حال الامام علي (ع) قبل وفاة رسول الله محمد (ص) وبعد وفاته .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد رسول الله محمد (ص) مسموما مظلوما .
فيما أجاب أمير المؤمنين (عليه السلام) اليهودي الذي سأل عما ابتلي به (عليه السلام) وهو من علامات الأوصياء ، فقال (عليه السلام) : أما أولهن يا أخا اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به ، أو أعتمد عليه ، أو أستنيم إليه ، أو أتقرب به غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، هو رباني صغيرا ، وبوأني كبيرا ، وكفاني العيلة ، وجبرني من اليتم ، وأغناني عن الطلب ، و وقاني المكسب ، وعال لي النفس والولد والاهل ، هذا في تصاريف أمر الدنيا ، مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عند الله عز وجل ، فنزل بي من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به ، فرأيت الناس من أهل بيتي بين جازع لا يملك جزعه ، ولا يضبط نفسه ، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به ، قد أذهب الجزع صبره ، وأذهل عقله ، وحال بينه وبين الفهم والافهام والقول والاستماع ، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معزي يأمر بالصبر ، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم ، وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت ، والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلاة عليه ، ووضعه في حفرته ، وجمع كتاب الله ، وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ، ولا هائج زفرة ، ولا لاذع حرقة ، ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز وجل ولرسوله (صلى الله عليه وآله) علي ، وبلغت منه الذي أمرني به ، واحتملته صابرا محتسبا ، ثم التفت (عليه السلام) إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ) - 1 -
********************************
الهوامش :
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 22 ، ص 512 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
عظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد رسول الله محمد (ص) مسموما مظلوما .
فيما أجاب أمير المؤمنين (عليه السلام) اليهودي الذي سأل عما ابتلي به (عليه السلام) وهو من علامات الأوصياء ، فقال (عليه السلام) : أما أولهن يا أخا اليهود فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به ، أو أعتمد عليه ، أو أستنيم إليه ، أو أتقرب به غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، هو رباني صغيرا ، وبوأني كبيرا ، وكفاني العيلة ، وجبرني من اليتم ، وأغناني عن الطلب ، و وقاني المكسب ، وعال لي النفس والولد والاهل ، هذا في تصاريف أمر الدنيا ، مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عند الله عز وجل ، فنزل بي من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به ، فرأيت الناس من أهل بيتي بين جازع لا يملك جزعه ، ولا يضبط نفسه ، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به ، قد أذهب الجزع صبره ، وأذهل عقله ، وحال بينه وبين الفهم والافهام والقول والاستماع ، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معزي يأمر بالصبر ، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم ، وحملت نفسي على الصبر عند وفاته بلزوم الصمت ، والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه والصلاة عليه ، ووضعه في حفرته ، وجمع كتاب الله ، وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ، ولا هائج زفرة ، ولا لاذع حرقة ، ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز وجل ولرسوله (صلى الله عليه وآله) علي ، وبلغت منه الذي أمرني به ، واحتملته صابرا محتسبا ، ثم التفت (عليه السلام) إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين ) - 1 -
********************************
الهوامش :
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 22 ، ص 512 .