إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خَلقُ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)مِنَ الأصْلَابِ الشَامِخَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خَلقُ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)مِنَ الأصْلَابِ الشَامِخَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ
    قَالَ أميرُ المؤمنينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ إِلَى مُحَمَّد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وَأَعَزِّ الأرُومَاتِ مَغْرِساً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ، وَانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ، عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ، وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الأسَرِ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ نَبَتَتْ فِي حَرَم، وَبَسَقَتْ فِي كَرَم، لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ، وَثَمَرٌ لاَ يُنَالُ )، نهجُ البَلاغَةِ، 182 – 183.
    فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وَأَعَزِّ الأرُومَاتِ مَغْرِساً،
    استعارَ لفظَ المَعدِنِ والمَنبَتِ والمَغرَسِ لِطينَةِ النُّبوّةِ الّتي وُلدَ مِنْهَا النَّبيُّ، وَوَجْهُ الإستعارةِ أنّ تلكَ المَادّةِ مَنشأٌ لِمِثْلِهِ ، كَمَا أنّ الأرضَ معدنُ الجَواهرِ ومغرَسُ الشَّجَرِ الطيّبِ ،
    فالنّبيُّ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مِنْ نَسَلِ إبراهيمَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ، شيخ الأنبياء ، وإليه تعود سلسلة آباء النبي ، وهي أفضل أصل يعود إليه إنسان ، ولا يرتبط ذلك بالآباء البعيدين بل إنّ أسرته التي ولد فيها ، وهم بنو هاشم ، خير أسرة
    فالنبيُّ كانَ مُستَقرّهُ في الأصلابِ الشامخَةِ، وهو خيرُ مُستقَرٍ. ونبَتَ في أشرفِ رَحِمٍ مُطهّرَةٍ، وأسرَةُ النّبيِّ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) هي أسرةُ الكَرامَةِ والسَّلَاَمَةِ منْ أنْ تُدنّسُ بالتَّلوثِ بأيِّ رِجسٍ مِنَ الأرجَاسِ المَعنويَّةِ
    أمّا المنبتُ الطيّبُ لرسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فيصِفَهُ الإمامُ عليٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بكلماتٍ موجزَةٍ : ( مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِنهج البلاغة ، الشريف الرضي ، ج 1 ، خطبة 94 ،ص 187.
    وَعَلَى ضَوءِ مَا طَلَبَهُ النَّبيُّ إبراهيمُ الخَليلِ عندَمَا ناجى ربَّهُ فَقَالَ تعَالَى في كتابهِ الكريمِ : ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾، سُورَةُ أبرَاهيمَ ، الآية 40.
    خرجَ النَّبيُّ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) منْ آباءٍ وأجدادٍ مؤمنينَ بدلالَةِ الحَديثِ والقُرآنِ قالَ النَّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( خرجتُ منْ نكاحٍ ولمْ أخرُجُ منْ سِفَاحٍ منْ لَدُّنِ آدمَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)).البداية والنهاية - ط احياء التراث المؤلف : ابن كثير، ج 2 ، ص314. وقال (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( لَمْ يَزَلِ اَللَّهُ تَعَالَى يَنْقُلُنِي مِنْ أَصْلاَبِ اَلطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ اَلْمُطَهَّرَاتِ حَتَّى أَخْرَجَنِي إِلَى عَالَمِكُمْ هَذَا ، لم يدنسني بدنس الجاهلية )، تفسير الصافي ، ج2، ص131. بينمَا قالَ اللهُ تَعالَى عنْ المُشركينَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾، سُورَةُ التَّوبَةِ ، الآية 28. والدليل القرآني بأنَّ آباء النبيّ محمّد(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كانوا جميعاً موحّدين غير مشركين، وذلك ما جاء في قوله تعالى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾، سُورَةُ الشُّعَراءِ ، الآية 218-219.
    نسب نبيّ الإسلام: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ مُطَّلِباً دَخَلَ مَكَّةَ وَ هُوَ رَدِيفُهُ وَ عَبْدُ اَلْمُطَّلِبِ اِسْمُهُ شَيْبَةُ اَلْحَمْلِ بْنُ هَاشِمٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ هَشَمَ اَلثَّرِيدَ لِلنَّاسِ فِي أَيَّامِ اَلْغَلاَءِ وَ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَلاَ وَ أَنافَ وَ اِسْمُهُ اَلْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ وَ اِسْمُهُ زَيْدٌ أُقْصِيَ عَنْ دَارِ قَوْمِهِ لِأَنَّهُ حُمِلَ مِنْ مَكَّةَ فِي صِغَرِهِ إِلَى بِلاَدِ أَزِدْ شَنُوءَةَ فَسُمِّيَ قُصَيّاً وَ يُلَقَّبُ بِالْمُجَمِّعِ لِأَنَّهُ جَمَعَ قَبَائِلَ قُرَيْشٍ بَعْدَ مَا كَانُوا فِي اَلْجِبَالِ وَ اَلشِّعَابِ وَ قَسَّمَ بَيْنَهُمْ اَلْمَنَازِلَ بِالْبَطْحَاءِ اِبْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُوَيٍّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ بْنِ مَالِكِ بْنِ اَلنَّضْرِ وَ هُوَ قُرَيْشٌ( بِمَعنى التجمع أي التقرش لإنَّه يَجمعُ كُلَّ مَنْ تَفرقَ مِنْ قَبيلَتهِ وّيُقّدِمُ لَهُمُ الطَّعامَ )، وَ سُمِّيَ اَلنَّضْرَ لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى اِخْتَارَهُ وَ اَلنَّضْرُ اَلنَّضْرَةُ اِبْنِ خُزَيْمَةَ وَ إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ خَزَمَ نُورَ آبَائِهِ اِبْنِ مُدْرِكَةَ لِأَنَّهُمْ أَدْرَكُوا اَلشَّرَفَ فِي أَيَّامِهِ وَ قِيلَ لِإِدْرَاكِهِ صَيْداً لِأَبِيهِ وَ سُمِّيَ أَخُوهُ طَابِخَةَ لِطَبْخِهِ لِأَبِيهِ اِبْنِ إِلْيَاسَ اَلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ جَاءَ عَلَى إِيَاسٍ وَ اِنْقِطَاعٍ اِبْنِ مُضَرَ وَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَخْذِهِ بِالْقُلُوبِ وَ لَمْ يَكُنْ يَرَاهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَحَبَّهُ اِبْنِ نِزَارٍ وَ اِسْمُهُ عَمْرٌو وَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ مَعَدّاً نَظَرَ إِلَى نُورِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي وَجْهِهِ فَقَرَّبَ لَهُ قُرْبَاناً عَظِيماً وَ قَالَ لَهُ لَقَدِ اِسْتَقْلَلْتَ هَذَا اَلْقُرْبَانَ وَ إِنَّهُ لَقَلِيلٌ نَزْرٌ وَ يُقَالُ إِنَّهُ اِسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَ كَانَ رَجُلاً هَزِيلاً فَدَخَلَ على يَسْتَأْنِفَ فَقَالَ هَذَا نِزَارُ بْنُ مَعَدٍّ وَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ حُرُوبٍ وَ غَارَاتٍ عَلَى اَلْيَهُودِ وَ كَانَ مَنْصُوراً اِبْنِ عَدْنَانَ لِأَنَّ أَعْيُنَ اَلْحَيِّ كُلَّهَا كَانَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ .المناقب ، ج ص154 .
    (بعض النسابين يتابع واصلاً النسب إلى آدم أبو البشر)، ففي روايةٍ أُخرَى :
    ( فَأَقْبَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ وَ يَقُولُ لَكَ اُكْتُبْ عَلَى وَلَدِكَ شِيثٍ كِتَاباً.........فَكَتَبَ اَلْكِتَابَ وَ أَشْهَدَ عَلَيْهِ وَ خَتَمَهُ جَبْرَئِيلُ بِخَاتَمِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَى شِيثٍ.....وَ قَبِلَ شِيثٌ اَلْعَهْدَ وَ أَلْزَمَهُ نَفْسَهُ وَ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ اَلنُّورُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ حَتَّى تَزَوَّجَ اَلْمُحَاوَلَةَ اَلْبَيْضَاءَ وَ كَانَتْ بِطُولِ حَوَّاءَ وَ اِقْتَرَنَ إِلَيْهَا بِخُطْبَةِ جَبْرَئِيلَ فَلَمَّا وَطِئَهَا حَمَلَتْ بِأَنُوشَ فَلَمَّا حَمَلَتْ بِهِ سَمِعَتْ مُنَادِياً يُنَادِي هَنِيئاً لَكِ يَا بَيْضَاءُ لَقَدِ اِسْتَوْدَعَكِ اَللَّهُ نُورَ سَيِّدِ اَلْمُرْسَلِينَ سَيِّدِ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ فَلَمَّا وَلَدَتْهُ أَخَذَ عَلَيْهِ شِيثٌ اَلْعَهْدَ كَمَا أَخَذَ عَلَيْهِ وَ اِنْتَقَلَ إِلَى وَلَدِهِ قينان وَ مِنْهُ إِلَى مَهْلاَئِيلَ وَ مِنْهُ إِلَى أُدَدَ وَ مِنْهُ إِلَى أَخْنُوخَ وَ هُوَ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ إِدْرِيسُ وَلَدَهُ متوشلخ وَ أَخَذَ عَلَيْهِ اَلْعَهْدَ ثُمَّ اِنْتَقَلَ إِلَى مَلَكٍ ثُمَّ إِلَى نُوحٍ وَ مِنْ نُوحٍ إِلَى سَامٍ وَ مِنْ سَامٍ إِلَى وَلَدِهِ أَرْفَخْشَدَ ثُمَّ إِلَى وَلَدِهِ عَابَرَ ثُمَّ إِلَى قالع ثُمَّ إِلَى أرغو وَ مِنْهُ إِلَى شارغ وَ مِنْهُ إِلَى تاخور ثُمَّ اِنْتَقَلَ إِلَى تَارَخَ وَ مِنْهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ إِلَى إِسْمَاعِيلَ ثُمَّ إِلَى قَيْذَارَ وَ مِنْهُ إِلَى اَلْهَمَيْسَعِ ثُمَّ اِنْتَقَلَ إِلَى نَبْتٍ ثُمَّ إِلَى يَشْحُبَ وَ مِنْهُ إِلَى أُدَدَ وَ مِنْهُ إِلَى عَدْنَانَ.....)، بحار الأنوار ، ج15، ص33.
    وقد قال السيّد جعفر مرتضى في كتاب الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ما يلي :
    قالوا: ( إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون )،
    بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية
    ويضيف السيّد جعفر مرتضى هنا : وقد استدلّوا على ذلك أيضاً بِمَا وَرَدَ عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ قَالَ: ( لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِيَ اَللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِ اَلطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ اَلْمُطَهَّرَاتِ حَتَّى أَخْرَجَنِي فِي عَالَمِكُمْ هَذَا لَمْ يُدَنِّسْنِي بِدَنَسِ اَلْجَاهِلِيَّةِبحار الأنوار ، ج15، ص117، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)،ج 2،ص 186 الفصل الخامس البحث الأوّل .
    والحنيفية التي سار عليها آباء النبيّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إنّما هي: دين النبوّة والأنبياء، أو دين الله وهي الإسلام، في كلّ عهد من عهود الأنبياء تتبنّى عقيدة التوحيد وما يدور في عبادة الله وحده، وقد وصف الله تعالى إبراهيم(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بها كما في قوله عزّ وجلّ: ﴿ مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ ﴾،سُورَةُ آلِ عِمْرَانِ ، الآية 67.
    قال العاملي في موضع آخر: وجود بقايا الحنيفية ــ دين إبراهيم، كالحجّ وآدابه ــ في الجزيرة العربية، وفي مكّة بالذات؛ لأنّ العرب، وهم أولاد إسماعيل، قد توارثوا عنه الدين الحقّ وكانوا يعتزّون بذلك ــ إلى أن قال: ــ غير أنّ بقية منهم ــ وإن كانت قليلة جدّاً ــ قد بقيت متمسّكة بعقيدة التوحيد، وترفض عبادة الأوثان؛ وتعبد الله على حسب ما تراه مناسباً وقريباً إلى تعاليم دين إبراهيم،. ومن هؤلاء: عبد المطّلب وأضرابه من رجالات بني هاشم الأبرار .

    وكان من بقايا الحنيفية: تعظيم البيت، والطواف به، والوقوف بعرفة، والتلبية، وهدي البدن....
    وقد روي عن الصادق(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ما مفاده: ( إنّ العرب كانوا أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس؛ فإنّ العرب يغتسلون من الجنابة، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وهم أيضاً يختتنون، وهو من سنن الأنبياء، كما أنّهم يغسلون موتاهم، ويكفّنونهم، ويوارونهم في القبور، ويلحدونهم، ويحرمون نكاح البنات والأخوات، وكانوا يحجّون إلى البيت ويعظّمونه، ويقولون: بيت ربّنا، ويقرّون بالتوراة والإنجيل، ويسألون أهل الكتب...)، الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)،ج 2،ص 230 - 231 الفصل الخامس البحث الرابع .
    ففي خبرِ الإحتجاجِ: في خبرِ الزّنديقِ الذي سألَ الصّادقَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عن مسائلَ، فكانَ فيما سأله: أخبِرني عنِ المجوسِ أبعثَ اللهُ إليهم نبيّاً؟ فإنّي أجدُ لهُم كتباً مُحكمةً، ومواعظَ بليغة، وأمثالاً شافيةً يقرّونَ بالثّوابِ والعقابِ، ولهُم شرائعُ يعملونَ بها، فقالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( ما مِن أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ، وقد بعثَ إليهم نبيٌّ بكتابٍ مِن عندِ اللهِ فأنكروهُ وجحدوا كتابَه، قالَ: ومَن هوَ؟ فإنَّ النّاسَ يزعمونَ أنّهُ خالدٌ بنُ سنان، قالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): إنَّ خالداً كانَ عربيّاً بدويّاً ما كانَ نبيّاً، وإنّما ذلكَ شيءٌ يقوله النّاسُ، قالَ: أفزردشت؟ قالَ: إنَّ زردشتَ أتاهم بزمزمةٍ وإدّعى النبوّةَ، فآمنَ منهُم قومٌ، وجحدَه قومٌ فأخرجوهُ، فأكلتهُ السّباعُ في بريّةٍ منَ الأرضِ، قالَ: فأخبرني عنِ المجوسِ كانوا أقربَ إلى الصّوابِ في دهرِهم أم العرب؟ قالَ: العربُ في الجاهليّة كانَت أقربَ إلى الدّينِ الحنيفيّ منَ المجوسِ، وذلكَ أنَّ المجوسَ كفرَت بكلِّ الأنبياءِ، وجحدَت كتبَها، وأنكرَت براهينَها، ولم تأخُذ بشيءٍ مِن سُننِها وآثارِها وأنَّ كيخسرو ملكَ المجوسِ في الدّهرِ الأوّلِ قتلَ ثلاثَ مائةِ نبيّ )، الإحتجاجُ للطّبرسي،ج 2 ،ص 91.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​

    تعليق


    • #3
      إن شاء الله برضى الرحمان وبشفاعة سيد الأكوان نكون وإياكم من سكنة الجنان.

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X