إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي/مساعي امرأة إعلامية.. سوسن عبد الله​

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي/مساعي امرأة إعلامية.. سوسن عبد الله​




    تخطت سيدة إعلامية من اعلاميات الولاء الزينبي المبارك حاجز الزمن لتلتقي بالسيدة زينب بنت عقيل، تقول الأخت الزينبية: لقد استقبلتني استقبالا رائعا وخاصة حين عرفت اني من كربلاء وانتمي لزينبيات ابي الفضل العباس (عليه السلام).
    سألتها: سيدتي جئتك اليوم بمناسبة احتفاء اهل الولاء الحسيني بذكرى استشهاد مولاتي السيدة زينب (عليها السلام)؟ نظرت الي وهي تمسح دمعتها: ما ان وصلت السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) الى وطنها الحبيب ومسقط رأسها، مهاجر جدها الرسول الأعظم (ص) حيث رجعت إلى المدينة وليس معها سوى ابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) توجّهت نحو مسجد جدّها رسول الله (ص) ومعها جماعة من نساء بني هاشم، وأخذت بعُضادَتي باب المسجد ونادت: «يا جدّاه..! إنّي ناعية إليك أخي الحسين»..!!، وهي مع ذلك لا تجفّ لها عبرة، ولا تفتُـرُ عن البكـاء والنحيـب.
    إنّ الأعداء كانوا قد منعوا العائلة عن البكاء طيلة مسيرتهنّ من كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى الشام، وهنّ في قيد الأسر والسَبي، حتى قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): "إن دمعت من أحدنا عينٌ قُرع رأسه بالرمح".
    والآن.. قد وصلت السيدة إلى بيتها، وقد ارتفعت الموانع عن البكاء، فلا مانع أن تُطلق السيدة سراح آلامها لتنفجر بالبكاء والعويل، على أشرف قتيل وأعزّ فقيد، وأكرم أسرة فقدتهم السيدة زينب في معركة كربلاء
    وخاصةً إذا اجتمعت عندها نساء بني هاشم لمواساتها على البكاء والنياحة على قتلاها، وحضرت عندها نساء أهل المدينة ليُشاركنها في ذرف الدموع، ورفع الأصوات بالصراخ والعويل
    والبلاغة والحكمة تتطلّب من السيدة زينب أن تتحدّث عمّا جرى عليها وعلى أسرتها طيلة هذه الرحلة، من ظلم يزيد وآل أبي سفيان وعملائهم الأرجاس الأنذال .
    وتتناوب عنها السيدات الهاشميات اللاتي حضرن في كربلاء ونظرن إلى تلك المآسي والفجائع ، وشاهدن المجازر التي قام بها أتباع الشياطين من بني أميّة .
    كانت النسوة يخرُجن من مجلس العزاء وقد احمرّت عيونهنّ من كثرة البكاء، وكلّ امرأة مرتبطة برجل أو أكثر، من زوج أو أبٍ أو أخ أو ابن، وتقصّ عليهم ما سمعته من السيدة زينب (عليها السلام) من الفجائع التي وقعت في كربلاء وفي الكوفة، وفي طريق الشام، وفي مجلس يزيد، وفي مدينة دمشق بصورة خاصّة .
    كان التحدّث عن أيّ مشهد من تلك المشاهد المؤلمة يكفي لأن تمتلئ القلوب حقداً وغيظاً على يزيد وعلى من يدور في فَلكه، وحتى الذين كانوا يحملون الحبّ والوداد لبني أميّة، انقلبت المحبّة عندهم إلى الكراهية والبغض.
    كما وأنّ الذين كانوا يُكنّون الطاعة والانقياد للسلطة الحاكمـة صـاروا على أعتاب التمـرّد والثورة ضـدّ السلطة، ومن الطبيعي أنّ الأخبار كانت تصل إلى حاكم المدينة، وهو من نفس الشجرة التي أثمرت يزيد وأباه وجدّه، فكان يرفع التقارير إلى يزيد ويُخبره عن نشاطات السيدة زينب، ويُنذره بالانفجار، وانفلات الأمر من يده، قائلاً: «إن كان لك في المدينة حاجة فأخرج منها زينب، فامر يزيد حكومته بأن يفرقوا بين زينب (عليها السلام) والمدينة، فأمر الوالي أن يُنادى عليها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء.
    فقالت: قد علم الله ما صار إلينا، قُتِل خَيرُنا، وحُمِلنا على الأقتاب، لا نخرج وإن أُهريقَت دماؤنا». قلت لها: «يا ابنة عمّ..! قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوّأُ منها حيث نشاء. فطيبي نفساً وقَرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين..؟! أرحلي إلى بلد آمِن».
    ثمّ اجتمع عليها نساء بني هاشم، وتَلَطّفنَ معها في الكلام، وواسَينَها واختارت سيدتي زينب (عليها السلام) الشام، فجهّزها: هيَ ومَن أراد السفر معها من نساء بني هاشم وعبد الله بن جعفر رحل من المدينة.
    توفّيت سيدتي زينب (عليها السلام) مساء يوم الرابع عشر من رجب، وينظر البعض منا على انها شهيدة قد دس لها السم وهذا الامر غير مبعد عند سلطة يزيد، فقد لَحِقَت هذه السيدة العظيمة بالرفيق الأعلى، فسلام الله عليها ورحمة الله وبركاته .​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X