بسم الله الحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
أقول :
المهدي عليه السلام الذي
يملأ الأرض عدلاً كما ملأت الأرض جوراً وظلماً، وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعم بها قط، وتخرج الأرض في عهده نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويكون المال بغير عدد بخلافته.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: في زمان المهدي تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم.
ابن باز يكفر من ينكر المهدي عليه السلام
التوثيق من موقع ابن باز
السؤال
حكم من أنكر نزول عيسى وخروج الدجال وظهور المهدي
السؤال: السؤال الثاني أيضاً يقول: يوجد لدينا رجل ينكر المسيح الدجال والمهدي ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج ولا يعتقد في شيء منها، ويدعي عدم صحة ما ورد في ذلك من أحاديث، مع العلم بأنه لا يفقه شيئاً في علم الحديث ولا في غيره، وقد نوقش في هذه الأمور من قبل علماء؛ ولكنه يزعم أن كل الأحاديث الواردة في هذه الأمور مكذوبة على النبي ﷺ، ودخيلة على الإسلام، وهو يصلي ويصوم ويأتي بالفرائض، فما حكمه وفقكم الله؟
الجواب: مثل هذا الرجل يكون كافراً نعوذ بالله؛ لأنه أنكر شيئاً ثابتاً عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فإذا كان بين له أهل العلم ووضحوا له، ومع هذا أصر على تكذيبها وإنكارها فيكون كافراً؛ لأن من كذب الرسول ﷺ فهو كافر، ومن كذب الله فهو كافر، وقد صحت وتواترت هذه الأخبار عن رسول الله في نزول المسيح ابن مريم من السماء في آخر الزمان، وفي خروج يأجوج ومأجوج، وفي خروج الدجال في آخر الزمان، وفي مجيء المهدي ، كل هذه الأربعة ثابتة، المهدي في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً بعدما ملئت جوراً، ونزول المسيح ابن مريم وخروج الدجال في آخر الزمان، وخروج يأجوج ومأجوج، كل هذا ثابت بالأحاديث الصحيحة المتواترة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فإنكارها كفر وضلال، نسأل الله العافية والسلامة. نعم.
السؤال الأول الذي يتعلق بـالدجال والدجال والمسيح ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج هؤلاء الثلاثة ليس فيهم شك بلا ريب، تواترت فيهم الأخبار عن الرسول ﷺ، وأما المهدي فقد تواترت فيه الأخبار أيضاً وحكاها غير واحد أنها تواترت عن النبي ﷺ، لكن لبعض الناس فيها إشكال وتوقف، فقد يقال: بالتوقف في كفر من أنكر المهدي وحده فقط، أما من أنكر الدجال أو المسيح ابن مريم أو يأجوج ومأجوج فلا شك في كفره ولا توقف، وإنما التوقف فيمن أنكر المهدي فقط، فهذا قد يقال: بالتوقف في كفره وردته عن الإسلام؛ لأن قد جاء أنه قد سبقه بعض من أشكل عليه ذلك، والأظهر في هذا والأقرب في هذا كفره؛ لكن لبعض أهل العلم توقف في ذلك، وأما ما يتعلق بـيأجوج ومأجوج والدجال والمسيح ابن مريم ... من أنكر هؤلاء الثلاثة أو واحد منهم فقد كفر نسأل الله العافية. نعم.
الرابط
قال ابن قيم الجوزية في كتاب (الداء والدواء ص161-162، طبعة دار عالم الفوائد) :
"ولمّا يطهِّر اللهُ سبحانه الأرضَ من الظلَمة والفجرة والخوَنة، ويُخرجُ عبداً من عباده من أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم، فيملأ الأرض قسطاً كما ملئت جوراً، ويقتل المسيحُ اليهودَ والنصارى، ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله تُخرِجُ الأرضُ بركتَها، وتعود كما كانت، حتّى إن العصابة من الناس لَيأكلون الرمّانة، ويستظلون بقِحْفِها، ويكون العنقود من العنب وِقْرَ بعير، وإنّ اللِّقحة لَتكفي الفئام من الناس. وهذا لأنّ الأرض لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب والكفر".