السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
++**++**++**++**++**++**++
كتب معاوﯾة بن أبي سفﯿان كتابا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحﯿم
أما بعد ﯾا علي لأضربنك بشهاب قاطع ﻻ ﯾدكنه الرﯾح وﻻ ﯾطفئه الماء إذا اهتز وقع وإذا وقع نقب.
والسﻼم
فلما قرأ علي (عليه السلام) كتاب معاوية دعا بدواة وقرطاس ثم كتب:
بسم الله الرحمن الرحﯿم
أما بعد ﯾا معاوﯾة فقد كذبت، أنا علي بن أبي طالب، وأنا أبو الحسن والحسﯿن قاتل جدك وعمك وخالك وأبﯿك، وأنا الذي أفنﯿت قومك في يوم بدر وﯾوم أحد ويوم حنين، وذلك السﯿف بﯿدي، يحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبي صلى الله علﯿه وآله بكفي، لم أستبدل بالله ربا وبمحمد (صلى الله عليه وآله) نبﯿا وبالسﯿف بدﻻ.
والسﻼم على من اتبع الهدى.
ثم طوى الكتاب ودعا الطرماح بن عدي الطائي (أخو الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي) وكان رجﻼ فصيحا متكلما، فقال له خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاوﯾة ورد جوابه.
فأخذ الطرماح الكتاب وانطلق مسرعا ناحية الشام.
فلما نزل دمشق سأل عن قواد معاوﯾة، فقﯿل إنهم ﯾجتمعون عند باب الخضراء، فنزل وعقل بعﯿره وتوجه صوبهم، فلما بصروا به أخذوا ﯾهزؤون به.
فقال أحدهم ﯾا إعرابي أعندك خبر من السماء؟
قال: نعم جبرائﯿل في السماء وعزرائيل في الهواء. فقالوا له ﯾا إعرابي من أﯾن أقبلت؟
قال: من عند التقي النقي إلى المنافق الردي.
قالوا ﯾا إعرابي إجلس حتى نشاورك؟
قال: والله ما في مشورتكم بركة، وﻻ مثلي يشاور أمثالكم.
قالوا ﯾا إعرابي فإنا نكتب إلى ﯾزﯾد بخبرك (وكان ﯾزﯾد ﯾومئذ ولي عهد معاوية).
فكتبوا إلﯿه أما بعد ﯾا ﯾزﯾد فقد قدم علﯿنا من عند علي بن أبي طالب إعرابي له لسان لا ﯾمل، وﯾكثر فما ﯾكل، والسﻼم.
فلما قرأ ﯾزﯾد الكتاب أمر أن يحضروه الى معاوية،
فلما حضر نظر إلﯿه معاوية وقال: السﻼم علﯿك ﯾا إعرابي،
قال الطرماح: الله السﻼم المؤمن المهﯿمن.
قال معاوﯾة: إن أمﯿر المؤمنﯿن ﯾقرأ علﯿك السﻼم
قال الطرماح: سﻼمه معي من الكوفة.
قال معاوﯾة: إنني أعرض علﯿك الحوائج
قال: أول حاجتي إليك أن تقوم من مجلسك حتى ﯾجلسه من هو أحق به منك.
قال معاوﯾة ﯾا إعرابي: فإنا ندخل على علي فما لنا حﯿلة والسلام عليه
قال الطرماح: السﻼم علﯿك أﯾها الملك
قال معاوﯾة: وما منعك أن تقول ﯾا أمير المؤمنين؟
قال: نحن المؤمنون فمن أمرك علﯿنا؟
فقال إذن ناولني كتابك،
قال الطرماح إني لأكره أن أطأ بساطك
قال: فناوله وزﯾري
قال الطرماح: خان الوزﯾر وظلم الأمﯿر
قال: فناوله غﻼمي،
قال: غﻼم سوء اشتراه موﻻه من غﯿر حل واستخدمه في غﯿر طاعة الله
قال معاوية: فما الحﯿلة إذن؟
قال: ما ﯾحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك، قم صاغرا فخذه.
فقام معاوﯾة فتناول الكتاب وقرأه ثم قال: ﯾا إعرابي كﯿف خلفت علﯿا؟
قال: خلفته والله جلدا، حرﯾا، ضابطا، كرﯾما شجاعا، جوادا، لم ﯾلق جﯿشا إﻻ هزمه وﻻ قرنا إﻻ أرداه وﻻ قصرا إﻻ هدمه.
قال معاوﯾة: فكﯿف خلفت الحسن والحسﯿن؟
قال: خلفتهما صلوات الله علﯿهما صحﯿحﯿن، فصﯿحﯿن، كرﯾمﯿن، شجاعﯿن، جوادﯾن، شابﯿن، طرﯾﯿن مصلحين للدنﯿا واﻵخرة.
قال معاوﯾة: فكﯿف خلفت أصحاب علي؟
قال: خلفتهم وعلي (عليه السلام) بﯿنهم كالبدر وهم كالنجوم، إن أمرهم ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا
فقال معاوية: ﯾا إعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك.
قال: وﯾلك استغفر ربك، كﯿف لو رأﯾت الفصحاء الأدباء النطقاء ووقعت في بحر علومهم لغرقت ﯾا شقي.
قال معاوﯾة: الوﯾل لأمك
قال الطرماح: بل طوبى لها ولدت مؤمنا مثلي ولم تلد منافقا مثلك
قال معاوية: ﯾا إعرابي هل لك في جائزة؟
قال الطرماح: بلى
فقال معاوية: كيف تستحل أخذها مني؟
قال: إني استحل أخذ روحك من جسدك، فكﯿف ﻻ أستحل أخذ مالك من يدك.
فأمر له بمائة ألف درهم وقال: أزﯾدك ﯾا إعرابي؟
فقال: زد إن الله ولي من يزيد،
فأمر له بمائة ألف أخرى،
فقال الطرماح: ثلثها فإن إمامي أمير المؤمنين (عليه السلام) أولى منك بها،
فثلثها له وقال: واﻵن ما تقول؟
فقال: أحمد الله وأذمك.
قال: ولم وﯾلك؟
قال: لأن هذا المال لم ﯾكن لك ولأبﯿك مﯿراثا، إنما هو من بﯿت مال المسلمين.
ثم أقبل معاوﯾة على كاتبه فقال اكتب للإعرابي جوابا فﻼ طاقة لي به، فكتب أما بعد ﯾا علي فلأوجهن إلﯿك بأربعﯿن حمﻼ من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل، ﯾشربون الدجلة وﯾسقون الفرات.
فلما نظر الطرماح إلى ما كتب أقبل على معاوﯾة فقال له: لا أدري أﯾكما أكذب أنت أم كاتبك؟ وﯾلك لو جمعت الجن والإنس وأهل الزبور والفرقان ﻻ يصلون الى ما قلت.
قال معاوﯾة: ما كتبه عن أمري
قال: إن لم ﯾكن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك، وإن كان كتبه بأمرك فقد استحﯿﯿت لك من الكذب. أما إن لعلي صلوات الله علﯿه دﯾكا أشتر، ﯾلتقط جيشكم بخيشومه، فﯿجمعه في حوصلته.
قال معاوﯾة: ومن ذلك ﯾا إعرابي؟
قال: ذلك مالك بن اﻻشتر النخعي.
ولما انتهى أخذ الكتاب والجائزة وانطلق بهما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فأقبل معاوﯾة على أصحابه وقال: لو وجهتكم بأجمعكم في ما وجه به علي صاحبه ما كنتم تؤدون عني عشر ما أدى هذا عن صاحبه.
بحار الأنوار ج8 ص587
اللهم صل على محمد وال محمد
++**++**++**++**++**++**++
كتب معاوﯾة بن أبي سفﯿان كتابا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحﯿم
أما بعد ﯾا علي لأضربنك بشهاب قاطع ﻻ ﯾدكنه الرﯾح وﻻ ﯾطفئه الماء إذا اهتز وقع وإذا وقع نقب.
والسﻼم
فلما قرأ علي (عليه السلام) كتاب معاوية دعا بدواة وقرطاس ثم كتب:
بسم الله الرحمن الرحﯿم
أما بعد ﯾا معاوﯾة فقد كذبت، أنا علي بن أبي طالب، وأنا أبو الحسن والحسﯿن قاتل جدك وعمك وخالك وأبﯿك، وأنا الذي أفنﯿت قومك في يوم بدر وﯾوم أحد ويوم حنين، وذلك السﯿف بﯿدي، يحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبي صلى الله علﯿه وآله بكفي، لم أستبدل بالله ربا وبمحمد (صلى الله عليه وآله) نبﯿا وبالسﯿف بدﻻ.
والسﻼم على من اتبع الهدى.
ثم طوى الكتاب ودعا الطرماح بن عدي الطائي (أخو الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي) وكان رجﻼ فصيحا متكلما، فقال له خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاوﯾة ورد جوابه.
فأخذ الطرماح الكتاب وانطلق مسرعا ناحية الشام.
فلما نزل دمشق سأل عن قواد معاوﯾة، فقﯿل إنهم ﯾجتمعون عند باب الخضراء، فنزل وعقل بعﯿره وتوجه صوبهم، فلما بصروا به أخذوا ﯾهزؤون به.
فقال أحدهم ﯾا إعرابي أعندك خبر من السماء؟
قال: نعم جبرائﯿل في السماء وعزرائيل في الهواء. فقالوا له ﯾا إعرابي من أﯾن أقبلت؟
قال: من عند التقي النقي إلى المنافق الردي.
قالوا ﯾا إعرابي إجلس حتى نشاورك؟
قال: والله ما في مشورتكم بركة، وﻻ مثلي يشاور أمثالكم.
قالوا ﯾا إعرابي فإنا نكتب إلى ﯾزﯾد بخبرك (وكان ﯾزﯾد ﯾومئذ ولي عهد معاوية).
فكتبوا إلﯿه أما بعد ﯾا ﯾزﯾد فقد قدم علﯿنا من عند علي بن أبي طالب إعرابي له لسان لا ﯾمل، وﯾكثر فما ﯾكل، والسﻼم.
فلما قرأ ﯾزﯾد الكتاب أمر أن يحضروه الى معاوية،
فلما حضر نظر إلﯿه معاوية وقال: السﻼم علﯿك ﯾا إعرابي،
قال الطرماح: الله السﻼم المؤمن المهﯿمن.
قال معاوﯾة: إن أمﯿر المؤمنﯿن ﯾقرأ علﯿك السﻼم
قال الطرماح: سﻼمه معي من الكوفة.
قال معاوﯾة: إنني أعرض علﯿك الحوائج
قال: أول حاجتي إليك أن تقوم من مجلسك حتى ﯾجلسه من هو أحق به منك.
قال معاوﯾة ﯾا إعرابي: فإنا ندخل على علي فما لنا حﯿلة والسلام عليه
قال الطرماح: السﻼم علﯿك أﯾها الملك
قال معاوﯾة: وما منعك أن تقول ﯾا أمير المؤمنين؟
قال: نحن المؤمنون فمن أمرك علﯿنا؟
فقال إذن ناولني كتابك،
قال الطرماح إني لأكره أن أطأ بساطك
قال: فناوله وزﯾري
قال الطرماح: خان الوزﯾر وظلم الأمﯿر
قال: فناوله غﻼمي،
قال: غﻼم سوء اشتراه موﻻه من غﯿر حل واستخدمه في غﯿر طاعة الله
قال معاوية: فما الحﯿلة إذن؟
قال: ما ﯾحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك، قم صاغرا فخذه.
فقام معاوﯾة فتناول الكتاب وقرأه ثم قال: ﯾا إعرابي كﯿف خلفت علﯿا؟
قال: خلفته والله جلدا، حرﯾا، ضابطا، كرﯾما شجاعا، جوادا، لم ﯾلق جﯿشا إﻻ هزمه وﻻ قرنا إﻻ أرداه وﻻ قصرا إﻻ هدمه.
قال معاوﯾة: فكﯿف خلفت الحسن والحسﯿن؟
قال: خلفتهما صلوات الله علﯿهما صحﯿحﯿن، فصﯿحﯿن، كرﯾمﯿن، شجاعﯿن، جوادﯾن، شابﯿن، طرﯾﯿن مصلحين للدنﯿا واﻵخرة.
قال معاوﯾة: فكﯿف خلفت أصحاب علي؟
قال: خلفتهم وعلي (عليه السلام) بﯿنهم كالبدر وهم كالنجوم، إن أمرهم ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا
فقال معاوية: ﯾا إعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك.
قال: وﯾلك استغفر ربك، كﯿف لو رأﯾت الفصحاء الأدباء النطقاء ووقعت في بحر علومهم لغرقت ﯾا شقي.
قال معاوﯾة: الوﯾل لأمك
قال الطرماح: بل طوبى لها ولدت مؤمنا مثلي ولم تلد منافقا مثلك
قال معاوية: ﯾا إعرابي هل لك في جائزة؟
قال الطرماح: بلى
فقال معاوية: كيف تستحل أخذها مني؟
قال: إني استحل أخذ روحك من جسدك، فكﯿف ﻻ أستحل أخذ مالك من يدك.
فأمر له بمائة ألف درهم وقال: أزﯾدك ﯾا إعرابي؟
فقال: زد إن الله ولي من يزيد،
فأمر له بمائة ألف أخرى،
فقال الطرماح: ثلثها فإن إمامي أمير المؤمنين (عليه السلام) أولى منك بها،
فثلثها له وقال: واﻵن ما تقول؟
فقال: أحمد الله وأذمك.
قال: ولم وﯾلك؟
قال: لأن هذا المال لم ﯾكن لك ولأبﯿك مﯿراثا، إنما هو من بﯿت مال المسلمين.
ثم أقبل معاوﯾة على كاتبه فقال اكتب للإعرابي جوابا فﻼ طاقة لي به، فكتب أما بعد ﯾا علي فلأوجهن إلﯿك بأربعﯿن حمﻼ من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل، ﯾشربون الدجلة وﯾسقون الفرات.
فلما نظر الطرماح إلى ما كتب أقبل على معاوﯾة فقال له: لا أدري أﯾكما أكذب أنت أم كاتبك؟ وﯾلك لو جمعت الجن والإنس وأهل الزبور والفرقان ﻻ يصلون الى ما قلت.
قال معاوﯾة: ما كتبه عن أمري
قال: إن لم ﯾكن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك، وإن كان كتبه بأمرك فقد استحﯿﯿت لك من الكذب. أما إن لعلي صلوات الله علﯿه دﯾكا أشتر، ﯾلتقط جيشكم بخيشومه، فﯿجمعه في حوصلته.
قال معاوﯾة: ومن ذلك ﯾا إعرابي؟
قال: ذلك مالك بن اﻻشتر النخعي.
ولما انتهى أخذ الكتاب والجائزة وانطلق بهما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فأقبل معاوﯾة على أصحابه وقال: لو وجهتكم بأجمعكم في ما وجه به علي صاحبه ما كنتم تؤدون عني عشر ما أدى هذا عن صاحبه.
بحار الأنوار ج8 ص587
تعليق