إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرَّسُولُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) سِيرَتُهُ الْقَصْدُ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرَّسُولُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) سِيرَتُهُ الْقَصْدُ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ

    قَالَ أميرُ المؤمنينَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ( فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتَّقَى، وَبَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى، وسِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ، وَشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَزَنْدٌ بَرَقَ لَـمْعُهُ; سِيرَتُهُ الْقَصْدُ، وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ، وَكَلاَمُهُ الْفَصْلُ، وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ; أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَهَفْوَةٍ عَنِ الْعَمَلِ، وَغَبَاوَةٍ مِنَ الأُمَمِ )، نهجُ البَلاغَةِ، 183
    سِيرَتُهُ الْقَصْدُ: يسيرُ باعتدالٍ بلَا إفراطٍ ولَا تفريطٍ ، قالَ تَعالَى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾، سُورَةُ البَقَرَةِ ، الآية: 143.
    الاُمّةُ المُسلِمَةُ نموذجيّةٌ بِمَا عِنْدَهَا مِنْ عقيدَةٍ ومنهَجٍ، كَمَا أنَّ النّبيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَردٌ نَموذجيٌّ بينَ أبناءِ الاُمّةِ .

    الاُمّةُ المُسلمَةُ بِعملِهَا وبِتَطبيقِهَا المَنهجَ الإسلاميَّ تَشهَدُ أنَّ الإنسانَ بِمقدورِهِ أنْ يكونَ رجلَ دينٍ ورجلَ دُنيَا... أنْ يكونَ إنساناً يَعيشُ في خِضَمِ الأحداثِ الإِجتماعيَّةِ وِفْقَ مَعاييرَ روحيَةٍ ومعنويَّةٍ .
    الاُمّةُ المُسلمَةُ بمعتقداتِهَا ومَنَاهجِهَا تَشهَدْ بِعَدَمِ وجودِ أي تناقضٍ بينَ الدِّينِ والعِلْمِ، بلْ إنَّ كُلٍّ مِنْهُمَا يخدمُ الآخرَ .
    ومَعنَى الوَسَطِ مَا تَوسَطَ بينَ شيئينِ، وبِمَعنَى الجَميلِ والشَّريفِ، والمعنيانِ يعودانِ ظاهراً إلَى حقيقَةٍ واحدَةٍ لأنَّ الجَمالَ والشَّرَفَ فيمَا إعتدَلَ وابتَعَدَ عنِ الإفراطِ والتَّفريطِ
    وَمَا أجمَلَ التَّعبيرَ القُرآنيَ عَنْ الاُمّةِ المُسلِمَةِ...
    الاُمّةُ الوَسَطُ ، الوَسَطُ: المُعتدِلَةُ في «
    العَقيدَةِ» لَا تَسلُكُ طريقَ «الغُلُو» ولَا طريقَ «التَّقصيرَ والشِّركَ»، لَا تَنحو مَنْحَى «الجَّبرَ» ولَا «التَّفويضَ»، ولَا تؤمنُ «بالتَّشبيهِ» في صِفاتِ اللهِ ولَا «بالتَّعطيلِ».
    وَمُعتدِلَةٌ في «
    القِيَّمِ المَاديَّةِ والمَعنويَّةِ» لَا تَغُطُّ في عالَمِ المَادَةِ وَتَنسَى المَعنوياتِ، ولَا تَغرَقُ في المَعنوياتِ وتَتنَاسَى المَادياتِ .
    لَيستْ كَمُعظَمِ اليَهودِ لَا يفهمونَ سِوَى المَادَةَ، ولَيسَتْ كَرُهبَانِ النَّصَارَى يَتركونَ الدُّنيَا تَماماً .
    وَهيَ مُعتدلَةٌ في «
    الجَانبِ العِلمِي»... لَا تَرفضُ الحَقائِقَ العلميَّةِ، ولَا تَقبَلُ كُلَّ نَعرَةٍ تَرتفِعُ بِإسمِ العِلْمِ .
    وَمُعتدلَةٌ في «
    الرّوابطِ الإجتماعيَّةِ» لَا تَضربُ حَولَهَا حِصَاراً يَعزلُهَا عَنِ العَالمِ، ولَا تفقِدُ إستقلَالَهَا وتذوبُ في هذهِ الكِتْلَةِ أو تِلكَ، كَمَا نَرَى الذَّائبينَ في الشَّرقِ والغَربِ اليومَ!
    نَعمْ مُعتدلَةٌ في «
    الجَانبِ الأخلاقيِّ»... في عِباداتِهَا... في تَفكيرِهَا... وفي جَميعِ أبعَادِ حياتِهَا ،
    فالمُسلمُ الحَقِّيقيُّ لَا يُمكنُ إطلاقاً أنْ يكونَ إنساناً ذا بُعدٍ واحدٍ، بَلْ هوَ إنسانٌ ذُو أبعادٍ مُختَلِفَةٍ... مُفكرٌ، مُؤمنٌ، عَادِلٌ، مُجاهِدٌ، مُكافِحٌ، شُجاعٌ، عَطوفٌ، واعٍ، فَعّالٌ، ذو سَمَاحٍ ، وهذهِ كُلُّهَا في رسولِ اللهِ وزيادَةٌ .
    فعِبَارَةُ الاُمّةِ الوَسطِ تُوضِّحُ مِنْ جانبٍ مَسألَةِ شَهادَةِ الاُمّةِ الإسلَاميَّةِ، لأنَّ مَنْ يَقِفُ علَى خَطِّ الوَسَطِ يَستطيعُ أنْ يَشهَدَ كُلَّ الخُطوطِ الإِنحرافيَّةِ المُتجِهَةِ نَحو اليمينِ واليَسارِ ،
    وَمِنْ جانبٍ آخرٍ تَحمِلُ العَبارَةُ دليلَهَا وتقولُ :
    اِنَّمَا كُنْتُمْ شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ لأنَّكُمْ مُعتَدِلُونَ وَأنَّكُمْ أُمَّةٌ وَسَطٌ .

    وَعَلَيْهِ لَو إجتَمَعَتْ الصِّفَاتُ الّتي ذَكرنَاهَا للأُمّةِ الوَسَطِ في أُمّةٍ، فهذهِ الاُمّةِ دونَ شَكٍّ رَائدَةٌ لِلحَقِّ، وشاهدَةٌ عَلَى الحَقِّيقَةِ، لأنَّ مَنَاهِجَهَا تُشَكِّلُ المِيزانَ والمِعيَارَ لِتميِّيزِ الحَقِّ عنْ البَاطِلِ ، وَدَليلُ ذلكَ كَمَا هوَ وَاردٌ في القُرآنِ مِنْ خِلالِ الآيةِ أعلاهُ كِذلكَ في الرِّواياتِ الشَّريفَةِ الّتي بيَّنتْ الأُمَّةُ الوَسَطُ وَمَنْ قَادَتُهَا وَرُؤسَائُهَا بِدءاً بِسيِّدِ الخَلقِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وإنْتِهَاءاً بالإمامِ المَهديِّ المُنتَظَرِ(عجَّلَ اللهُ فرَجِهِ الشَّريفِ)،تَأكِيداً عَلَى ضَرُورَةِ إتِّبَاعِهِمْ والإلتِزَامِ بِنَهجِهِمْ والرُّجوعِ اليهِمْ :
    فَقَدْ وَرَدَ عنْ أئمَةِ أهلِ البيتِ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) قَولُهُم: ( نَحْنُ الاُمّة الْوُسْطى، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَجُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ... نَحْنُ الشُّهَداءُ عَلَى النَّاسِ... إلَيْنَا يَرْجِعُ الغَالي وَبِنَا يَرْجِعُ الْمُقَصّرُ)، فَمثْلِ هذهِ الرِّوايَاتِ - كَمَا ذَكرنَا - لَا تُحَدِّدُ المَفهومَ الواسِعَ للآيةِ، بَلْ تُبَيِّنَ يِالمِصْداقِ الأمثلِ للأُمّةِ الوَسَطِ، وتُعْطِي نَموذَجاً مُتكامِلاً لَهَا.
    وَعَنْ أَبِي بَصِيرٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: ﴿
    وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، قَالَ: ( نَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ،وَ بِمَا ضَيَّعُوا مِنْهُ بصائر الدرجات،ج 1،ص 102.
    وَعَنْ بُرَيْدِ اَلْعِجْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَوْلُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ﴿
    وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى اَلنّٰاسِ وَ يَكُونَ اَلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ، قَالَ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( نَحْنُ اَلْأُمَّةُ اَلْوُسْطَى، وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ )، تفسير نورالثقلين، ج1،ص134.
    وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: ( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿
    ​​ وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ، فَإِنْ ظَنَنْتَ أَنَّ اللَّهَ عَنَى بِهَذِهِ الْآيَةِ جَمِيعَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ،أَ فَتَرَى أَنَّ مَنْ لاَ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ فِي الدُّنْيَا عَلَى صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ،يَطْلُبُ اللَّهُ شَهَادَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَقْبَلُهَا مِنْهُ بِحَضْرَةِ جَمِيعِ الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ؟كَلاَّ،لَمْ يَعْنِ اللَّهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ خَلْقِهِ،يَعْنِي الْأُمَّةَ الَّتِي وَجَبَتْ لَهَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ ﴾، "سُورَةُ آلِ عِمرانَ ، الآية 110"،وَ هُمُ الْأُمَّةُ الْوُسْطَى،وَ هُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ الوافي ، ج3،ص499.
    فالأمّةُ الإسلاميَّةُ في حَالَةِ إعتِدالٍ، لَا يَشوبُهَا إفراطٌ ولَا تفريطٌ في كُلِّ جَوانبِ حَياتِهَا. وفي حديثٍ آخرَ لأميرِ المؤمنينَ(عليه السلامُ) يقول: ( وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، ومَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، ونَصَحَ لِلْخَلْقِ، وهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وأَمَرَ بِالْقَصْدِ،(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ))،نهج البلاغة، ص308.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 01-10-2022, 01:11 PM.

  • #2
    موضوع جميل
    بارك الله بكم
    اللهم صل على محمد و ال محمد

    تعليق


    • #3
      لكم منا الحسنى مع شكرنا وتقديرنا لمتابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X