طـافـتْ بـنـورِكَ قـبـلَ البدءِ أسـمـاءُ كـنـسـمـةٍ عـطرُها في الغيبِ وضَّاءُ
فهلَّ وجهُكَ من قلبِ الـسـؤالِ هوىً كزهرةِ الرملِ عَطْشَى وهي خضراءُ
والـلاجـوابُ عـلـى صحراءِ أعينِهمْ غـيـمٌ ضـريـرُ الـنَّـدى والناسُ أهواءُ
لمَّا بزغتَ تـسـامى الطّين مُـبـتـهـلاً وقـال لـلـمـاءِ: لا تـظـمـأْ أنــا الــماءُ
أومأتَ للبيتِ كانَ الـبـيـتُ مُـغـتـرباً فـمـالَ كـالـريـحِ لـمَّــا لاحَ إيـــــمــاءُ
هـنـا الـخـلـيـلُ بـكـى، أنهارُ سجدتِهِ تـجـري، وقـلـبُ رســولِ اللهِ أفــيـاءُ
هـنـا الـنـبـوَّاتُ دارتْ حـولَ مــكَّـتِهِ ودارَ حــولَ حــبـيــبِ اللهِ حــــــرّاءُ
جـبريلُ يمسحُ وجهَ الأرضِ مُلتحفاً غـيـمـاً نـبـيّـــاً فــهـبّـتْ مـنـكَ أشـذاءُ
فجئتَ تحمِلُ سرَّ العُشبِ فـي وطـنٍ وأمّـةٍ غـالَـهـا فـي الـجـهــلِ إغــواءُ
تـسلَّلَ الفجرُ من بينَ البيـوتِ هـوىً فـمـا لآدمَ ابـنٌ قـــــــيـــلَ: خــــطّاءُ
ومـا إذا سُـئلتْ، من خيرُ عـتـرتِها؟ قــالـت: مـحـمـدُ وحــــــيُ اللهِ حوّاءُ
هو الـنبيُّ أمـيـرُ الـحـقِّ سـيـــرتُــهُ شــريـعـةٌ فُـصِّــلــتْ لـلـناسِ سَمحاءُ
زرعْتَ فـي مـكةَ الإيمانَ مُختصِراً سِـفْـرَ الـقـلـوبِ كــأنَّ السعيَ إسراءُ
يداكَ تنحتُ في الجدبِ القديمِ هدىً وفـيـضُ روحِــكَ لـلـمـحـرومِ إرواءُ
أحمد الخيال
تعليق