إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرَّحمَةُ المُحَمَّديَّةُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرَّحمَةُ المُحَمَّديَّةُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُه


    قَالَ الإمامُ عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عَنْ الصِّفَاتِ الّتي يُوصَفُ بِهَا النَّبيُّ الأكرَمُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( أَرْسَلَه بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ والْعَلَمِ الْمَأْثُورِ، والْكِتَابِ الْمَسْطُورِ والنُّورِ السَّاطِعِ، والضِّيَاءِ اللَّامِعِ والأَمْرِ الصَّادِعِ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ واحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ، وتَحْذِيراً بِالآيَاتِ وتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ )، نَهجُ البَلاغَةِ ، ج 1 ، ص 187.
    إعتمَدَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) النَّصيحَةَ لِلعبادِ، حيثْ يقولُ أميرُ المؤمنينَ (عَلَيْهِ السَلَامُ): ( أرْسَلَه وأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، ومَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، و نَصَحَ لِلْخَلْقِ وهَدَى إِلَى الرُّشْدِ وأَمَرَ بِالْقَصْدِ )، نهج البلاغة؛ الخطبة195.
    أمَّا سيرةُ النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وسلوكه كانت الرحمة والمحبة للناس فكانت كما وصفها الإمام علي (عَلَيْهِ السَلَامُ): ( سِيرَتُه الْقَصْدُ وسُنَّتُه الرُّشْدُ وكَلَامُه الْفَصْلُ وحُكْمُه الْعَدْلُ )، نَهجُ البَلاغَةِ ، ج 1 ، ص 187.
    وَكانَ إستخدامه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الموعظة الحسنة امتثالا للأمر الإلهي ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾، سُورَةُ النَّحلِ ، الآية 125، ويصف ذلك الإمام علي (عَلَيْهِ السَلَامُ) فيقول: ( بَعَثَه والنَّاسُ ضُلَّالٌ فِي حَيْرَةٍ، وحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأَهْوَاءُ واسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ، واسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ، حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ الأَمْرِ، وبَلَاءٍ مِنَ الْجَهْلِ، فَبَالَغَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي النَّصِيحَةِ، ومَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ودَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )، نَهجُ البَلاغَةِ ، ج 7 ، ص 66.
    قال الله – تعالى- في مُحكَم كتابه بحقّ رسوله الأكرم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾، سورة الأنبياء، الآية 107.
    إنّ الصفات التي يوصف بها النبيّ الأكرم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، لا يُقتصر فيها على جانب دون آخر، بل إنّها تشمَل كلّ الأحوال والجوانب التي عاشها (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)؛ أكان في حياته الشخصيّة كأبٍ وأخٍ وزوجٍ، أم في حياته التبليغيّة والسياسيّة كقائد ومدير لشؤون الأمّة، وكان في كلّ ذلك قدوة وأسوة حسنة، كما في قوله -تعالى-: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾، سورة الأحزاب، الآية 21.
    وتتجلّى رحمته (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) منْ خِلالِ أخلاقه وخصاله معَ جَميعِ النَّاسِ والمؤمنين ، لِقَولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( اِرْحَمْ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ يَرْحَمْكَ مَنْ فِي اَلسَّمَاءِ )، مَنْ لَا يَحضرَهُ الفَقيه ، الصَّدوقُ ، ج4، ص379، ح5806.
    وعدَّ الّذي لا يرحم الآخرين شقيّاً، فقال: ( لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلّا من شَقِيّ )، كنز العمال للهنديّ، ج3، ص163،ح5973 . وقال أيضاً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَنْ لاَ يَرْحَمُ اَلنَّاسَ لاَ يَرْحَمُهُ اَللَّهُ تَعَالَى )، مستدرك الوسائل، ج9، ص55، ح4.
    كان (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في الحرب يقاتل بشجاعة وبسالة ندر نظيرها، إلّا أنّه أيضاً كان صاحبَ شفقة عظيمة، وأنّه كان سياسيّاً، ولكنّه في الوقت نفسه صاحب مروءة كبيرة وقلب كبير .
    وعندما نراجعُ كُتُب السِّيَر؛ كيف تعامل عند فتح مكّة مع من أخرجوه وظاهروا على إخراجه وإيذائه؟ وكيف تعامل مع من حاصروه في شُعب أبي طالب، وفي هذه الشعب كانت وفاة أحبّ زوجاته إليه خديجة الكبرى ووفاة عمّه أبو طالب رضي الله عنهما؟

    فلقد دخل مكّة بعشرة آلاف مقاتل، دخل على مركبه، والدرع على صدره، والسيف في يده، ولكنّه مع كلّ مظاهر النصر هذه كان أنموذجاً للرحمة، فسأل أهل مكّة: ( ما ترون أنّي فاعل بكم؟" فأجابوه: "خيراً أخٌ كريمٌ وابن أخ كريم" فقال لهم ما قاله يوسف (عَلَيْهِ السَلَامُ) لإخوته: ﴿ لا تثريبَ عليكم اليوم يَغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ﴾،سورة يوسف، الآية92. لقد قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطُلَقاء )، وسائل الشيعة، ج9، ص183، ح1.
    وأيضًا كانَ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) رحيماً بأصحابه ، وممّا ورد في لطيف تصرّفاته وعلاقته بهم ما ورد عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عَلَيْهِ السَلَامُ) قَالَ: ( كَانَ رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)
    يَقْسِمُ لَحَظَاتِه بَيْنَ أَصْحَابِه فَيَنْظُرُ إِلَى ذَا ويَنْظُرُ إِلَى ذَا بِالسَّوِيَّةِ قَالَ ولَمْ يَبْسُطْ رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) رِجْلَيْه بَيْنَ أَصْحَابِه قَطُّ وإِنْ كَانَ لَيُصَافِحُه الرَّجُلُ فَمَا يَتْرُكُ رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَدَه مِنْ يَدِه حَتَّى يَكُونَ هُوَ التَّارِكَ فَلَمَّا فَطَنُوا لِذَلِكَ كَانَ الرَّجُلُ إِذَا صَافَحَه قَالَ بِيَدِه فَنَزَعَهَا مِنْ يَدِه )، الكافي، ج2، ص671، ح1.
    أمَّا الأطفالُ فكان يُحبّهم ويُقبّلهم ويعطفُ عليهم ويأمرُ بالمساواة في المحبّة بينهم، وممّا رَوَى عَلْقَمَةُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَانَ يَدْلَعُ لِسَانَهُ لِلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَيَرَى اَلصَّبِيُّ لِسَانَهُ فَيَهُشُّ إِلَيْهِ فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ اَلْفَزَارِيُّ وَ اَللَّهِ لَيَكُونُ لِيَ اَلاِبْنُ رَجُلاً قَدْ خَرَجَ وَجْهَهُ وَ مَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( مَنْ لَمْ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ )، الأمالی (للمرتضی) ، ج1، ص532.
    وكان يمرّ بالصبيان فيسلّم عليهم، وجاء الحسن والحسين (عَلَيْهِمَا السَلَامُ) مرّة،
    وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
    (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)
    يَخْطُبُنَا ، فَجَاءَ الْحَسَنُ ، وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مِنَ الْمِنْبَرِ ، فَحَمَلَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ : ﴿ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾،سورة التغابن، الآية15، نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا )، مسند الإمام أحمد بن حنبل ( ط الرسالة )، ج 38، الإمام أحمد بن حنبل، ص 100.
    وكان مُحبًّاً لنساء بيته وزوجاته، لطيفاً بهنّ ، وَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( أَحْسَنُ اَلنَّاسِ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ وَ أَنَا أَلْطَفُكُمْ بِأَهْلِي )، وسائل الشيعة،ج12، ص153، ح25.
    ومن لطيف علاقته بنساء أهل بيته ما ذكره الإمام عليّ (عَلَيْهِ السَلَامُ) أنّهُ: ( كَانَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِذَا سُئِلَ شَيْئاً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَهُ قَالَ نَعَمْ وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ لاَ يَفْعَلَ سَكَتَ وَ كَانَ لاَ يَقُولُ لِشَيْءٍ )، بحار الأنوار، ج22، ص294، ح5.
    وممّا ورد في مظاهر الرحمة المحمّديّة قبوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) استجارة حتى المشرك المحارب وأنظاره حتى يسمع كلام الله وفي ذلك يقول الله -عزّ وجلّ-: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾، سورة التوبة، الآية6.
    ونتيجة لوجود تشويه متعمّد لديننا ورسولنا تنشأ المسؤوليّة في المواجهة، بأن نقوم بالعمل على إظهار الجانب الرحمانيّ لشخصيّة النبيّ الأكرم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، أكان من خلال أفعالنا نحن كأتباع له (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وكيفيّة تصرّفاتنا مع من حولنا من الناس، أم من خلال جهودنا في الإعلام والثقافة والنشاطات الاجتماعيّة، أم من خلال تربيتنا لأولادنا، أن نُبيّن لهم الصفات الجليلة التي كان يتحلّى بها (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ونقرّبهم أكثر فأكثر من شخصيّته المباركة .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X