السعادة:
كل واحد منا يفسر السعادة بمفهوم خاص، قد يرى البعض أن السعادة تعني عندهم المال الوفير، والبعض الاخر يراها تعني الإنجاز الطيب والنجاح، وهي ترتبط بالرضا والراحة، حيث يجد الانسان الهدوء وراحة البال والسعادة مرتبة من أهل الايمان، هي الهداية والرشاد واليقين.
ويرى بعض علماء الشيعة (رضوان الله عليهم) ان بعض الناس يحرمون انفسهم من سعادة الله حين يخادعون انفسهم، وهذا يعني ان السعادة هي زرع الانسان في الأرض، والسعادة لا تأتي مع الانانية وحب الذات، وافضل السعادات هي القناعة والرضا الروحي المتمثل في أعماق النفس، وهذا يأتي الانسان عندما يصنع المعروف للآخرين، وعندما يبتسم الانسان في وجوه الناس، ويتجنب الغضب، وتوطين النفس على المعروف، وتجنب الحسد.
ولابد من استثمار التفكير لبلوغ السعادة، واستدل الأنبياء (عليهم السلام) أن التوكل على الله هي افضل المواهب، والهداية هي إحدى طرق السعادة، وهو الذي يحصن حياتنا من العبث.
ويقول احد العلماء: من المؤلم ان تكون وسيلة السعادة في دارنا ونحن نبحث عنها في دور الناس، ومن اعظم ما نمر به من محن هي ان نكون جانب نبع ماء الحياة أئمة الخير ونحن عطاشى، نهرول في الصحارى حفاة وراء السراب..!
العقل والهداية والايمان، وسائل السعادة الحسينية، والتي هي ثمار دماء الشهداء، ويقول الامام الباقر (عليه السلام): إن للجنة ثمانية أبواب، ويعني انها اكثر من أبواب النار التي هي سبعة، ويعطينا امامنا ان باب الوصول الى الله اكبر.
ان تصور الشعوب غير المؤمنة بانها تعيش النعمة والرخاء تصور خاطئ، وهذا معناه اعتبار الثروة دليلا على السعادة، تقول الاخبار في نيويورك انقطع تيار الكهرباء، فحدثت سرقات جماعية على المحلات والمتاجر والمخازن، وسرقوا ما فيها، وعدد السراق الذين القوا القبض عليهم هم ثلاثة آلاف لص، فأين هي السعادة؟ وهذه دلالة من دلائل الانحطاط الخلقي عند شعب، ويدل على فقدان الامن الاجتماعي، يقول الامام علي (عليه السلام): السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من انخدع لهواه وغروره، ولا يمكن ادراك السعادة إلا عن طريق قادة الحق وهم الائمة (عليهم السلام).
الثقة بالنفس:
سأل الطالب:ـ أريدك أن تعلمني كيف أثق بنفسي يا أستاذ؟
فأجابه المدرس:ـ عليك أن تعرف أولاً معنى الثقة بالنفس، فهي أهم سمة من سمات الشخصية القادرة على صناعة النجاح، والثقة تعلم الانسان كيف يحب الآخرين، وتعزز القدرة على التخلص من الأفكار السلبية، وهي مبنية على الاطمئنان المتوازن والمدروس بمستوى القدرات الذاتية عندما تنظر لإنجازات الآخرين ماذا ترى في نفسك: هل يدفعك ذلك للثقة بنفسك، وكونك تمتلك مثلهم طاقات وقدرات عقلية وإرادة، ممكن ان تبدع اذا حاولت ان تحث خطواتك، وإلا ستبقى تنبهر بما يفعل الآخرون، وهذه هي المحنة التي تفقدنا الثقة بأنفسنا..؟
ويرى امامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): إن الصدق دليل الثقة بالنفس، وهناك من يستطيع ان يحول الثقة بالنفس الى حالة عامة، علي (عليه السلام) في غزوة الأحزاب، استثمر ثقته العالية بالنفس، وواجه وانتصر وفعل ثقة المسلمين بأنفسهم، الفعل المؤثر في زرع القناعة بأن الايمان ثقة، والثقة بالنفس دون الاتكال على الله لا يمكن ان تنقذ روح الانسان.
وجميع أئمة اهل البيت (عليهم السلام) امتلكوا الثقة العالية بالنفس، وواجهوا خلفاء الجور، فكان الامام الصادق (عليه السلام) يمسك بزمام الامر، ويرد الخليفة الدوانيقي عن كثير من الأمور ويجبره على تقبل الموعظة، علينا أن ندرك معنى ثقافة الثقة، قال النبي (ص) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام):ـ احذر انه عمرو، فأجابه (عليه السلام) وأنا علي..!