سؤال أدهشني يا سيدي اليعقوبي، وليس بوسع عقلي احتماله بعض الحصون الخيبرية مثل (سلالم – الوطيح)، استعصت على المسلمين فعادوا من حملوا راية رسول الله (ص) دون فتح، ويروي التاريخ أن النبي(ص) غضب كثيراً، فجمع الناس وقال لهم: «لأعطين الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه كرار غير فرار».
سؤالي ودهشتي: كيف لمن لم يوفق في اقتحام خيبر أن يحلم بأن يكون صاحب هذا الوسام؛ لأن علي بن أبي طالب امير المؤمنين يشكو الرمد؟ قال لي اليعقوبي: هي أمان وأمنيات، والمعروف أولاً سيستلم الراية، والوسام الثاني شهادة رسول الله انه يحب الله ورسوله، والثالث محبة الله ورسوله، والوسام الرابع يفتح الله على يديه، والوسام الخامس كرار غير فرار، الإقرار بشجاعته، ربما تأمل القوم أن حامل الراية هذه المرة مبارك بدعاء النبي، وببركته أو معجزة من معجزات النبي، سيفوز.
قلت: سيدي اليعقوبي، هذه الجملة زادت من دهشتي واستغرابي، فاذا كان المتمني يؤمن بأن معجزات النبي ممكن أن تجعله ينتصر، ولم يستطع عقل المتمني أن يتوقع أن المعجزة ممكن أن ترفع الرمد من عين امير المؤمنين.
قال الشيخ اليعقوبي: دعني أولاً أشرح لك أسباب الحرب, يهود خيبر حرضت القبائل لتكوين جيش الأحزاب لاجتياح المدينة، أكبر تحالف عسكري واتحاد منظم لنتأمل القضية من جوانبها، أولاً- أن هذا التحريض لم يكن الأول من نوعه، ولا هو الأخير. وثانياً- خطر أن تفكر القبائل بهذا الجيش الموحد الذي سيشكل خطراً مستمراً على الإسلام.
ثالثاً- لا بد من معاقبة خيانة العهد، وانهاء جيش الأحزاب.
رابعاً- إن لم يذهب لهم النبي فمن الحكمة بل من الضرورة أن يطفئ شرارة الخطر. خامساً- لو نتأمل في قول النبي (ص): «لا تخرجوا معي إلا الراغبين في الجهاد، أما الغنيمة فلا»، فكان النبي يبحث عن المقاتل المؤمن ويرفض المنطق القبلي الذي كان يستقتل من اجل الفوز بالغنائم، وليعرفنا التفكير الرسالي ان النصر لا يعني السلب والنهب، بل يعني خلق التأثير الإنساني الفاعل بين الأعداء، وبث روح السلم والخير. والنقطة السادسة التي فيها الابداع القيادي هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الحكومة الإسلامية، فليس من المستبعد أن يستغل كسرى وقيصر يهود خيبر أو بالعكس، يستعين اليهود بإحدى تلك القوتين.
قلت له: حدثني عن تفاصيل هذه الواقعة؟ اجابني مبتسماً: انت تعرفها وتعرف تفاصيلها، لكن الذي أريد أن احدثك به لأروي دهشتك أن الباب الذي قلعه علي (عليه السلام) كان من الصخر، وكان طوله أربعة اذرع، وعرضه ذراعين، وكان هذا الباب يفتحه 22 رجلاً، ويغلقه 22 رجلاً، صحت: اللهم صلّ على محمد وال محمد.
٢٢