بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
💥 ينقل السيّد محمد محسن الطهراني (رحمه اللّٰه ) في كتابه "أسرار الملكوت" هذا الدستور عن والده العلّامة محمد حسين الطهراني (رضوان اللّٰه تعالى عليه) ويعتبره دستوراً عامّاً يُمكن أن يُستفاد من محتواه، وهو:
✅ "بسم اللّٰه الرحمن الرحيم... يقول علماء السلوك أنه لا بدّ لطي الطريق من:
✅ توبة كاملة (غسلٌ، وصلاة ركعتين، واستغفار مائة مرة، وأداء جميع حقوق النّاس، ورد مظالم العباد، وقضاء ما فات من حقوق اللّٰه تعالى).
✅ بالإضافة إلى ذلك: ينبغي ملازمة السكوت، والأكل في موعده وبمقدار محدّد، والإقلال من أكل المُنتجات الحيوانية، والابتداء ببسم اللّٰه ، والصيام ثلاثة أيام في الشهر مع الإمكان
✅ والاستيقاظ صباحاً قبل الفجر، وعدم النوم بين الطلوعين، والإتيان في هذا الوقت بصلاة الليل ونافلة الفجر وصلاة الصبح، ثم بعد ذلك ينبغي قراءة حزب من القرآن على الأقل في اليوم، وإهداء ثوابه إلى روح الرسول الأكرم صلى اللّٰه عليه وآله.
✅ وعليه أن يستغفر لمدّة أربعين يوماً، يقول في كل يوم ألف مرّة: "أستغفر اللّٰه ربي"، مع المحافظة على شروط الذكر (من طهارة البدن واللباس، والكون على وضوء، والجلوس في مكان خال، واستعمال العطر والبخور، والجلوس متربعاً باتجاه القبلة، والتختّم بخاتم عقيق في اليد اليمنى والتوجه الكامل إلى معنى الذكر)
✅ ثم يسجد ويتلو ذكر {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} أربعمائة مرّة على الأقل.
✅ وبعد ذلك عليه أن يجلس ويُعاهد اللّٰه تعالى على عدم المعصية أثناء اليوم (المشارطة)، ويراقب نفسه أثناء النهار (المراقبة)، ويحاسب نفسه عند النوم (المحاسبة).
✅ ويبتعد عن مجالس طلاب الدّنيا ومحافلهم، ويترك الاختلاط مع أبناء الدنيا، ويُكثر من التفكّر في نفسه وباطنه
✅ والمحافظة دائماً على الطهارة (الوضوء وغسل الجمعة)، والإتيان بالصلاة في أول وقتها، والإتيان بالنوافل مع الإمكان، واجتناب المعصية كلياً، ووضع العطر ولبس الخاتم أثناء الصلاة، ورعاية الخشوع وحضور القلب في الصلاة
✅ والنوم على وضوء وفي اتجاه القبلة، والنوم على أمل ملاقاة اللّٰه ، وقراءة سورة التوحيد ثلاث مرات، وقراءة آية الكرسي، وآية {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ} (سورة الحشر من الآية 21 إلى الآية 24)، وآية {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (الكهف: 110)، وآية {شَهِدَ اللَّهُ} (آل عمران: 18 و19)، وذكر تسبيح الزهراء، وبعدها يقول "لا إله إلا اللّٰه " إلى أن ينام، وأنْ ينام في عشق الله ويقوم في عشق اللّٰه.
✅ وفي الأربعين الثاني والثالث يستمر على هذا المنوال باستثناء تبديل الاستغفار ألف مرة إلى ذكر "لا إله إلا اللّٰه" ألف مرة.
✅ والسعي بشكل أكيد على تطهير الذهن من ورود الخاطرات أثناء الصلاة والذكر والتفكّر، وإن شاء اللّٰه تعالى سيوصل المشتاقين لرؤية جماله إلى كعبة المقصود بتفضّله...
✅ إنّ أهمّ الأمور المؤثرة في السير في هذا الطريق مجاهدة النّفس والاجتناب عن المنهيّات، حتى ينكشف الستار عن جمال المحبوب الأزلي بحول اللّٰه وقوته، وتحترق شراشر الوجود ببارقة الجلال السرمديّ ولا يبقى شيء من الأنانيّة.
✅ نسأل اللّٰه المُتعال أنْ يوفّقنا جميعاً لرضاه، وأن يثبّت أقدامنا في سبيل طي الطريق نحو كعبة جماله وجلاله، بمحمّد وآله الطاهرين، وصلّى اللّٰه على محمد وآله أجمعين".