إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ عِتْرَتُهُ الطَّاهِرَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ عِتْرَتُهُ الطَّاهِرَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ


    قَالَ أميرُ المؤمنينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): (حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ إِلَى مُحَمَّد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وَأَعَزِّ الأرُومَاتِ مَغْرِساً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ، وَانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ، عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ، وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الأسَرِ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ نَبَتَتْ فِي حَرَم، وَبَسَقَتْ فِي كَرَم، لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ، وَثَمَرٌ لاَ يُنَالُ )، نهجُ البَلاغَةِ، 182 – 183.
    عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ، وَأُسْرَتُهُ خَيْرُ الأسَرِ:-
    في لسانِ العَرَبِ لإبنِ منظورٍ ،ج 4 ،ص 538، قالَ:
    وقالَ أَبو عُبيدُ وغيرِهِ : عِتْرةُ الرَجُلِ وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رَهطُهُ الأَدْنَونَ .
    إبنُ الأَثيرِ : عِتْرةُ الرَجُلِ أَخَصُّ أَقارِبِهِ .
    وقالَ إبنُ الأَعرابيُّ : العِتْرَةُ ولدُ الرَجُلِ وذُريتِهِ وعِقُبُه من صُلْبه، قالَ : فعِتْرةُ النَّبيِّ،
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وولدُ فاطمَةَ البَتُول، (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) ثُمَ قالَ: والمَشهورُ المعروفُ أَنَّ عتْرتَه أَهلُ بيتِهِ .
    الأئمةُ المَعصومونَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وهُمُ الدَّائرَةُ الصَّغيرَةُ يختلفونَ عنْ سائرِ قرابَةِ رسولِ اللهِ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) في مراتِبٍ مَعَ أنَّهُم يَشتركونَ معَ الجَميعِ بأنَّ يُكَرَموا ويُحسَنْ إليهمُ ويُحتَرَموا ويُقرَبَوا إذا كانوا مؤمنينَ مُحتَرَمينَ، لكنْ هذهِ الدَّائرَةُ الخَاصَةُ دائرَةُ (العِترَةُ المَعصومَةُ) يَجبْ طَاعتَهُم، ويَلزِمْ مُتابعتَهُم، ويَحرمْ عِصيانَهُم
    وَيجبُ أنْ يُتخَذوا أئمَةً مِنْ قِبَلِ المُسلمينَ لِمَا أشارتْ إليهِ الآياتُ الكريمةُ والرِّواياتُ الشَريفَةُ، وهذا هو الفارقُ الكبيرُ، فهُنَاكَ خَلْطٌ بينَ القَرابَةِ في الدَّائرَةِ الكَبيرَةِ وَهَي القَرابَةُ الأوسَعُ كأعمامِهِ وبَني عُمومَتِهِ ومَنْ يَتقرَبُ إليهِ بِرَحِمٍ أو مَا شابَهَ ذلكَ، والدَّائرَةُ الخَاصَةُ؛ هذا الخَلْطُ إمَّا عنْ جهلٍ عنْدَ بَعضِ منْ يَنتَمي إلى مَا يُسَمَى مدرسَةُ الخُلَفَاءِ، أو عنْ تَعَمُدٍ عندَ بعضِهِم الأخَرِ، لَاسيمَا الفئاتُ المُتعصبًةِ بإعتبارِ أنَّهُم خلطوا بين الأمرين ، أو لإبعادِ النَّاسِ عنْ العِترَةِ فيَقولونَ لا خصوصيَّةَ لَهُم .
    وعليهِ ليسَ المَقصودُ بِالعِترَةِ مُطلقُ الذُّرّيَّةِ بلْ خصوصُ المعصومينَ
    (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) مِنْهُم ويَكفي لِعَدمِ إرادَةِ مُطلَقِ الذُّرّيَّةِ أنَّهُ وَرَدَ في الأحاديثِ القولَ(وعترتي أهل بيتي):
    مِنْهَا مَا رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ وَ صَاحِبُ جَامِعِ اَلْأُصُولِ عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَى اَلصَّلاَةِ حِينَ نَزَلَ هَذِهِ اَلْآيَةُ قَرِيباً مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ يَقُولُ: ( اَلصَّلاَةَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ ، سُورَةُ الأحزابِ ، الآية 33). بحار الأنوار ، ج35، ص227.
    وَمِنْهَا مَا وَرَدَ مِنْ صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي اَلْجُزْءِ اَلرَّابِعِ مِنْهُ مِنْ أَجْزَاءٍ سِتَّةٍ فِي آخِرِ اَلْكَرَاسِ اَلثَّانِيَةِ مِنْ أَوَّلِهِ بِالْإِسْنَادِ اَلْمُقَدَّمِ قَالَ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَ شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ جَمِيعاً عَنِ اِبْنِ عُلَيَّةَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: اِنْطَلَقْتُ أَنَا وَ حُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً رَأَيْتَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ سَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَ غَزَوْتَ مَعَهُ وَ صَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً حَدِّثَنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: يَا اِبْنَ أَخِي وَ اَللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَ قَدِمَ عَهْدِي وَ نَسِيتُ بَعْضَ اَلَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا لاَ فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْماً فِينَا خَطِيباً بِمَاءٍ يُدْعَى خُمّاً بَيْنَ مَكَّةَ وَ اَلْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ وَعَظَ وَ ذَكَرَ ثُمَّ قَالَ: ( أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَ أَنَا تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اَللَّهِ فِيهِ اَلْهُدَى وَ اَلنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اَللَّهِ وَ اِسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اَللَّهِ وَ رَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَ أَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اَللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَ لَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ لَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حَرَّمَ اَلصَّدَقَةَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ بحار الأنوار ، ج23 ،ص114.
    أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلزَّاهِدُ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ:: فَقُلْ تَعَالَوْا ﴿ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ... ﴾ ، سُورَةُ آلِ عُمرانَ ، الآية 61، دَعَا رَسُولُ اَللَّهِ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَيْناً فَقَالَ: ( اَللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي شواهد التنزيل ، ج1،ص160.
    ومِنْ آياتِ اللهِ البَاهراتِ الّتي أشادَت بِفضلِ العِترَةِ الطَّاهرَةِ آيةِ الأبرارِ، قالَ تَعالَى : ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ﴾، سُورَةُ الإنسانِ ، الآيات 5-7.
    وَرَوَى جمهورُ المفسّرينَ والمُحدّثينَ مِنْ عُلَمَاءِ العامَّةِ وَ مِنْ تَفْسِيرِ اَلثَّعْلَبِيِّ وَ غَيْرِهِ مِنَ اَلْمُفَسِّرِينَ: أَنَّ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِما السَّلاَمُ) مَرِضَا فَعَادَهُمَا جَدُّهُمَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ ] وَ عَادَهُمَا عَامَّةُ اَلْعَرَبِ فَقَالُوا: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ عَلَى وَلَدَيْكَ نَذْراً وَ كُلُّ نَذْرٍ لاَ يَكُونُ لَهُ وَفَاءٌ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): إِنْ بَرَأَ وَلَدَايَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ): إِنْ بَرَأَ وَلَدَايَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً وَ قَالَتْ جَارِيَتُهُمَا فِضَّةُ: إِنْ بَرَأَ سَيِّدَايَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ شُكْراً فَأُلْبِسَ اَلْغُلاَمَانِ اَلْعَافِيَةَ وَ لَيْسَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ قَلِيلٌ وَ لاَ كَثِيرٌ فَانْطَلَقَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِلَى شَمْعُونَ [بْنِ حَابَا] اَلْخَيْبَرِيِّ [وَ كَانَ يَهُودِيّاً ] فَاقْتَرَضَ مِنْهُ ثَلاَثَةَ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) إِلَى صَاعٍ فَطَحَنَتْهُ وَ اِخْتَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قُرْصٌ وَ صَلَّى أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) اَلْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثُمَّ أَتَى اَلْمَنْزِلَ فَوُضِعَ اَلطَّعَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ أَتَاهُمْ مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ اَلْمُسْلِمِينَ فَوَقَفَ بِالْبَابِ وَ قَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ اَلْمُسْلِمِينَ أَطْعِمُونِي أَطْعَمَكُمُ اَللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ اَلْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَقَالَ: أَعْطُوهُ حِصَّتِي فَقَالَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ): وَ اَلْبَاقُونَ كَذَلِكَ فَأَعْطَوْهُ اَلطَّعَامَ وَ مَكَثُوا يَوْمَهُمْ وَ لَيْلَتَهُمْ لَمْ يَذُوقُوا إِلاَّ اَلْمَاءَ اَلْقَرَاحَ فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّانِي طَحَنَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ صَاعاً وَ اِخْتَبَزَتْهُ وَ أَتَى أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مِنْ صَلاَةِ اَلْمَغْرِبِ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ وُضِعَ اَلطَّعَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ أَتَاهُمْ يَتِيمٌ فَقَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ يَتِيمٌ مِنْ أَوْلاَدِ اَلْمُهَاجِرِينَ اُسْتُشْهِدَ وَالِدِي يَوْمَ اَلْعَقَبَةِ أَطْعِمُونِي أَطْعَمَكُمُ اَللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ اَلْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) وَ اَلْبَاقُونَ فَأَعْطَوْهُ اَلطَّعَامَ وَ مَكَثُوا يَوْمَيْنِ وَ لَيْلَتَيْنِ لَمْ يَذُوقُوا إِلاَّ اَلْمَاءَ اَلْقَرَاحَ فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّالِثُ قَامَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) إِلَى اَلصَّاعِ اَلْبَاقِي فَطَحَنَتْهُ وَ اِخْتَبَزَتْهُ وَ صَلَّى عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مَعَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَى اَلْمَنْزِلَ فَوَضَعَ اَلطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ أَتَاهُمْ أَسِيرٌ فَوَقَفَ عَلَى اَلْبَابِ فَقَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَ لاَ تُطْعِمُونَنَا أَطْعِمُونِي فَإِنِّي أَسِيرُ مُحَمَّدٍ أَطْعَمَكُمُ اَللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ اَلْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَآثَرَهُ وَ آثَرُوهُ مَعَهُ وَ مَكَثُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهَا لَمْ يَذُوقُوا سِوَى اَلْمَاءِ اَلْقَرَاحِ فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلرَّابِعُ وَ قَدْ قَضَوْا نَذْرَهُمْ أَخَذَ عَلِيٌّ اَلْحَسَنَ بِيَدِهِ اَلْيُمْنَى وَ اَلْحُسَيْنَ بِالْيُسْرَى وَ أَقْبَلَ نَحْوَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُمَا يَرْتَعِشَانِ كَالْفِرَاخِ مِنْ شِدَّةِ اَلْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: ( يَا أَبَا اَلْحَسَنِ مَا أَشَدَّ مَا يَسُوؤُنِي مِمَّا أَرَى بِكُمْ اِنْطَلِقْ إِلَى اِبْنَتِي فَاطِمَةَ فَانْطَلَقُوا إِلَيْهَا وَ هِيَ فِي مِحْرَابِهَا لَقَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ اَلْجُوعِ وَ غَارَتْ عَيْنَاهَا فَلَمَّا رَآهَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: وَا غَوْثَاهْ يَا لَلَّهِ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ تَمُوتُونَ جُوعاً فَهَبَطَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ خُذْهَا هَنَّأَكَ اَللَّهُ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ: وَ مَا ذَا آخُذُ يَا جِبْرِيلُ فَأَقْرَأَهُ ﴿ هَلْ أَتىٰ عَلَى اَلْإِنْسٰانِ ........جَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا﴾، سُورَةُ الإنسانِ ، الآيات 12-17.
    إنَّهُ عطاءٌ سَمِحٌ وجزيلٌ ؛ فقدْ حَبَاهُم رَبُّهُم في الدَّارِ الآخرَةِ منْ عظيمِ النِعَمِ والكَراماتِ ، وأجزلَ لَهُم المزيدَ منْ مَغفرَتِهِ ورضوانِهِ .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X