*نور النبوة*
*الحلقة الثانية*
نقل المؤرخون أنّه كانت هناك امرأة تدعى فاطمة بنت مرّة قد قرأت الكتب واطّلعت على ما فيها من الوقائع المهمّة، وفي أحد الأيام التقت بعبد الله والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت له: أنت الذي فداك أبوك بمائة من الإبل؟
قال: نعم.
فعرضت عليه نفسها ولو بالحرام مقابل أن تعطيه مائة من الإبل.
فتشاءم عبد الله منها وأنشأ يقول:
والحل لا حل فأستبينه ***أمّا الحرام فالممات دونه فكيف بالأمر الذي تبغينه
ثمّ إنّه ذهب مع أبيه فزوّجه آمنة بنت وهب، فبقي عندها يوماً وليلة، فحملت بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وبعد ذلك رأته فاطمة بنت مرّة فلم تعرض عليه رغبتها الاُولى، فتساءل منها عن سبب إعراضها بعد رغبتها؟
فأجابته: بأنّ ماذا صنعت بعد ذهابك عنّا؟
فأجابها عبد الله: تزوّجت آمنة بنت وهب.
وعندها قالت:
لله ما زهرية(6) سلبت
ثوبيك ما سلبت وما تدري ثمّ قالت: رأيت في وجهك نور النبوّة فأردت أن يكون فيّ، وأبى الله إلاّ أن يضعه حيث يحبّ، ثمّ قالت:
بني هاشم قد غادرت من أخيكم
أمينة إذ للباه يعتلجان كما غادر المصباح بعد خبوه
فتايل قد شبّت له بدخّان وما كل ما يحوي الفتى من نصيبه
بحرص ولا ما فاته بتواني(7)
6_المراد بالزهرية ;امنه عليها السلام اي انها لم تسلب ثوبيك فقط حين قاربتها وانما سلبتمنك شيئا عظيما وهو نور النبوه الذي كان في صلبك
7 مناقب ال ابي طالب ج1 ص 26