بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
🔹تؤثر نفسية الإنسان وصفاته الروحية على نمط رؤيته للحياة فالمبتلى بالحسد يرى المشهد بشكل ومن ليس عنده حسد يراه بشكل آخر. وكذا الحال بالنسبة للمبتلى بالبخل. فعند ضبط رؤيتنا لنفسيتنا ستظهر لنا صفاتنا الأخلاقية وبالتالي نسعى إلى علاجها وتصحيحها وفقاً لما يرضي الله وما يتخلق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
لماذا يُعدّ نمط رؤية الإنسان مهماً؟
لأن الرؤية هي حصيلة معرفة الإنسان وميوله، تلك الميول التي لا يكتشفها الناس ببساطة في وجودهم ولا يدركونها بوعيهم. فإن ذرة من الغرور، أو من الحسد أو من حب الجاه أو حب المال السلبي ، وأي صفة أخرى من هذه الصفات السلبية من شأنها أن تؤثر على رؤية الإنسان.
🔹الرؤية تعني المعرفة بالإضافة إلى ميول الإنسان ورغباته. النظرة والرؤية تعني العلم ممزوجاً بالرغبات الموجودة في كيان الإنسان.
🔹فعندما يمتلك الأنسان إلى رؤية صائبة جيدة واضحة لحقائق الأمور ويغور في باطنها لن يستطيع ابليس إن يلبسه نظارات تشوه عليه الحق ولن تستطيع نفسه الأمارة بالسوء أن تلون له الباطل بألوان مغرية جذابة .
الرؤية الجيدة تهب المرء قدرة تقييم أدق للأمور والحقائق أحيانا المخرج السينمائي له رؤية لحقيقة ما فيصورها بفلم ويضع لها مؤثرات تجعل المشاهد ينظر إلى هذه الحقيقة بنفس نظرته سواء كانت صائبة أم خاطئة وتؤثر هذه الحقيقة على المشاهد أعوام أو ربما طيلة حياته كذالك الشيطان يلبس الأنسان نظارات سوداء يجعله يرى الحياة مظلمة قاتمة ويصيبه باليأس إذا أمتلكت القدرة على الرؤية أستطعت نزع هذه النظارات وقطعت عليه الطريق وكذالك النفس الأمارة بالسوء أو النفس السلبية أو المحبطة فلا تسمح لها بذالك حاول أن تمتلك نظرة صائبة إيجابية .. رؤية حقيقية لحقائق الأمور لتنال السعادة في الدنيا والآخرة.
🔹رؤية المرء تُعدّ من العوامل المهمة لتقييمه. لماذا تتميز رؤية الإنسان بهذا القدر من الأهمية والتأثير؟ لأن الرؤية هي حصيلة كيان الإنسان بأكمله.
🔹الزاوية التي ينظر منها الإنسان إلى الواقع تقوده إلى أفضل قراءة أو أسوئها. فالإنسان السلبي السوداويّ النظرة يرى معظم الحقائق مُرّة حالكة، فعلى الإنسان أن يسعى ليمتلك رؤية ايجابية ونظرة باعثة على الأمل والنجاة والثقة بالله تعالى . فقبل التصديق بأي حقيقة عليه ملاحظة الزاوية التي ينظر منها.
🔹الكثير من الامتحانات الإلهية ليست إلا امتحان "رؤية"، إذ قد يبتليك الله بمشكلة ما، ثم لا يحلّها لك، لا بل يزيدها تعقيداً!
فهو يريد أن يرى كيف تكون رؤيتك تجاه الله؟ هل تبقى تقول "يا إلهي، أنت في منتهى الرحمة والإحسان!" هل تبقى تتودّد وتتحبّب إلى الله كما كنت سابقاً أم ينتهي أوان هذا الكلام وتصبح رؤيتك سلبية!
تعليق