إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انبلاج نور النبوة ومولد الامام الصادق عليهم السلام ( سؤال وجواب )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انبلاج نور النبوة ومولد الامام الصادق عليهم السلام ( سؤال وجواب )



    كانت سحب الجاهلية تغطي بسوادها سماء الجزيرة العربية، في ذلك الوقت وفي 17 ربيع الأول من عام الفيل أشرقت الدنيا بمولد النبي المبارك


    وبهذة المناسبة مناسبة انبلاج نور النبوة الخاتمة في مكة المعظمةو ذكرى ولادة الإمام الهمام جعفر الصادق عليه السلام

    حصريا ف منتدى الكفيل المبارك نعمل اسئلة واجوبة لهذة المناسبة ومتباركين للجميع ان ش الله


    تابعوا معي واي اجابة اكتبها لكم اكتب معها المصدر
    كل الاعضاء لهم الحق ف المشاركة ف الموضوع هو للجميع


    ممنونة جدا
    وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين


  • #2
    سؤال
    من هو النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ؟
    الجواب
    هو
    محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاًب، بن مُرة... بن عدنان... إبن النبيّ إسماعيل (ع) إبن النبيّ إبراهيم (ع)
    أمه: آمنة بنت وهب رضوان الله تعالى عليها.
    وقد كفله كل من: جده عبد المطلب وهو في السادسة من عمره، عمه أبو طالب وهو في الثامنة من عمره الشريف.
    بلغ محمد مبلغ الشباب، فكان مثالاً لكل الصفات الأخلاقية النبيلة، فوجدت فيه قريش، وكذلك أهل مكة، سيداً من ساداتهم، ومرجعاً لهم في الملمات، وكانت له اليد الطولى في عقد حلف الفضول، لمناصرة المظلومين ومحاربة العدوان من أي مصدر كان.
    من شبكة المعارف الاسلامية


    تعليق


    • #3
      المشهور بين علماء الامامية أن ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كانت في السابع عشر من ربيع الأول ونقل العلامة المجلسي الإجماع عليه، والمشهور في ولادته كانت عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في العام الذي جاؤوا بالفيل لتخريب الكعبة المعظمة فاهلكهم الله تعالى بحجارة من سجيل.
      وكانت ولادته في داره المباركة بمكة ثم وهبها النبي صلى الله عليه وآله لعقيل بن ابي طالب، فباعها أولاده لمحمد بن يوسف أخي الحجاج فأدخلها في داره، فلما كانت خلافة هارون، أخذتها الخيزران امه فأخرجتها من بيت محمد بن يوسف وجعلتها مسجداً يصلي فيه الناس، وفي سنة (659هـ) سعى الملك المظفر ـ والي اليمن ـ في عمارته.
      ​موقع الشيرازي نت

      تعليق


      • #4
        السؤا ل

        ماهي العجائب حين الولادة:

        الجواب

        قال الامام الصادق عليه السلام: «كان ابليس لعنه الله يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسى حجب عن ثلاث سماوات كان يخترق اربع سماوات، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش: هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه وقال عمرو بن أمية ـ وكان من ازجر أهل الجاهلية ـ انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فان كان رمي بها فهو هلاك كل شيء، وان كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث، واصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي ليس منها صنم الا وهو منكب على وجهه، وارتج في تلك الليلة أيوان كسرى، وسقطت منه اربعة عشر شرفة، وفاضت بحيرة ساوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام أبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة، وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه، واتخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا الا أصبح منكوساً والملك محزوناً لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة، وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب الا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله عزوجل».

        آل الله:
        قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «انما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام»، وقالت آمنة: «انما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام»، وقالت آمنة: ان ابني والله سقط فاتقى الارض بيده، ثم رفع رأسه الى السماء فنظر اليها (ثم خرج منه نور حتى نظرت الى قصور بصرى) وسمعت في الضوء قائلاً يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً.

        الرسول وعبد المطلب:
        وأتى به عبد المطلب فأخذه فوضعه في حجره، ثم قال:
        الحمد الله الذي اعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
        قد ساد في المهد على الغلمان
        ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه اشعاراً.

        إبليس يوم الولادة:
        «وصاح ابليس لعنه الله في أبالسته، فاجتمعوا اليه فقالوا: ما الذي أفزعك ياسيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد انكرت السماء والارض منذ الليلة، لقد حدث في الارض حدث عظيم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا اليه فقالوا: ما وجدنا شيئاً، فقال ابليس لعنه الله: أنا لهذا الامر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى الى الحرم فوجد الحرم محفوظاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى، فقال له جبرئيل: ما وراك لعنك الله، فقال له: حرف أسألك عنه ياجبرئيل! ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الارض؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه وآله، فقال له: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي آمته؟ قال: نعم، قال: رضيت».

        كرامات أُخرى:
        وعن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: «لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله القيت الاصنام في الكعبة على وجوهها فلما أمسى سمع صيحة من السماء: جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً».
        وورد انه: «أضاء تلك الليلة جميع الدنيا، وضحك كل حجر ومدر وشجر وسبح كل شيء في السماوات والارض الله عزوجل، وانهزم الشيطان وهو يقول: خير الامم، وخير الخلق واكرم العبيد واعظم العالم محمد صلى الله عليه وآله».
        ونقل الشيخ احمد بن ابي طالب الطبرسي في كتابه الاحتجاج عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: «... ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن امه واضعاً يده اليسرى على الارض ورافعاً يده اليمنى الى السماء ويحرك شفتيه بالتوحيد وبدا من فيه نور ورأى أهل مكة منه قصور بصرى والشام وما يليها والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها والقصور البيض من اصطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والانس والشياطين وقالوا: حدث في الارض حدث ولقد رأت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس، وتضطرب النجوم وتتساقط، علامات لميلاده، ولقد هم ابليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع فلما رأوا الأعاجيب ارادوا أن يسترقوا السمع فاذا هم قد حجبوا من السماوات كلها، ورموا بالشهب دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله».
        ​موقع الشيرازي نت

        تعليق


        • #5
          سؤال
          من المواضيع الخلافية بين الشيعه واهل العامة هو موضوع الاختلاف حول ولادة النبي الاكرم محمد ص وآله منهم من يقول 12 ربيع الاول وحسب كتب التاريخ لليعقوبي وابن الاثير والطبري تاريخ الامم والملوك هو 12 لكن اريد الان الحجة في كتبنا او حتى كتبهم ان ولادته هي 17 ربيع الاول من اين لنا هذه الحجة ؟

          الجواب
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          لقد صرح علمائنا المتقدمون بان الولادة المباركة حصلت يوم السابع عشر من ربيع الول وممن صرح بذلك الشيخ المفيد وقد عقد ابن طاووس في اقبال الاعمال 3/121فصلا في تعيين وقت الولادة فقال :
          فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية، وقلنا : ان الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت لأنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره، وان صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، هكذا وجدت في بعض الروايات انه صومه يعدل هذه المقدار من الأوقات . فإن كان هذا الحديث ناشئا عن نقل عنه صلوات الله عليه، فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، والا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، الا أن يكون معنى قولهم عليهم السلام : يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه، فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه . وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه، فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه : السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلوات الله عليه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة ولم تزل الشيعة على قديم الأوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه، وقد روي عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام انهم قالوا من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول، وهو يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كتب الله له صيام سنة، ويستحب فيه الصدقة والإلمام بمشاهد الأئمة عليهم السلام والتطوع بالخيرات وادخال السرور على أهل الإيمان وقال : شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضية .
          أقول : إن الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل والذي أقوله انه ينبغي أن يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل المقدم على كان موجود من الخلائق المكمل في السوابق والطرائق، فمهما عملت فيه من الخيرات وعرفت فيه من المبرات والمسرات، فالأمر أعظم منه، وهيهات ان تعرف قدر هذا اليوم وان الظاهر العجز منه
          ودمتم في رعاية الله

          من الاسئلة الموجهه الى مركز الرصد العقائدي

          تعليق


          • #6
            السؤال

            مامعنى بشائر خاتم الرسل في العهدين؟


            من الأمور التي يستدل بها على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد معجزاته وبالخصوص معجزة القرآن بشارات العهدين في خاتم الرسل: إنّ النبيَّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، كان يحتجّ على اليهود والنصارى، بأنّه قد بُشِّر به في العهدين، وأنّ الكليم والمسيح بشَّرا برسالته، وأنّ أهل الكتاب لو رجعوا إلى كتبهم حتى بعد التحريف لوجدوا بشائره فيها، وتعرّفوا عليه، كتعرّفهم على أبنائهم. كان يحتجّ بهذه الكلمات، ولم يكن هناك أيّ ردّ من الأحبار والرهبان في مقابله، بل غاية جوابهم كان السكوت وإخفاء الكتب، وعدم نشرها بين أتباعهم.

            ولو كان النبي الأكرم غير صادق والعياذ بالله في هذا الادّعاء، لثارت ثورتهم عليه، ولملأوا الأجواء والطوامير بنقده وردّه، غير أنّ صراحة النبي وصموده أمام علمائهم بشدّة، يكشف عن انهزام العدو أمام ذلك الادّعاء.

            يقول القرآن الكريم: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُون(البقرة:146).

            ويقول: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَ الإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر(الأعراف:157).

            ويقول: ﴿وَ إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ مُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد(الصف:6).

            ثم إنّ علماء المسلمين في الأعصار السابقة نقبوا في العهدين، وجمعوا البشارات الواردة فيهما. وَنْقلُ هذه البشائر، يوجب الإسهاب في الكلام والخروج عن وضع الكتاب، ونكتفي في ذلك بهذه البشارة الّتي تكشف عنها الآية الأخيرة، فإنّ فيها تنصيص على الاسم مكان التنصيص على الصفات، وهذه الإشارة وردت في إنجيل يوحنا في الأصحاحات: الرابع عشر، والخامس عشر، والسادس عشر. وإليك نصوصها من الإنجيل الحالي المترجم إلى اللغة العربية:

            1ـ إِنّ كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم مُعَزِّياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد1.

            2ـ وأمّا المُعزِّي، الروح القدس الّذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء، ويذكّركم بكل ما قُلتُه لكم2.

            3ـ وَمتى جاءَ المُعَزِّي الّذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الّذي من عند الأب ينبثق، فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً لأنّكم معي من الابتداء3.

            4ـ لكني أقول لكم الحق، إنّه خير لكم أن أنطلق لأنّه إن لم أنطلق لا يأتيكم المُعَزِّي، ولكن إنّ ذهبت أُرسله إليكم * ومتى جاء ذاك يُبَكِّتُ العالم على خَطِيَّة وعلى بِرٍّ وعلى دينونة4.

            5ـ وأمّا متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنّه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يَسْمَع، يتكلّم به، ويخبركم بأُمور آتية5.

            وجه الاستدلال يتوقف على بيان نكتة، وهي أنّ المسيح عليه السَّلام، كان يتكلم بالعبرية، وكان يعظ تلاميذه بهذا اللسان، لأنه وُلِد وشَبّ بين ظهرانيهم، وأُمُّه أيضاً كانت عبرانية، هذا من جانب.

            ومن جانب آخر، إنّ المُؤَرِّخين أَجمعوا على أنّ الأناجيل الثلاثة غير متى، كتبت من أوّل يومها باللغة اليونانية، وأمّا إنجيل متى فكان عبرياً من أوّل إنشائه.

            وعلى هذا، فالمسيحُ بَشَّر بما بَشَّر باللغة العبرية أولاً، وإنّما نقله إلى اليونانية، كاتب الإنجيل الرابع "يوحنا" وكان عليه التحفّظ على لفظ المسيح في مورد المُبَشَّر به، لأنّ القاعدة الصحيحة، عدم تغيير الأعلام، والإتيان بنصِّها الأَصلي، لا ترجمة معناها. ولكن "يوحنا" لم يراع هذا الأصل، وترجمه إلى اليونانية، فضاع لفظه الأصلي الّذي تكلّم به المسيح، وفي غِبّ ذلك حصل الإختلاف في المراد منه.

            وأمّا اللفظ اليوناني الّذي وضعه الكاتب "يوحنا" مكان اللفظ العبري، فهو مردد بين كونه "باراقْلِيطوس"6 الّذي هو بمعنى المُعَزِّي والمُسَلِّي والمُعين والوكيل، أو "بِرِيقْلِيطوس"7 الّذي هو بمعنى المحمود، الّذي يرادف أحمد. ولأجل تقارب الكلمتين في الكتابة والتلفظ والسماع، حصل التردد في المُبَشَّر به. ومُفَسِّروا ومترجموا إنجيل يوحنا، يصرّون على الأول، ولأجل ذلك ترجموه إلى العربية ب"المعزّي"، وإلى اللغات الأُخرى بما يعادله ويرادفه، وادّعوا أنّ المراد منه هو روح القدس، وأنّه نزل على الحواريين في اليوم الخمسين بعد فقدان المسيح، كما ذُكر تفصيله في كتاب أعمال الرسل8. وزعموا أنّهم بذلك خلعوا المسلمين عن السلاح الّذي كانوا يحتجون به عليهم.

            ومع ذلك، فهناك قرائن تلقي الضوء على أنّ المُبَشَّر به هو الرسول الأعظم، لا روح القدس، وإليك تلك القرائن.

            1ـ إنّ المسيح بدأ خطابه إلى تلاميذه بقوله: "إِن كنتم تحبونني، فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم "معزي" آخر، ليمكث معكم إلى الأبد".

            وهذا الخطاب يناسب أن يكون المُبَشَّر به نبياً، لأنّ المسيح يحتمل في هذا الكلام أن يتخلّف عدّة منهم عن اقتفاء أثره ودينه، ولذلك أثار عواطفهم في هذا المجال لئلا يتخلّفوا. ولو كان المراد منه روح القدس لما احتاج إلى تلك المقدمة، لأنّ تأثيره في القلوب تأثير تكويني لا يمكن لأحد التخلّف عنه، ولا يبقى في القلوب معه شكٌّ، وهذا بخلاف تأثير النبي فإنّه يؤثر ببيانه وكلامه في القلوب والأرواح، وهو يختلف حسب اختلاف طبائع المخاطبين واستعدادهم.

            ولأجل ذلك أصرّ على إيمانهم به في بعض خطاباته وقال: "وقلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون"9.

            2ـ إنّه وصف المُبَشَّر به بلفظ "آخر"، وهذا لا يناسب كون المبشر به نظير روح القدس لعدم تعدده، وانحصاره في واحد، بخلاف الأنبياء فإنّهم يجيئون واحداً بعد الآخر، في فترة بعد فترة.

            3ـ إنّه ينعت ذلك المبشر به بقوله: (لِيَمْكُثَ معكم إلى الأبد) وهذا يناسب نبوة النبي الخاتم الّتي لا تُنْسخ.

            4ـ إنّه يقول: (وأَمّا "المعزّي الروح القدس" الّذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكّركم بكل ما قلته لكم) وهذه الجملة تناسب أن يكون المبشر به نبيّاً يأتي بعد فترة من رسالة النبي السابق بعد أن تصير الشريعة السابقة على وشك الاضمحلال والاندثار. فيأتي النبي اللاحق، يذكّر بالمنسيّ ويزيل الصدأ عن الدين.

            وأمّا لو كان المراد هو روح القدس فقد نزل على الحواريين بعد خمسين يوماً من فَقْد المسيح، حسب ما ينصّ عليه كتاب أعمال الرسل10.

            أفيظن أنّ الحواريين نسوا في هذه المدة اليسيرة معالم المسيح وتعاليمه حتى يكون النازل هو الموعود به؟!

            5ـ ويصف المسيح المبشر به، بقوله: (فهو يشهد لي). وهذه العبارة تناسب أن يكون المبشر به هو النبي الخاتم حيث بُعِثَ مصدِّقاً للشرائع السابقة والكتب السالفة، وقد أمره سبحانه أن يخاطب أهل الكتاب بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ(النساء:47)، وغير ذلك. ومن المعلوم أنّ الرسول الأكرم شهد برسالة المسيح، ونَزَّه أُمَّه وابنها، عن كل عيب وشين، وردّ كلَّ ما أُلصق بهما من جهلة اليهود من التهم التافهة. وهذا بخلاف ما إذا فُسِّر بروح القدس، إذ لم يكن للمسيح يومذاك أي حاجة لشهادته، ودينُه وشريعتُه بَعْدُ غضّانِ طريّان.

            6ـ إنّه يقول: (لأنّه إن لم انطلق، لا يأتيكم "المعزي"، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم). وهذا يناسب أن يكون المُبَشّر به نبياً، حيث علّق مجيئه بذهابه، لأنّه جاء بشريعة عالمية، ولا تصحّ سيادة شريعتين مختلفتين على أُمة واحدة.

            ولو كان المُبَشَّر به هو روح القدس، لما كان لهذا التعليق معنى، لأنّ روح القدس حسب تصريح إنجيلَيْ متى ولوقا، نزل على الحواريين عندما بعثهم المسيح للتبشير والتبليغ11.

            7ـ ويقول: (ومتى جاء ذاك يُبكّت العالم على خَطِيَّة، وعلى بِرّ، وعلى دينونة...). وهذا يؤيّد أن يكون المُبشَّر به نبيّاً، إذ لو كان المراد هو روح القدس، فهو نزل في يوم الدار على الحواريين حسب زعمهم، فما وَبَّخ اليهود الذين لم يؤمنوا به أصلاً، لعدم رؤيتهم إيّاه. ولم يوبخ الحواريين، لأنّهم كانوا مؤمنين به.

            8ـ ويقول: (ومتى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنّه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأُمور آتية).

            وهذا يتناسب مع كون المُبَشَّر به نبيّاً خاتماً، صاحب شريعة متكاملة، لا يتكلم إلاّ بما يوحى إليه، وهذه كلّها صفات الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

            فجميع هذه القرائن تشهد بوضوح على أنّ المراد من "المعزِّي" المُبَشّر به، هو النبي الأكرم لا روح القدس، ولو أمعنت النظر في سائر القرائن الّتي ذكرها المحقّقون من المسلمين في تفسير هذا اللفظ، لعالت القرائن12.

            غير أنّ البشارات لا تنحصر بذلك بل هي موجودة في العهدين، واستقصاء البحث وجَمْعها، يستدعي تأليف كتاب منفرد حافل، إلاّ أنّا نلفت النظر إلى نكتة وهي:

            إنّ الكتاب الّذي جاء به المسيح كان كتاباً واحداً، وهو عبارة عن هَدْيِهِ وبشارته بمن يجيء بعده، ليتم دين الله الّذي شرعه على لسانه وألسنة الأنبياء من قبله فكان كل منهم يبين للناس منه ما يقتضيه استعدادهم، وإنّما كثرت الأناجيل لأنّ كلَّ من كتب سيرته سماه إنجيلاً، لاشتماله على ما بَشَّر وهدى به الناس، ومن تلك الأناجيل إنجيل "برناب". و"برناب" من حواريّي وأنصار المسيح الّذي يلقّبهم رجال الكنيسة بالرُّسل، صحبه "بولص" زمناً، بل كان هو الّذي عرّف التلاميذ ببولص، بعدما اهتدى بولص ورجع إلى أُورشليم، ولم يكن من هذا الإنجيل أثر في المجتمع المسيحي حتى عثروا في أُوروبا على نسخة منذ قرابة ثلاثة قرون، وهذا هو الأنجيل الّذي حرم قراءته "جلاسيوس الأول" في أواخر القرن الخامس للميلاد.

            وهذا الإنجيل يباين الأناجيل الأربعة في عدّة أُمور
            1ـ ينكر ألوهية المسيح وكونه ابن الله.

            2ـ يعرّف الذبيح بأنّه اسماعيل لا إسحاق.

            3ـ أنّ المسيح المنتظر هو "محمد"، وقد ذكر "محمد" باللفظ الصريح المتكرر في فصول ضافية الذيول.

            4ـ أنّ المسيح لم يصلب بل حُمل إلى السماء، وأنّ الّذي صلب إنّما كان يهوذا الخائن. فجاء مطابقاً للقرآن.

            ومن أراد الوقوف على بشائر هذا الإنجيل بوضوح، فعليه الرجوع إليه3.


            *الإلهيات.آية الله جعفر السبحاني،مؤسسة الامام الصادق عليه السلام،ج3،ص447-453
            1- إنجيل يوحنا، الأصحاح الرابع عشر: الجملتان 15 و16، ط دار الكتاب المقدس.
            2- إنجيل يوحنا، الأصحاح الرابع عشر: الجملة 26، ط دار الكتاب المقدس.
            3- إنجيل يوحنا، الأصحاح الخامس عشر: الجملة 26، ط دار الكتاب المقدس.
            4- إنجيل يوحنا، الأصحاح السادس عشر: الجملتان 7 و8، ط دار الكتاب المقدس.
            5- إنجيل يوحنا، الأصحاح السادس عشر: الجملة 13، ط دار الكتاب المقدس.
            6- في اليونانية هكذا: llAPAKAHTOE. وبالأفرنجية هكذا Paracletos.
            7- في اليونانية هكذا llEPIKAHOTE. وبالأفرنجية هكذا Pericletos.
            8- أعمال الرسل، الأصحاح الثاني: الجملات 1-4. يقول: ولما حضر يوم الخمسين كان، الجميع معاً بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كلّ البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار، واستقرّت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أُخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا). وسيوافيك عند التحليل أنّه لم يتحقق في يوم الدار هذا كلَّ ما ذكره المسيح ومنه قوله: "يبكت العالم على خطيّة الخ..".
            9- إنجيل يوحنا، الأصحاح الرابع عشر: الجملة 29، ط دار الكتاب المقدس.
            10- أعمال الرسل، الأصحاح الأول: الجملة 5. والأصحاح الثاني: الجملات 1-4، ط دار الكتاب المقدس.
            11- احظ إنجيل متى: الأصحاح العاشر، الجملة الأُولى فما بعدها. وإنجيل لوقا: الأصحاح العاشر، الجملة 11، وفيها: ولكن إعلموا هذا: إنّه قد اقترب منكم ملكوت الله.
            12- من أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى كتاب أنيس الأعلام في نُصرة الإسلام، ج 5، ص 139-172.
            13- وقد قام بترجمته من الإنكليزية الدكتور خليل سعادة، وقدم له مقدمة نافعة، وطبع في مطبعة المنار بتقديم السيد محمد رشيد رضا أيضاً، عام 1326 هـ، 1908 م.

            تعليق


            • #7
              لماذا سمي الإمام الصادق (ع) بهذا اللقب؟





              الجواب :
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
              فقد وردَ في رواياتِنا الشّريفةِ الوجهُ في تلقيبِ خصوصِ الإمامِ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ الصّادقِ عليه السّلام بلقبِ (الصّادق)، معَ أنَّ الأئمّةَ عليهم السَلام كلّهم صادقونَ، بأنّهُ سيكونُ ولدٌ مِن صُلبِه إسمُه جعفر، يدّعي الإمامةَ بغيرِ حقٍّ ويُسمّى كذّاباً.
              روى الشّيخُ الصّدوقُ بإسنادِه عَن أبي حمزةَ الثّماليّ، عَن عليٍّ بنِ الحُسين، عن أبيهِ، عَن جدِّه عليهم السّلام، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله: إذا ولدَ إبني جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ عليّ بنِ الحُسينِ بنِ عليّ بن أبي طالب فسمّوهُ الصّادقَ، فإنّهُ سيكونُ في ولدِه سميٌّ له يدّعي الإمامةَ بغيرِ حقّها ويُسمّى كذاباً. (عللُ الشّرائع ج1 ص234).
              وروى بإسنادِه عَن أبي حمزةَ الثماليّ، عَن أبي خالدٍ الكابليّ، قالَ: دخلتُ على سيّدي عليٍّ بنِ الحُسينِ زينِ العابدينَ عليهما السّلام، فقلتُ له: يا ابنَ رسولِ الله، أخبِرني بالذينَ فرضَ اللهُ عزّ وجلّ طاعتَهم ومودّتَهم، وأوجبَ على عبادِه الإقتداءَ بهِم بعدَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله؟ فقالَ لي : يا كنكر، إنّ أولي الأمرِ الذينَ جعلَهم اللهُ عزّ وجلَّ أئمّةً للنّاسِ وأوجبَ عليهم طاعتَهم أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالب عليه السّلام، ثمّ الحسنُ، ثمّ الحسينُ إبنا عليٍّ بنِ أبي طالب، ثمّ إنتهى الأمرُ إلينا، ثمّ سكتَ. فقلتُ له: يا سيّدي، رُويَ لنا عَن أميرِ المؤمنينَ عليٍّ عليه السّلام: أنّ الأرضَ لا تخلو مِن حجّةٍ للهِ عزّ وجلّ على عبادِه، فمَن الحُجّةُ والإمامُ بعدَك؟ قالَ: إبني محمّد، وإسمُه في التّوراةِ باقر، يبقرُ العلمَ بقراً، هوَ الحُجّةُ والإمامُ بعدي، ومِن بعدِ محمّدٍ إبنُه جعفر، وإسمُه عندَ أهلِ السّماءِ الصّادق، فقلتُ له: يا سيّدي، فكيفَ صارَ إسمُه الصّادقُ وكلّكُم صادقونَ، قالَ: حدّثني أبي، عن أبيه عليهما السّلام: أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله، قالَ: إذا ولدَ إبني جعفرٌ بنُ محمّدٍ بنِ عليٍّ بنِ الحُسينِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالب عليهم السّلام فسمّوهُ الصّادقَ، فإنّ للخامسِ مِن ولدِه ولداً إسمُه جعفر يدّعي الإمامةَ إجتراءً على اللهِ وكذباً عليه، فهوَ عندَ اللهِ جعفرُ الكذّابُ المُفتري على اللهِ عزّ وجلّ، والُمدّعي لِما ليسَ لهُ بأهلٍ، المُخالفُ على أبيهِ والحاسدُ لأخيهِ، ذلكَ الذي يرومُ كشفَ سترِ اللهِ عندَ غيبةِ وليّ اللهِ عزّ وجلّ، ثمّ بكيَ عليُّ بنُ الحسينِ عليهما السّلام بكاءً شديداً.. إلى آخرِ الرّواية. (كمالُ الدّين ص319ـ320).
              هذا، وقد ذُكرَ وجهٌ آخرُ لذلكَ: أنّه جرى بينَه وبينَ رجلٍ مِن بني العبّاسِ كلامٌ لخصامِه العباسيَّ إلى قبرِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله، فسمعَ منَ القبر: «جعفرٌ هوَ الصّادقُ». (ينظر: ألقابُ الرّسولِ وعترتِه ص59).


              من الاسئلة الموجهه الى مركز الرصد العقائدي

              تعليق


              • #8



                بسم الله الرحمن الرحيم

                اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد



                السؤال

                هل صحَّ ما يُقال إنَّ النبيَّ الكريم (ص) قد اشتغل برعي الأغنام في مقتبل عمره الشريف؟




                الجواب:

                لم يثبت أنَّه (ص) امتهن رعي الأغنام:

                لم يصح في شيءٍ ممَّا ورد عن أهل البيت (ع) أنَّ النبيَّ الكريم (ص) قد اشتغل أجيرًا لأحدٍ في رعي الأغنام، نعم ورد ذلك في طرق العامَّة كما في صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرة عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم قال: "ما بعث اللهُ نبيًّا إلا رَعى الغنم، فقال أصحابُه: وأنت؟ فقال: نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة"([1]).



                هذا وقد اختلفوا فيما هو المراد من قوله: "على قراريط" هل قصد من ذلك بيان مقدار الأجرة أو أنَّه قصَدَ الإشارة إلى المكان الذي كان يرعى فيه الغنم وأنَّ اسمه قراريط، وعلى أيِّ تقدير فإنَّ قوله: "لأهل مكة" ظاهرٌ في أنَّه كان يُؤجِّر نفسه لرعي أغنام أهل مكَّة.



                وهذا الذي ننفيه ونقول إنَّه لم يصح عن أهل البيت (ع)، ويؤكِّده ما رُوي عن عمَّار بن ياسر والذي كان تِرْبًا لرسول (ص)([2]) وكان معه في مكَّة قال –كما في تاريخ اليعقوبي-: "ولا كان – أي النبي (ص)- أجيرًا لأحدٍ قط"([3]).



                هذا مضافًا إلى أنَّ الاعتبار الاجتماعي وكون النبيَّ (ص) من أشراف قريش بل هو من أعلاهم نسبًا وحسبًا وأنَّه ابنُ عبد المطَّلب سيِّد قريش وابن أخي أبي طالب شيخ البطحاء يُعزِّز ما أُثِرَ عن عمَّار بن ياسر من النفي المؤكَّد لصيرورة النبيِّ (ص) أجيرًا لأحدٍ يومًا ما.



                كان يرعى ما يملكه من أغنام:

                نعم ورد في بعض الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) أنَّ النبيَّ الكريم (ص) قد اشتغل برعي الأغنام، وهي رواية عقبة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "ما بَعثَ اللهُ نبيًا قط حتى يسترعيه الغنم، يُعلِّمه بذلك رعية الناس"([4]).



                وكذلك أورد الشيخ الصدوق بسنده عن محمد بن عطية قال: سمعتُ أبا عبد الله (ع) يقول: إنَّ الله عزَّ وجل أحبَّ لأنبيائه (عليهم السلام) من الأعمال الحرث والرعي، لئلا يكرهوا شيئًا من قطر السماء"([5]).



                وأورد الراوندي عن الشيخ الصدوق عن أبي سلمه أنَّ جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنَّا عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) بمُرِّ الظهران نرعى الكباش وأنَّ رسول الله قال: عليكم بالأسود منه فإنَّه أطيبه، قالوا: نرعى الغنم؟ قال: نعم، وهل نبيٌّ إلا رعاها"([6]).



                فهذه الروايات وإنْ كانت ظاهرة في أنَّ النبيَّ الكريم (ص) قد اشتغل برعي الأغنام ولكنَّها لا تدلُّ على أنَّه كان يرعاها لغيره، فالنبيُّ (ص) كأبناء عصره كان يملكُ أغنامًا، فكان يذهبُ بها للمرعى وربما ساقَ معها بعض غُنيمات أهلِه إحسانًا منه إليهم، وهذا هو معنى اشتغاله برعي الأغنام لا أنَّ الرعي كان مهنةً له وأنَّه كان يؤجِّرُ نفسَه لرعي أغنام الناس كما تدَّعيه بعضُ روايات العامَّة.



                ولعلَّ ممَّا يؤيدُ ذلك ما أورده الراوندي عن الصدوق بسنده عن سيف بن حاتم عن رجل من ولد عمار عن آبائه قال: قال عمَّار رضي الله عنه: "كنتُ أرعى غُنيمة أهلي، وكان محمَّدٌ صلَّى الله عليه وآله وسلم يرعى أيضًا، فقلتُ: يا محمد هل لك في فخ (فج)؟ فإنِّي تركتُها روضة برق، قال: نعم فجئتُها مِن الغد وقد سبقني محمدٌ صلَّى الله عليه وآله وسلم وهو قائم يذودُ غنمَه عن الروضة، قال: إنِّي كنتُ واعدتُك فكرهتُ أنْ أرعى قبلك"([7]).



                فقول عمَّار: "كنتُ أرعى غُنيمة أهلي، وكان محمدٌ (ص) يرعى أيضا" معناه ظاهرًا أنَّ النبيَّ (ص) كان يرعى أيضًا غنيمة أهله فلم يكن أجيرًا عند أحد.



                لم يكن أجيراً عند خديجة بل كان مضارباً:

                وأمَّا ما يُقال إنَّه (ص) عمل أجيرًا عند السيِّدة خديجة قبل زواجه منها فهذا أيضًا لم يصح، فما ثبت في السيرة هو أنَّه تاجرَ بأموال خديجة (رضوان الله عليها) بمعنى أنَّه كان مضارِبًا ولم يكن أجيرًا ومعنى المضاربة، هي أنْ يُتاجر أحدُ الطرفين بأموال الآخر ويكون الربحُ بينهما بالنسبة المتوافَق عليها بينهما.



                ويُؤكِّد ذلك ما أُثر عن عمَّار بن ياسر(رضوان الله عليه) ينفي ما زعمه الناس من أنَّ النبيَّ (ص) كان أجيرًا عند السيِّدة خديجة (رضوان الله عليها) قال: "وإنَّه ما كان ممَّا يقول الناس أنَّها استأجرتْه بشيء، ولا كان أجيرًا لاحدٍ قط"([8]).



                وهذا هو المستفاد ممَّا رواه ابنُ إسحاق -كما في تاريخ الطبري وغيره- قال: ".. فلمَّا بلغها -خديجة- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغها من صدقِ حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه بعثتْ إليه فعرضتْ عليه أنْ يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا وتُعطيه أفضلَ ما كانت تُعطي غيره من التُّجار مع غلامٍ لها يُقال له ميسرة، فقبله منها رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فخرجَ في مالِها ذلك"([9]).



                والمتحصَّل ممَّا ذكرناه أنَّه لم يصح أنَّ النبيَّ (ص) كان يمتهنُ رعي الأغنام في مقتبل عمره الشريف، نعم كانت له أغنام وبعض الإبل ورثها من أبيه فكان يرعاها ويسوسها كما يسوسُ الرجلُ دوابَّه وأملاكه، وكذلك فإنَّه لم يعمل أجيرًا عند أحد، وما رُوي من خروجه إلى الشام بأموال خديجة (رضوان الله عليها) فإنَّ ذلك وإنْ صحَّ إلا أنَّه لم يصح أنَّه كان أجيرًا عندها بل كان مضاربًا ومتاجرًا بأموالها، فكان له نسبةٌ من الربح ولها نسبةٌ منه، ولو اتَّفق عدم الربح فمقتضى عقد المضاربة أنْ لا يكون على صاحب المال شيءٌ للمُضارٍب، وعلى خلاف ذلك تكون الإجارة، فإن الأجير يستحقُّ الأجرة على المؤجِّر مطلقًا سواءً حصل الربحُ أو لم يحصل بل حتى لو خسِرَ المؤجِّر فإنَّ الأجير يكون مستحقًّا للأجرة على المؤجِّر.



                والحمد لله ربِّ العالمين



                الشيخ محمد صنقور


                [1]- صحيح البخاري -البخاري- ج3 / ص48.

                [2]- شرح نهج البلاغة -ابن أبي الحديد- ج20 / ص38.

                [3]- تاريخ اليعقوبي -اليعقوبي- ج2 / ص21.

                [4]- علل الشرائع -الصدوق- ج1 / ص32.

                [5]- علل الشرائع -الصدوق- ج1 / ص32.

                [6]- قصص الأنبياء -الراوندي- ص284.

                [7]- قصص الأنبياء -الراوندي- ص274.

                [8]- تاريخ اليعقوبي -اليعقوبي- ج2 / ص21.

                [9]- تاريخ الطبري -الطبري- ج2 / ص35، مناقب علي بن أبي طالب -ابن المغازلي- ص350، أسد الغابة -ابن الأثير- ج5 / ص435.

                تعليق


                • #9


                  السؤال
                  يقول الامام الصادق ع : توقعوا الفرج صباحا ومساء ..اذا كان قصد الامام الصادق خروج الامام المهدي عجل الله فرجه فكيف يكون ظهور الامام ع قبل ان تتحقق العلامات الحتمية؟




                  الجواب :
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اذا قرأنا الرّوايةَ كاملةً زالَ توهّمُ التّعارضِ بينَ الرّوايتينِ: الرّوايةُ الأولى عَن أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) أنّهُ قالَ: " أقربُ ما يكونُ العبادُ منَ اللهِ وأرضى ما يكونُ عنهم إذا افتقدُوا حُجّةَ اللهِ جلَّ وعزَّ ولَم يظهَر لهُم ولَم يعلمُوا بمكانِه، وهُم في ذلكَ يعلمونَ أنّهُ لَم تبطُل حُجّةُ اللهِ جلَّ ذكرُه ولا ميثاقُه، فعندَها فتوقّعوا الفرجَ صباحاً ومساءً فإنَّ أشدَّ ما يكونُ غضبُ اللهِ عزَّ وجلَّ على أعدائِه إذا افتقدُوا حجّةَ اللهِ فلَم يظهَر لهُم، وقَد علمَ اللهُ أنَّ أولياءَه لا يرتابونَ، ولو علمَ أنّهم يرتابونَ ما غيّبَ حُجّتَه عنهُم طرفةَ عينٍ، ولا يكونُ ذلكَ إلّا على رأسِ شرارِ النّاس " غيبةُ النُّعماني 164. الرّوايةُ الثّانية : عَن أبي بصيرٍ عَن أبي عبدِ اللهِ (عليهِ السّلام) قالَ قلتُ له جُعلتُ فداكَ متى خروجُ القائمِ عليه السّلام فقالَ يا أبا مُحمّدٍ إنّا أهلُ بيتٍ لا نُوقِّتُ وقَد قالَ مُحمّدٌ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه "كذبَ الوقّاتونَ" يا أبا مُحمّدٍ إنَّ قُدّامَ هذا الأمرِ خمسُ علاماتٍ أولاهُنَّ النّداءُ في شهرِ رمضانَ وخروجُ السُّفيانيّ وخروجُ الخُراسانيّ وقتلُ النّفسِ الزّكيّةِ وخسفٌ بالبيداءِ ثمَّ قالَ يا أبا مُحمّدٍ إنّهُ لا بُدَّ أن يكونَ قُدّامَ ذلكَ الطّاعونانِ الطّاعونُ الأبيضُ والطّاعونُ الأحمرُ قلتُ جُعلتُ فداكَ وأيُّ شيءٍ هُما؟ فقالَ: أمّا الطّاعونُ الأبيضُ فالموتُ الجارفُ وأمّا الطّاعونُ الأحمرُ فالسّيفُ ولا يخرجُ القائمُ حتّى يُنادى باسمِه مِن جوفِ السّماءِ في ليلةِ ثلاثٍ وعشرينَ في شهرِ رمضانَ ليلةَ جُمعةٍ قلتُ بمَ يُنادى؟ قالَ: باسمِه واسمِ أبيهِ ألا إنَّ فُلانً بنَ فلانٍ قائمُ آلِ مُحمّدٍ فاسمعُوا لهُ وأطيعوهُ فلا يبقى شيءٌ خلقَ اللهُ فيهِ الرّوحَ إلّا يسمعُ الصّيحةَ فتُوقظُ النّائمَ ويخرجُ إلى صحنِ دارِه وتخرجُ العذراءُ مِن خدرِها ويخرجُ القائمُ مِمّا يسمعُ وهيَ صيحةُ جبرئيلَ (عليه السّلام). أمّا الرّوايةُ الأولى فإنّها تتكلّمُ عَن حاجةِ النّاسِ للإمامِ (عليه السّلام) معَ غيبتِه وعدمِ علمِهم بمكانِه، فإنّهم في شدّةِ إحتياجِهم لهُ وتهيّئِهم التّامِّ لاستقبالِه فحينَها ليتوقّعُوا أن يمُنَّ اللهُ تعالى عليهم بالطّلعةِ الرّشيدةِ والغُرّةِ الحميدةِ، لكِنَّ قبلَ ذلكَ الظّهورِ المُباركِ هُناكَ علاماتٌ يُتوقّعُ معهَا ظهورُ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجَه) وهيَ ما تمَّت الإشارةُ لهُ في الرّوايةِ الثّانيةِ، فالظّهورُ معَ الشّعورِ بالحاجةِ الماسّةِ إلى الإمامِ تسبقُه علاماتٌ نصَّت عليها مجموعةٌ منَ الرّواياتِ.

                  مركز الرصد العقائدي



                  تعليق


                  • #10


                    السؤال

                    هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم. . يسلم على نفسه في الصلاة كما نسلم نحن (( السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ))




                    الجواب :
                    السلام عليكم ورحمة الله
                    الظّاهرُ أنَّ النّبيَّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كانَ يُسلّمُ على نفسِه كما يسلّمُ عليهِ بقيّةُ المؤمنينَ, لأنَّ أصلَ الخطابِ منَ اللهِ إلى المؤمنينَ. قالَ تعالى: ((يا أيّها الذينَ آمنُوا, صلّوا عليهِ وسلّمُوا تسليماً)), ولا ريبَ ولا شكَّ في أنَّ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) يُعَـدُّ سيّدَ الأنبياءِ وسيّدَ المؤمنينَ, ثُمَّ إنَّ أصلَ الألفاظِ التي يستعملُها النّبيّ (صلّى اللهُ عليه وآله) في السّلام على نفسِه إنّما هيَ ألفاظٌ توقيفيّةٌ؛ بمعنى أنّها هكذا شُرِّعَتْ, فلا يجوزُ لأحدٍ التّصرّفُ فيها بتغييرٍ أو تبديلٍ, وقد كانَ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) - حينَ نزلَت عليهِ هذهِ الآيةُ - يُعلّمُ المُسلمينَ كيفيّةَ الصّلاةِ عليهِ والسّلام , وقَد كانَ يُصلّي فيهِم إماماً لهُم سنينَ طويلةً, فلو كانَت ثَمّةَ صيغةٌ أخرى في السّلامِ على نفسِه أو الصّلاةِ غيرِ التي يعرفُها بقيّةُ المُسلمينَ لبانَ لنا ذلكَ وإنْ كانَ ذلكَ في حديثٍ ضعيفٍ, وعليهِ فلا مناصَ مِنَ القولِ: أنّهُ يُسلّمُ على نفسِه (صلّى اللهُ عليهِ وآله) بالصّيغةِ المعروفةِ المُتداولةِ بينَ المُسلمينَ اليوم. ودمتُم سالِمينَ.


                    مركز الرصد العقائدي
                    العتبة الحسينية المقدسة







                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X