سيرة المرحوم الشاعر الشيخ كاظم منظور الكربلائي
نقلا عن " قيد الأوابد " إحدى مجموعات الأستاذ حسين على محفوظ الخطيه :
هو كاظم بن حسون بن عبد عون ينتسب إلى عشيرة شمر، ولد بكربلاء في حدود سنة 1320 للهجره ومات أبوه وعمره نحو من سبع سنين.
إبتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين وفاتحة شعره هذه الأبوذيه :
إديه والمشن عالگاع ماتن .... على الناشر جعوده فوگ ماتن
لحگت ضعون ساهي العين ماتن ..... نتوادع ونتباره من الخطيه
ثم تعلم القراءه والكتابه وعمره خمس وعشرون سنه، إذ قرأء جزء (عم) على أحد المعلمين في غضون شهرواستطاع أن يكمل (( وحده )) أجزاء القرآن الكريم كافه في شهر رمضان المبارك فكان يقرأ جزءا واحدا كل يوم من أيامه المباركه، ورغب جماعة من أوليائه وخلانه في تلقيبه ويقولون إن المرحوم (( الشيخ حسين فروخي )) لقبه بـ (( المنظور )) لأنه سمع هاتفا يقول بعيد صلاته (( كاظم منظور )) وكان ذلك في سنة 1344 للهجره الموافقه لسنة 1924 للميلاد ولازمه هذا اللقب.
وهو سريع الخاطر،جيد القريحه،يحفظ كثيرا من غرر الشعر العامي وكان قوام ما يحفظ قبل أم يعاني قرض الشعر أكثر من ثلاثة آلاف بيت وقد حدثني هو نفسه أنه يحفظ ما يقرأ عليه في أسرع من اللمح.
ومن العجائب أنه لا يستطيع أن يقصد القصائد وينظم المقطعات إلا إذا كاثرته الأشغال وغالبه العمل ويملي ما يصوغه من الطوال جملة على من يدونه.
وهو شاعر بارع يقول أغلاقه عفو الساعة وقد إتفق أهل صناعة الشعر العامي على أنه أميرهم غير منازع، يولونه فائق إحترامهم ويعتمدون عليه ويستندون إليه في الحكومه والفصل بينهم، وهم يعتزون بشعره الذي سار مسير الشمس وهب هبوب الريح وهو يتيمه كربلاء – على ساكنيها رحمة الله – ومن عجائبها في فنه الذي شهر به :
تفتخر به كما افتخرت بشعرائها العاميين (( كحسين الكربلائي المتوفي في حدود سنة 1328 للهجره وعبود ابو حبال والحاج قندي والسيد عمار والسيد حسين العلوي والشيخ محمد سراج وخريجه الشيخ عبدالله المعلم وغيرهم رحمة الله عليهم.
وشعره عندهم عالي القدح، سلس عذب وهو مقتدر على المعاني لم يسبق إلى كثير في البحور
ورد عليّ – أي على الأستاذ حسين علي محفوظ – بالكاظميه ليلة الأحد لتسع وعشرون ليلة خلت من شهر رجب من سنة 1368 للهجرة وأهدى إليّ ديوان شعره وقرأ عليّ شيئا منه واطلعت على مجلدين مخطوطين من عيون شعره لم يخرج إلى الناس.
له شعر كثير وديوانه الموسوم بــ (( المنظومات الحسينيه )) أيسر من الأمثال وأخرج عنه مجلدين ضخمين، وله (( الأغاريد )) أيضا وغيرها.
أنقل لكم كلامه عن نفسه رحمة الله عليه الذي وجدته في مكتبة شقيقي بديوانه الأول :
(( سبحان الذي علم بالقلم ، وميز الإنسان عن بقية خلقه بالنطق والإدراك ، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله خير خلقه وخاتم أنبيائه الذي بعث لإنقاذ البشرية المعذبه ، وإرشادها إلى سبل الهداية والنجاة بمكارم الأخلاق ومحكم النواميس.
أما بعد :
لقد كنت منذ طفولتي ممن لهم شغف عظيم لاستماع قلائد الكلام المنظوم ، وحفظ بعض ما يروق لي منها تسلياً واستفادة ، فنمت بي تلك البذرة ، ودفعني هذا الشوق المثمر إلى مجالسة الأدباء والشعراء ولا سيما الزجليين منهم ، فانبريت لنظم بعض الأبيات كلما سنحت لي الفرص ، ثم أخذت هذه الرغبة تنمو فيّ بشدة حتى تمركزت وسيرط حبها الجم على مشاعري.
ولم تقف عند هذا الحد بل سرى تيارها إلى ملكتي الغارقة في سباتها ، فأيقظها وأذكي نبراسها الفاتر ، وتوجهت إليها ملكتي ، فطفقت أنظم القصائد الواحده تلو الأخرى بشتى نواحي الشعر وفنونه.
(( وأول الغيث قطره )) – ثم ينهمر – وكان لنتاج إحساسي وشعري وقع حسن في نفوس الجمهور من مقدري هذا الفن .
وسرعان ماذاع الشعر بين مختلف طبقات الجمهور ، وتداولوه حتى أخذت تنهال عليّ طلبات من مختلف أنحاء القطر العراقي ، ولم يكن مني إلا أن ألبيها بشوق زائد إيفاء له1ا التقدير وقياما بالواجب المطلوب رغم مايطلبه ذلك من تضحيه في الوقت الذي حدا بي إلى أن أقوم بجمع شتات ما تيسر من بعض هذه القطع وتدوينها لحفظها من التلف والضياع ، وتسهيلا للمتتبع الذي يتوق إلى مراجعتها.
بل وكان الحافز القوي الذي دفعني إلى ذلك رغبة الأصدقاء الشديدة المتكرره ، وقيام تلميذنا الشام الأديب (( جاسم محمد آل گلگاوي )) بجمع شواردها وتدوينها وبذل الجهود الموفقه في طبعها وإذاعتها.
وقد اراحني هذا التلميذ البار من العناء الذي كان لابد لي منه وحفظ لي من الوقت الشيء الكثير....
لذا وجب عليّ تبيان تلك الخدمة المثابة...
نقلا عن " قيد الأوابد " إحدى مجموعات الأستاذ حسين على محفوظ الخطيه :
هو كاظم بن حسون بن عبد عون ينتسب إلى عشيرة شمر، ولد بكربلاء في حدود سنة 1320 للهجره ومات أبوه وعمره نحو من سبع سنين.
إبتدأ يقول الشعر وهو يكاد يصافح العشرين وفاتحة شعره هذه الأبوذيه :
إديه والمشن عالگاع ماتن .... على الناشر جعوده فوگ ماتن
لحگت ضعون ساهي العين ماتن ..... نتوادع ونتباره من الخطيه
ثم تعلم القراءه والكتابه وعمره خمس وعشرون سنه، إذ قرأء جزء (عم) على أحد المعلمين في غضون شهرواستطاع أن يكمل (( وحده )) أجزاء القرآن الكريم كافه في شهر رمضان المبارك فكان يقرأ جزءا واحدا كل يوم من أيامه المباركه، ورغب جماعة من أوليائه وخلانه في تلقيبه ويقولون إن المرحوم (( الشيخ حسين فروخي )) لقبه بـ (( المنظور )) لأنه سمع هاتفا يقول بعيد صلاته (( كاظم منظور )) وكان ذلك في سنة 1344 للهجره الموافقه لسنة 1924 للميلاد ولازمه هذا اللقب.
وهو سريع الخاطر،جيد القريحه،يحفظ كثيرا من غرر الشعر العامي وكان قوام ما يحفظ قبل أم يعاني قرض الشعر أكثر من ثلاثة آلاف بيت وقد حدثني هو نفسه أنه يحفظ ما يقرأ عليه في أسرع من اللمح.
ومن العجائب أنه لا يستطيع أن يقصد القصائد وينظم المقطعات إلا إذا كاثرته الأشغال وغالبه العمل ويملي ما يصوغه من الطوال جملة على من يدونه.
وهو شاعر بارع يقول أغلاقه عفو الساعة وقد إتفق أهل صناعة الشعر العامي على أنه أميرهم غير منازع، يولونه فائق إحترامهم ويعتمدون عليه ويستندون إليه في الحكومه والفصل بينهم، وهم يعتزون بشعره الذي سار مسير الشمس وهب هبوب الريح وهو يتيمه كربلاء – على ساكنيها رحمة الله – ومن عجائبها في فنه الذي شهر به :
تفتخر به كما افتخرت بشعرائها العاميين (( كحسين الكربلائي المتوفي في حدود سنة 1328 للهجره وعبود ابو حبال والحاج قندي والسيد عمار والسيد حسين العلوي والشيخ محمد سراج وخريجه الشيخ عبدالله المعلم وغيرهم رحمة الله عليهم.
وشعره عندهم عالي القدح، سلس عذب وهو مقتدر على المعاني لم يسبق إلى كثير في البحور
ورد عليّ – أي على الأستاذ حسين علي محفوظ – بالكاظميه ليلة الأحد لتسع وعشرون ليلة خلت من شهر رجب من سنة 1368 للهجرة وأهدى إليّ ديوان شعره وقرأ عليّ شيئا منه واطلعت على مجلدين مخطوطين من عيون شعره لم يخرج إلى الناس.
له شعر كثير وديوانه الموسوم بــ (( المنظومات الحسينيه )) أيسر من الأمثال وأخرج عنه مجلدين ضخمين، وله (( الأغاريد )) أيضا وغيرها.
أنقل لكم كلامه عن نفسه رحمة الله عليه الذي وجدته في مكتبة شقيقي بديوانه الأول :
(( سبحان الذي علم بالقلم ، وميز الإنسان عن بقية خلقه بالنطق والإدراك ، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وآله خير خلقه وخاتم أنبيائه الذي بعث لإنقاذ البشرية المعذبه ، وإرشادها إلى سبل الهداية والنجاة بمكارم الأخلاق ومحكم النواميس.
أما بعد :
لقد كنت منذ طفولتي ممن لهم شغف عظيم لاستماع قلائد الكلام المنظوم ، وحفظ بعض ما يروق لي منها تسلياً واستفادة ، فنمت بي تلك البذرة ، ودفعني هذا الشوق المثمر إلى مجالسة الأدباء والشعراء ولا سيما الزجليين منهم ، فانبريت لنظم بعض الأبيات كلما سنحت لي الفرص ، ثم أخذت هذه الرغبة تنمو فيّ بشدة حتى تمركزت وسيرط حبها الجم على مشاعري.
ولم تقف عند هذا الحد بل سرى تيارها إلى ملكتي الغارقة في سباتها ، فأيقظها وأذكي نبراسها الفاتر ، وتوجهت إليها ملكتي ، فطفقت أنظم القصائد الواحده تلو الأخرى بشتى نواحي الشعر وفنونه.
(( وأول الغيث قطره )) – ثم ينهمر – وكان لنتاج إحساسي وشعري وقع حسن في نفوس الجمهور من مقدري هذا الفن .
وسرعان ماذاع الشعر بين مختلف طبقات الجمهور ، وتداولوه حتى أخذت تنهال عليّ طلبات من مختلف أنحاء القطر العراقي ، ولم يكن مني إلا أن ألبيها بشوق زائد إيفاء له1ا التقدير وقياما بالواجب المطلوب رغم مايطلبه ذلك من تضحيه في الوقت الذي حدا بي إلى أن أقوم بجمع شتات ما تيسر من بعض هذه القطع وتدوينها لحفظها من التلف والضياع ، وتسهيلا للمتتبع الذي يتوق إلى مراجعتها.
بل وكان الحافز القوي الذي دفعني إلى ذلك رغبة الأصدقاء الشديدة المتكرره ، وقيام تلميذنا الشام الأديب (( جاسم محمد آل گلگاوي )) بجمع شواردها وتدوينها وبذل الجهود الموفقه في طبعها وإذاعتها.
وقد اراحني هذا التلميذ البار من العناء الذي كان لابد لي منه وحفظ لي من الوقت الشيء الكثير....
لذا وجب عليّ تبيان تلك الخدمة المثابة...
تعليق