إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفكر يبطل السحر عن الناس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفكر يبطل السحر عن الناس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    يسائل الله تعالى الناس (قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)، تسحرون في الآية الكريمة تعني حالة من الجمود العقلي تسيطر بشكل كامل على بعض الناس، فيغشى بصر من يصاب بها ويتصرف وكأنّه لا يرى الحقائق أمام عينيه، وتضعف قدرته على التمييز والحكم على الأمور، ويصبح غير قادر على إدراك الحقائق المبسطة، كما يغفل عمّا يدور حوله من أمور غير اعتيادية وتخفى عنه دقائق الأحداث. هذا الجمود العقلي هو الذي أدى إلى أن يعيش البشر منذ آلاف السنين حياة الغفلة بعيدين كلياً عن التفكر والتدبر والاعتبار. ويمكن لهذا المثال الذي سنذكره الآن أن يوضح لنا تأثير هذا السحر الذي حل بشكل جماعي على الأمم:


    كلنا يعرف أنّ هناك طبقة أرضية تسمى "الصهارة" تحتوي مواد مذابة على درجة عالية جدّاً من الغليان، تكمن مباشرة تحت القشرة الأرضية؛ وبما أنّ القشرة الأرضية رقيقة جدّاً، ويمكن مقارنة سماكتها بالنسبة إلى الكرة الأرضية ككل، بسماكة قشرة التفاحة بالنسبة إلى التفاحة كلها، فإننا قريبون جدّاً من الانفجار الذي قد يحدث لهذه الطبقة، فهو تقريباً تحت أقدمنا، ومع ذلك فمعظم الناس لا يتدبرون هذا الأمر تماماً، كما أنّ أهلهم وإخوانهم وأقاربهم وأصدقاءهم، وجميع وسائل الإعلام ومنتجي البرامج التلفزيونية، وأساتذة الجامعات، لا يتنبهون إلى هذا الأمر. ولكن لو افترضنا أنّ شخصاً مصاباً بفقدان الذاكرة الكلي، يحاول إعادة بناء ذاكرته والاستعلام عن محيطه عبر طرح الأسئلة على الناس من حوله، فمن المفترض أنّ أوّل سؤال سوف يتبادر إلى ذهنه، أين أنا؟ ماذا لو قيل له إنّه يقف على عالم من النار الملتهبة، وأنّ هذا اللهب يمكن أن يتفجر على سطح الأرض فيما لو حدثت أيّة هزة أرضية أو ثورة بركانية.


    ولو افترضنا أنّ نفس الشخص أُخبر بأنّ هذا العالم الذي يعيش فيه مجرد كوكب يسبح في فجوة مظلمة مترامية الأطراف تسمى الفضاء، وهذا الفضاء يختزن هو الآخر طبقة ملتهبة أعظم خطراً من تلك الكامنة تحت سطح الأرض، تتحرك فيها – على سبيل المثال – آلاف الأطنان من النيازك الحارقة بحرية تامة، وليس هناك ما يمنعها أن تحيد عن مسارها وتصطدم بالأرض، بتأثير جاذبي من كوكب آخر – مثلاً – أو لأي سبب آخر.
    إزاء كل هذه الحقائق لن يستطيع هذا الشخص أن ينسى خطورة الوضع الذي يعيش فيه، ولسوف يبدأ بالتساؤل: كيف يمكن للناس أن يعيشوا في هذا المحيط، مع كل ما يكتنفه من مخاطر، ويتمسكوا به ويعضّوا عليه بالنواجذ؟! لكنه سوف يدرك فيما بعد أنّ هناك نظاماً متكاملاً قد أخذ حيّزه من الوجود. فرغم الخطر الكامن داخل الكوكب الذي يعيش فيه، هناك توازن دقيق يمنع هذا الخطر من إلحاق الضرر بالناس، إلا في ظروف استثنائية، وهذا الإدراك سيجعله يفهم أنّ الأرض ومن عليها من مخلوقات إنما تستمد وجودها وتعيش بأمان بإرادة الله تعالى وحده، الذي أوجد هذا النظام المتكامل للحياة.
    هذا واحد من ملايين، بل بلايين، الأمثلة التي يجب أن يتفكر فيها البشر. ولعل إعطاء مثال آخر يساعدنا على أن ندرك كم تؤثر الغفلة على قدرة الناس على التفكر وتحد من قدراتهم العقلية!
    يعلم الناس أنّ الحياة الدنيا فانية، وأنّ العمر يمضي حثيثاً، ومع ذلك فإنّهم يتصرفون وكأنهم لن يبارحوا هذا العالم وأنهم مخلَّدون. وهذا في الحقيقة نوع من السحر تعاقبت على حمله الأجيال، وله تأثير بالغ عليهم؛ لدرجة أنّه عندما يتحدث شخص ما عن الموت، فإنّ الناس يقفلون الموضوع مباشرة؛ لأنّهم يخافون أن يبطل هذا الحديث السحر عنهم ويضعهم في مواجهة الحقائق.

    أولئك الناس الذين بددوا حياتهم كلها في شراء سيارة، ومنزل جميل، وآخر لقضاء العطلة الصيفية، والبحث عن مدارس ذات مستوى ليرسلوا أبناءهم إليها، تناسوا أنهم سوف يموتون في يوم من الأيام ويخلّفوا وراءهم البيوت والسيارات والأولاد، وتركوا التفكير بما يجب أن يقدموا للحياة الحقيقية بعد الموت.

    إنّ الموت قادم لا محالة، وكل الناس سوف يموتون حتماً عاجلاً أم آجلا، واحداً تلو الآخر، سواء صدَّقوا ذلك أم لا، وبعد ذلك تبدأ الحياة الأبدية لكل منا، إما إلى الجنة أو إلى النار، فالأمر يعتمد على ما أسلف الإنسان في هذه الحياة القصيرة. ومع أنّ هذه الحقائق واضحة كعين الشمس، فإنّ السبب الوحيد الذي يجعل الناس يتعاملون مع الموت وكأنّه غير موجود، هو ذلك السحر الذي سيطر عليهم؛ لأنّهم أعرضوا عن التفكر.
    إنّ الذين لا يؤدي بهم التفكر إلى إنقاذ أنفسهم من هذا السحر. وبالتالي من حياة الغفلة – سوف يفهمون الحقائق عندما يرونها رأي العين بعد الموت، قال تعالى
    : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (ق/ 22).
    فكما يقول الله تعالى في الآية الكريمة، فإنّ البصر الذي تكتنفه الغشاوة في الحياة الدنيا بسبب عدم التفكر، ولكنه سيكون حاداً عندما يحاسب الإنسان في الآخرة بعد الموت.

    وجدير بالذكر في هذا المقام، أنّ الناس هم الذين يفرضون على أنفسهم هذا النوع من السحر بملء إرادتهم؛ لأنّهم يظنون أنهم بهذه الطريقة سوف يعيشون حياة رغد واسترخاء. لكن من السهل جدّاً اتخاذ قرار التخلص من الجمود العقلي وعيش الحياة بوعي وإدراك، فلقد قدم الله تعالى الحلول للناس، فالذين يتفكرون يستطيعون بكل سهولة أن يبطلوا عن أنفسهم هذا السحر فيما هم على قيد الحياة، ويفهموا كل ما يدور حولهم من الأحداث والغاية منها ودقائق معانيها، والحكمة مما يقضيه الله من أمور في كل لحظة.




    المصدر: كتاب التفكّر العميق


  • #2
    احسنتم اختي (عطر الولايه)موضوع قيم اصبح اكثر الناس في غفله
    الركون إلى الدنيا والتعلق بها، إذ الدنيا لها بريق لامع تأسر صاحبها وتشده إليها فيسعى جاهداً في تحصيلها، ويزداد بها تعلقاً حتى يصبح لها عبداً تأمره فيطيع، وتزجره فينـزجر، فيهون عليه فعل الحرام بتحصيلها، ويفرط في الواجبات ليستكثر منها، وبذا تستحكم الغفلة،

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة كربلاء الحسين مشاهدة المشاركة
      احسنتم اختي (عطر الولايه)موضوع قيم اصبح اكثر الناس في غفله
      الركون إلى الدنيا والتعلق بها، إذ الدنيا لها بريق لامع تأسر صاحبها وتشده إليها فيسعى جاهداً في تحصيلها، ويزداد بها تعلقاً حتى يصبح لها عبداً تأمره فيطيع، وتزجره فينـزجر، فيهون عليه فعل الحرام بتحصيلها، ويفرط في الواجبات ليستكثر منها، وبذا تستحكم الغفلة،
      بسم الله الرحمن الرحيم

      اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف الكرام و عجَّل فرجهم يا كريم و ارحمنا بهم يا رحمن يا رحيم

      قال عزّ وجل " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ "

      حيا الله مروركم الكريم جزاكم الله خيراً على الاضافه

      أنار الله قلبكم بنور العبادة و اليقين و السجدة التي تنير الجبين ..

      موفقة لكل خير

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X