بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بركات الإستغفار:
ولخصوص الإستغفار أسرار , فهو باب رحمة إلهية , وله موارد واجبة ومستحبة وأدباً, مشهورة وغير مشهورة .
وكل الإستغفار خير وبركة أكان بعد ذنب أم طاعة أم مطلقا.
قال سيدنا هود لقومه حاثا لهم على الإستغفار :
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود
وفلسفة ذلك , أن لا يكتفي العبد بطاعة ويكثر التبجح بها, وهذا من مظاهر العبودية الحقة وإجلال الله تعالى.
ومن بات نائما وأصبح نادما , خير من ما بات قائما وأصبح معجبا !
ومن رضي وإكتفى فهو في خطرمن العجب والكبر وغيرها…بل هو ظالم ” وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)” الحجرات
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : «إن اللَّه تعالى يحب ثلاثة أصوات: صوتَ الديك وصوتَ قارئى القرآن وصوتَ الذين يستغفرون بالاسحار» (ورد بأكثر من لفظ).
وقال على عليه السلام : «ألا أدلّكم على دائكم و دوائكم, ألا إن دائكم الذنوب ودواء الذنوب الإستغفار».
وقال لقمان الحكيم على نبينا وآله وعليه السلام:
“يا بني …لا يكن الديك أكيس منك…..فإنه ينادي بالأسحار وأنت نائم”.
وينبغي أن يكون هذا الذكر المبارك جزءً من مسلكنا المكرر اليومي والحالي والساعاتي.
الإستغفار بعد الطاعات:
وأهل البصائر والعزائم أشدُّ ما يكونون إستغفارا عقيب الطاعات ومع التَّتبع نتوقف عند جملة إلفاتات :
أ – فقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات وهو أجل المواقفِ وأفضلُها , فقال :
” فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)” البقرة
ب – وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالإستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بأعبائها وقضاء الحج وإقتراب الأجل:
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر.
ج – كذلك مدح الله جل جلاله الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ, فقال :
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) آل عمران
الاسْتغْفَار من الذُنُوبِ:
وفي الإستغفار الواجب قال الله ربي جل جلاله :
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران
وقال سبحانه :
وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) النساء
وقال رسول الله صلى الله عليه و آله : طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيامة تحت كل ذنب : أستغفر الله .
وعن علي عليه السلام
: تعطروا بالإستغفار لا تـفضحنَّكم روائح ُالذنوب.
وروي أن داود على نبينا وآله وعليه السلام سأل جبريل وقال:
يا جبريل أي الليل أفضل, قال يا داود لا أدري إلا أن العرش يهتز من السحر.
اللهم لك الحمد على ما أعطيت، ولك الشكر على ما أوليت، نستغفرك ونتوب إليك، نؤمن بك ونتوكل عليك، أنت القوي ونحن الضعفاء إليك، أنت الغني ونحن الفقراء إليك.