بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
اللهم صلِّ على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
" لا إله إلّا الله "
جعل الله هذا الشعار لرفض الاشراك بجلالته وجعلهُ شعاراً للرسالات السماوية ، فكل الأنبياء وبما فيهم خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وعليهم جاءوا به ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرىٰ إِثمًا عَظيمًا ﴾[1]
فقد ارسل الله جلَّ شأنه الرسل والأنبياء لكي يزرعوا هذا الشعار المبارك في قلوب الاقوام و يرفضوا كل ما هو شرك وفساد وانحراف .
وبدأت دعوة رسول الله صلى الله عليه واله بالانتشار وسيما بعد الهجرة الى يثرب .
بينما خط الرافضين لهذا المشروع الإهي اخذ يجيش الجيوش ويحرض للوقوف ضدانتشار هذا الدين الجديد بالحصار وبالحرب ولكن الله يفعل ما يشاء وجعل النصر حليف المسلمين .
بعد فشل محاولات المشركين وحلفائهم بدأ إنشاء حلف جديد من المنافقين و المنتفعين ينخرون الدين من الداخل بتشكيل خط معارض لكي يستولوا على دفة الحكم بعدالتخلص من رسول الله صلى الله عليه واله وينتهزون الفرص للنيل من الاسلام ، وقاموا بمحاولات عدة لاغتيال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله[2] وافشلها الله سبحانه.
بعد فشل حادثة العقبة انحرف المنافقون الى منحى آخر وهو إزالة قدسية رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم بحادث رزية الخميس وأعقبتها السقيفة ومصادرة فدك والاعتداء على الزهراء سلام الله عليها ، بهذه الاحداث ضاعت بيعة الغدير وضاع المشروع الإهي ﴿ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتى وَرَضيتُلَكُمُ الإِسلٰمَ دينًا﴾ [3] والغريب من حضر هذه البيعة المباركة اقل رواية تقول بـ 10 الافمن المسلمين ..!
هنا نستنتج قوة وحجم التآمر وإمكانية السيطرة على المسلمين !
تركوا امر الله جلَّ جلاله ووصية رسوله الكريم وبيعتهم لله ولرسوله ولعليّ بن ابي طالب صلوات الله عليهما يوم غدير خُم ﴿إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلىٰ نَفسِهِ وَمَن أَوفىٰ بِما عٰهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤتيهِ أَجرًاعَظيمًا﴾[4][*] بمعنى خانوا الله ورسوله وتجاوزوا على حق المسلمين ، فقد سفكت دماءولازالت تسفك كلها في أعناق ابطال السقيفة المشؤومه !
فكرة التآمر على الاسلام وانتزاع الحكم من آل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم بعد ما يأس من الحصول على مغانم من رسول الله صلى الله عليه واله في حياته وبعد مماته فقد جاء في تفسير اللباب في ذيل تفسير سورة " المسد " (وحكى أبو عبد الرحمن بن زيد: أن أبًا لهب أتى النبيّ صلى الله عليه (واله) وسلم فقال: ماذا أُعْطى إن آمنت بك يا محمد ؟ فقال: " كما يُعطى المُسلمُون " ….! )[5] .
وايضاً كان لقاء الرسول الأعظم صلى الله عليه واله بـ رئيس قبيلة بني عامر ، وقدعرض نفسه على بني عامر ... و قال رئيس بني عامر الى النبي (صلى اللهعليه (وآله)): // ... أرأيت إن نحن بايعناك – تابعناك - على أمرك ، ثم أظهركاللهُ على خلقك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال (صلى الله عليه (وآله)): الأمر الى الله يضعه حيثُ يشاء ؛ فقالوا له (صلى الله عليه (وآله)): أفَتُدَف– أي نتصير هدفاً يرمى - نحورنا للعرب دونك ، فاذا أظهرك الله كان الأمرلغيرنا ! لاحاجة لنا بأمرك ؛ فأبّوْا عليه \\.[6]
نعود الى موضوعنا؛ في هذه الفترة انتهز ابو سفيان الوضع واستطاع ان يحصل على ولاية الشام بعد فتحها بتنصيب يزيد بن أبي سفيان والي ، وبعد وفاته استلم الولاية اخيه معاوية بن أبي سفيان .
سؤال يطرح نفسه ؛ لماذا فُضل ابو سفيان وأولاده واعطيت لهم ولاية الشام ، لقدمهم في الاسلام مثلاً ؟ يوجد من هو أقدم منهم ! هل ابو سفيان واولاده حاربوا الى جانب رسول الله صلى الله عليه واله لنصرة الدين مثلاً ؟ بالعكس حاربوا الدين وألفوا احزاب للقضاء على رسول الله صلى الله عليه واله وعلى الدين !
ابو سفيان اسلم بفتح مكة مجبراً وبعض الروايات تقول ان معاوية اسلم بعد فتح مكة لانه كان فاراً من سيوف المسلمين ! اذن اعطيت ولاية الشام الى اولاد ابو سفيان كـمكافئة لوقوفهم مع المتآمرين ! والله اعلم .
وكان معاوية لا يحب الاسلام ولا نبي الاسلام وانما اسلامه لقلقة لسان ولسيطرة على دولة المسلمين ونلاحظ في ضل حكم معاوية اخذت سفينة الإسلام تنحرف عن مسارها واخذ الانحراف يزداد .
وحسب رواية المطرّف بن المغيرة بن شعبة قال: دخلت مع أبي على معاوية ـ و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي ، فيذكر معاوية و عقله ، و يُعجب بما يرى منه ـ إذجاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، و رأيته مغتماً فانتظرته ساعة ، و ظننت أنه لأمر حدث فينا .
فقلت : ما لي أراك مغتماً منذ الليلة ؟
فقال : يا بني جئتُ من عند أكفر الناس و أخبثهم [7] !
قلت : و ما ذاك ؟!
قال : قلت له و قد خلوت به : إنك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا وبسطت خيراً ، فإنك قد كبرت ، و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه .
فقال : هيهات هيهات ، أي ذكر أرجو بقاءه ! مَلكَ أخو تيم فعدل ، و فعل ما فعل ، فماعدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر ، ثم ملك أخو عدي ، فاجتهد وشمّر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : عمر ، و إن ابن أبي كبشة [8] ليُصاح به كل يوم خمس مرات " أشهد أن محمداً رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، فأيُّ عمل يبقى و أيُّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك ، لا والله إلاّ دفناً دفناً !! " [9] .
فلا نستغرب من حقد معاوية على الاسلام ونبي الاسلام ، الذي انقض بنود الصلح التي كتبها بيده وختمها بختمه مع الامام الحسن بن علي عليهما السلام ان يسلك مسلك المنافقين ..!
للموضوع بقية ان شاء الله
نسألكم الدعاء وقراءة سورة الفاتحة على أموات المؤمنين والمؤمنات وامواتكم وامواتناوكل من مات على الإيمان وسيما خدمة الإمام الحسين عليه السلام ..
———————————
[1] النساء: 48 .
[2] اقرأ كتاب محاولات اغتيال النبي (ص ) وفشلها تأليف محمد نصّار والسيديوسف .
[3] المائدة: 3 .
[4] الفتح: 10 .[*] تفسير الأمثل ج13 ص35 . (البيعة) معناها المعاهدة على اتباع الشخص وطاعته، وكان المرسوم أو الشائع بين الناس أنّ الذي يعاهد الآخر ويبايعه يمد يده إليه ويظهروفاءه ومعاهدته عن هذا الطريق لذلك الشخص او لذلك (القائد) المبايّع !
يتضح معنى ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم﴾ كناية عن أن بيعة النّبي هي بيعة الله ، قد جعل اللهيده على أيدهم فهم لا يبايعون النبي فحسب بل يبايعون الله .
[5] المصدر: اللباب في علوم الكتاب لإبن عادل الدمشقي الحنبلي تحقيق وتعليقالشيخ عادل أحمد عبدالموجود والشيخ علي محمد معوّض ، وايضاً شارك كل منالدكتور محمد سعيد رمضان حسن والدكتور محمد المتولي الدسوقي حب ، برسالةجامعية ، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الاولى1419هـ ـ 1998م . ج20 ص551 .
[6] (كتاب السيرة النبوية لابن هشام ، حققها وضبطها وشرحها ووضعفهارسها كل من مصطفى السقا ، وابراهيم الابياري ، وعبد الحفيظ شلبي ،ص424 ~ 425 ، القسم الاول). (كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثيرالمتوفي سنة " 630هـ " ج1 ص609 ، تحقيق أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان).
[7] يقصد معاوية بن أبي سفيان .
[8] يقصد به رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
[9] الصحوة ، لصباح علي البياتي الناشر المجمع العلمي لأهل البيت عليم السلام: ص403 ، نقلاً عن الموفقيات : 577.
تعليق