إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

درس من دروس رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته ..!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درس من دروس رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته ..!


    درس من دروس رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته ..!

    إعطاء القصاص من نفسه صلى الله عليه وآله

    ولمّا علم النبي صلى الله عليه وآله إنّ لقاءه بربه قريب دعا الفضل بن العباس ، فأمره أن يأخذ بيده ، ويجلسه على المنبر ، وأن ينادي بالناس جماعة ، وأدى الفضل ما أمر به ، فاجتمع الناس ، فخطب فيهم النبي صلى الله عليه وآله ، وقال: بعد الحمد والثناء عليه:

    " أَيُّها النَّاس ، إِنَّهُ قَدْ دَنا مِنِّي خُلُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْني فِي هذا الْمَقام فِيْكُم ، وَقَدْ كُنْتُ أَرى أَنَّ غَيْرَهُ مُغْنٍ عَنِّي حَتّى اُقَوِّمَهُ فِيْكُمْ ، أَلَا فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْراً فَهذا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ ، وَ مَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ مالاً فَهـذا مالِي فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ ، وَ مَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عَرْضاً فَهـذا عَرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ ... وَلَا يَقُولَنَّ قائِلٌ: أَخافُ الشَّحْناءَ مِنْ قِبَلِ رَسُلِ الله ، أَلَا وَإِنَّ الشَّحْناءَ لَيْسَتْ مِنْ شَأْنِي وَلَا مِنْ خُلُقِي ، وَإِنَّ أَحَبَّكُم إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقّاً كانَ لَهُ عَلَيَّ ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقَيْتُ الله عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ لأحَدٍ عِنْدِي مَظْلِمَةً " .

    وانبرى إليه رجل من القوم فقال للنبي صلى الله عليه وآله :
    " يا رسول الله ، لي عندك ثلاثة دراهم "
    فقابله النبي صلى الله عليه وآله بلطف قائلاً:
    " أَمّا أَنا فَلَا اُ كَذَّبُ قائِلاً ، وَلَا مُسْتَحْلِفَهُ عَلى يَمِينٍ ، فَبِمَ كانَتْ لَكَ عِنِْدِي ؟ " .
    وسارع الرجل قائلاً:
    " أما تذكر أنه مر بك سائل فأمرتني أن أعطيه ، فأعطيته ثلاث دراهم " .
    وأمر النبي صلى الله عليه وآله الفضل بإعطائه الدراهم ، فأعطاها ثم عاد النبي صلى الله عليه وآله إلى خطابه قائلاً:
    " مَنْ عِنْدَهُ مَنْ الْغُلُولِ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ " .
    فقام له رجل فقال له:
    " يا رسول الله ، عندي ثلاث دراهم غللتها في سبيل الله " .
    فقال له النبي صلى الله عليه وآله:
    " لِمَ غَلَلْتَها ؟ " .
    " كنت محتاجاً إليها " .
    فأمر النبي صلى الله عليه وآله بأخذها منه ، ثم عاد في خطابه:
    " أَ يُّها النَّاسُ ، مَنْ أَحَسَّ فِي نَفْسِهِ شَيْئَاً فَلْيَقُمْ أَدْعُ الله لَهُ " .
    فقام إليه رجل فقال:
    " يا رسول الله ، إني لمنافق ، وإني لكذوب ، وإنّي لشؤوم " .
    فزجره عمر وصاح به:
    " لقد سترك الله ، لو سترت على نفسك " .
    فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى عمر فقال له:
    " صَهْ يابْنَ الْخَطَّابِ ! فُضُوحُ الدُّنْيا أَهْوَنُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ " .
    ثم دعا النبيّ صلى الله عليه وآله للرجل قائلاً:
    " اللّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقاً وإِيماناً ، وَأَذْهِبْ عَنْهُ الشُّؤْمَ "[١] .
    وانبرى رجل من أقصى القوم يقال له سوادة بن قيس ، فقال:
    " يا رسول الله ، إنّك ضربتني بالسوط على بطني ، وأنا اُريد القصاص منك " .
    واستجاب النبيّ صلى الله عليه وآله له ، فقال لبلال:
    " عَلَيَّ بِالسّّوْطِ لِيَقْتَصَّ مِنِّيِ سَوادَةُ " .
    وذهل الحاضرون ، وساد عليهم صمت رهيب من هذا العدل ، وانطلق بلال رافعاً عقيرته قائلاً:
    " أيها الناس ، أعطوا القصاص من أنفسكم في دار الدنيا ، فهذا رسول الله قد أعطى القصاص من نفسه " .
    فجاء بالسوط وناوله إلى سوادة ، فأخذه واقبل صوب النبيّ صلى الله عليه وآله ... فقال للنبي صلى الله عليه وآله:
    " يا رسول الله ، اكشف لي عن بطنك " .
    وكشف الرسول صلى الله عليه وآله عن بطنه ، فقال له سوادة وهو غارق في البكاء: يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ " .
    " نَعَمْ "
    ووضع سوادة وجهه على بطن رسول الله ، ودموعه تتبلور على خديه وهو يقول بصوت حزين:
    " أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم النار " .
    التفت إليه النبيّ صلى الله عليه وآله قائلاً:
    " أَتَعْفُوا يا سَوادَةُ أَمْ تَقْتَصُّ ؟ " .
    " بل أعفوا يا رسول الله " .
    فشكره النبيّ صلى الله عليه وآله ورفع يديه بالدعاء له قائلاً:
    " اللّهُمَّ اعْفُ عَنْ سَوادَةَ كَما عَفا عَنْ نَبِيِّكَ " [٢] .
    يا لروعة العدل !
    يا لروعة الخلق النبوي !
    لقد اعطى رسول الإنسانية القصاص من نفسه ، ليخرج من هذه الدنيا وليس لأي أحد عليه تبعة .[٣]
    وهذه درس عظيم لنا لكي ننظف انفسنا من التبعات ، ونذهب الى الله وهو راضٍ عنا ، فهذه نصيحة من رسول الرحمة والانسانية لكم ولنا وللمسلمين والمؤمنين ...
    نسألكم الدعـــاء
    —————————-
    [١] البداية والنهاية : ج٥ ص٢٣١ .
    [٢] بحار الانوار : ج٢٢ ص٥٠٢ .
    [٣] حياة محمد صلى الله عليه وآله للشيخ باقر شريف القرشي تحقيق مهدي باقر القرشي ، مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام لإحياء تراث أهل البيت عليهم السلام ، الطبعة الثامنة ١٤٣٤هـ ــ ٢٠١٣م ، ج٢ ص٣٩٦ .​
    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X