّه أَنْ يُعَجِّلَه جَلَّ وعَزَّ ويُعَجِّلَ السَّلَامَ لَكُمْ بِجَمِيعِ مَا فِيه )، الكافي للشيخ الكليني ج1 ص451.

    ***( وَأعطَيتَهُ مَواريثَ الأنبِياءِ )، زيارَةُ الأربعينَ .
    وَهذا المقطَعُ يؤكَدُ ما ورَدَ في المقاطعِ الأولَى في زيارةِ وارثٍ حيثُ الإمامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يُعَدِّدُ الأنبياءَ الّذينَ وَرِثَهُم الإمامُ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فيقولُ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلامُ ) ، والوِرَاثَةُ تَعني الكَثيرَ لَكِنْ واحدةٌ مِنَ المَعاني هي وراثَةُ الصِّفاتِ ، فالحُسينُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَليُّ اللهِ ،ومَعنَى وَليِّ اللهِ الّذي لَهُ الوِلايَةِ التَّكوينيَّةِ والتَّشريعيَّةِ بحسبِ الإطلاقِ القُرآنيِّ ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾، سُورَةُ المَائِدَةِ ، الآية 55، فَهوَ الّذي يَلِيَ أمرَ اللهِ تَعالَى في الأرضِ وهو خَليفَةُ اللهِ في أرضِهِ ، وهوَ حَبيبُهُ لأنَّهُ أقربُ الخَلقِ إليهِ بعدَ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وبعدَ أميرِ المؤمنينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وهوَ الأشَدُّ طَاعَةً للهِ لِذلكَ يُحبُّهُ اللهُ ويُحبُّ اللهَ ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)
    فالمُلَاحَظُ هُنَا: علَى الإنسانِ الشَّاهِدِ بأنَّ الإمامَ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وليٌّ ، وعلَيهِ أنْ يُطيعَ وليَّ اللهِ ،لأنَّ طاعَةَ ولِيِّهِ طَاعَتُهُ ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ﴾، سُورَةُ النِّسَاءِ، الآية 59. ، وإنَّ أيَّ إبتعادٌ وَمعصيَّةٌ هو خَلَلٌ في هذهِ الشَّهادَةِ القَلبيَّةِ ، وعلَى المؤمنِ أنْ يَقتدي بوليِّ اللهِ وحبيبِهِ للوصولِ إلَى الولايَةِ الإلهيِّةِ والمَحبَةِ الإلهيَّةِ وليسَ ذلكَ إلَّا عِبِرَ المَعرفَةِ مِنْ جِهَةِ وعِبْرِ الطَّاعَةِ مِنْ جِهَةٍ أُخرَى ،والّذي يَتجلَى بِصورَةِ الإتباعِ للنِّبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، سُورَةُ آلِ عُمرانَ ، الآية 31.
    وأنْ يكونَ الإنسانُ سَلَامٌ وسِلْمٌ لِولي اللهِ وحَبيبِهِ ( إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ )، زِيَارةُ عَاشوراءَ، وهذهِ ليستْ دعوى فقطْ إذْ قدْ يِدَعي الإنسانُ ذلكَ ،لكنَّهُ عملياً بسبِّبِ قِلَّةِ الوَعي يكونُ سِلْمٌ لِلأعداءِ ،وحربٌ لِلأولياءِ، فَيُعادي مَثلاً شِيعةُ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، ويُظهِرُ أذيتَهُم في القَولِ والعملِ ،ومنْ أوضَحِ مصاديقِ ذلكَ هو أذيَّةُ زوارِ الإمامِ الحُسينِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)،وشيوعِ النَعَراتِ القَوميَّةِ والطَّائفيَّةِ ، ونسيانِ قولِهِ تَعالَى:﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، سُورَةُ الحُجُّراتِ، الآية 13.
    ولِهَذا نَجِدُ الدفَاعَ عَنْهُم منْ خِلالِ دعاءِ الإمامِ الصَّادِقِ لزُوّارِ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):
    ( اللّهُمَّ إنَّ أعْداءَنا عابُوا عَلَيهم بخُروجهم ، فَلم يَنْهِهم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلينا خِلافاً مِنْهم عَلى مَنْ خالَفَنا ، فارْحَم تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيْرتها الشَّمْسُ ، وَارْحَم تِلكَ الخدُودَ الَّتي تَتَقَلّبُ علىُ حُفْرَةِ أبي عَبدِاللهِ الحسينِ عليه السّلام ، وَارْحَم تِلكَ الأعْيُنَ الَّتي جَرَتْ دُمُوعُها رَحمةً لَنا ، وارْحَم تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتي جَزَعَتْ واحْتَرقَتْ لَنا ، وارْحَم تِلكَ الصَّرْخَةً الَّتي كانَتْ لَنا ، اللّهمَّ إني اسْتَودِعُكَ تلْكَ الأبْدانَ وَتِلكَ الأنفُس حتّى تَرْويهمْ عَلى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ [الأكبر] )، كتابُ كاملِ الزِّياراتِ، ص126 .
    ***( وَبَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيرَةِ الضَّلالَةِ )، زيارَةُ الأربعينَ.
    بَذْلُ النَّفْسِ : التَّضْحِيَةُ، العَطاءُ، التَّفانِي والإِخْلاصُ، وَتَمَيَّزُ العَرَبُ بِالبَذْلِ والسَّخاءِوهكذا كانَ سيِّدُ العَرَبِ في ذلك الزَّمَانِ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قدْ أباحَ نفسَهُ للهِ تَعالَى راضياً قانعاً مسلّماً؛ فقدْ رُويَ عنْهُ قَبْلَ شَهَادَتِهِ قولُهُ:
    ( اِلَهِي إِن كَان هَذَا يُرْضِيْك فَخُذ حَتَّى تَرْضَى..)
    المُهْجَة: الرُّوح، النَّفْس.. والجهالة غير الجهل، فالجَهْلُ اعتِقاد الشيء على خلافِ ما هو علَيه أي نقيض العِلْم، والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم ، يعني هي زوال القوّة العاقلة .
    تمثّلُ الفقرةُ آنفاً سماءَ الزِّيارةِ وقَدَحَهَا المُعلّى وقِمَتَهَا، وذروتَهَا و شُرفَتَهَا؛ لأنّها تُحدّدُ وبإيجازٍ غيرُ مُخلٍ: غايَةَ النَّهضَةِ وغرضُهَا، وتختصِّرُ عرضَ الأهدافِ والفوائِدِ، والثِّمارِ والنَّتائِجِ لحركَةِ سَيِّدِ الشُّهداءِ وفاجعتِهِ، وهي إذْ تكشفُ عنْ ذلكَ وتُنيرُهُ، وتُسفِرُ عَنْهُ وتوضّحُهُ بالرَّغْمِ منْ أنّهُ مَطلبٌ مُعتاصٌ، ومُركَبٌ صَعِبٌ؛ لذا إختلفَتْ الآراءُ، وتعدّدتْ الرُّؤى، وتنوّعتْ المسالكُ حسبَ المشاربُ في بيانِ أهدافِ الحركةِ الحسينيَّةِ، والمقالُ لَا يَطمعُ في تفصيلِ هذا المَرامِ الصَّعبِ، والحِمَى المَنيعِ .
    وحسبَ مَا قالَهُ سَماحةُ المرجعِ السَّيد مُحَمَّدُ سعيدِ الحكيمِ (ره) : ( الّذي ظهرَ لَنَا منْ فوائدِ نَهضةِ الإمامِ الحُسينِ وثمراتِهَا هو إكمالُ مشروعِ أميرِ المؤمنينَ في إيضاحِ معالمِ الدِّينِ، وسلبِ شرعيَّةِ السُّلطَةِ الّتي كانتْ تَتَحَكَمُ فيهِ، وتركيزِ دعوةِ التَّشيُّعِ، ودفعِهَا باتجاهِ التَّوسعِ والانتشارِ . وبعدَ حصولِ ذلكَ كُلِّهِ بجهودِ الأئمَةِ الأولينَ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) وخاصةً شيعتُهُم وتضحياتُهُم، الّتي بلغتْ القِمَّةَ في فاجعةِ الطَّفِ، لَا يَبقَى مُبرِّرٌ للتَّضحيَّةِ مِنْ الأئمَةِ البَاقينَ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) أو منْ شِيعتِهم )، فاجعةِ الطَّفِ ،ص 493.
    وهذا مَا حدَثَ بالفعلِ، فقدْ قَرّبتِ كربلاءُ البعيدَ، واختزلتْ الطَّريقَ وأظهرتْ المَخفيَّ وبيّنتْ المُلتَبَسَ وعرّبتْ المُستعجَمَ وأوضحتْ المُشتَبَهَ، وميّزتْ الصُّفوفَ، وفصلتْ وبمنتَهَى الجَّلاءِ والوضوحِ بينَ الحَقِّ والبَاطلِ، والحُجّةِ والشُبهَةِ، والحُسنِ والقُّبْحِ.. وفرزتْ العامرَ عنْ الغامرِ، والمُنصفَ منَ المعانِدِ والجَاحدِ !.


  • #2
    يعطيك الف عافية على الطرح الرائع












    تعليق


    • #3
      ويعافيكِ ويَجعَلُ مُتابعاتكِ في ميزانِ حسناتكِ وفقنا اللهُ وإياكِ لمراضيهِ وجنبنا معاصيهِ معَ شُكرَنَا وتَقديرَنا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X