تويت
(نَقِيرا):
قال تعالى: ((أَم لَهُم نَصِيبٌ مِّنَ المُلكِ فَإِذًا لاَّ يُؤتُونَ الناسَ نَقِيرًا)) {النساء/53} ورد في كتاب تبيين القرآن هي النقرة في ظهر النواة، أي انهم لبخلهم لا يعطون الناس بمقدار النقير.
ويرى السيد مكارم الشيرازي أن النقير مشتقة من مادة النقر: الدق في شيء بحيث يُوجد فيه ثقباً واشتق منه المنقار، وقال البعض هي النقرة التي في ظهر النواة، ويضرب به المثل في الشيء الطفيف، يقول الامام الباقر (عليه السلام): (لا يُؤتُونَ الناسَ نَقِيرًا) لنقير النقطة التي رأيت في وسط النواة، أم يحسدون على ما آتهم الله من فضله، فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة، دون خلق الله جميعاً.
(نطْمِس):
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً)) {النساء/47} معناه نمحو آثارها حتى نردها على قفاها، ونجعل عيونها في قفاها فتمشي القهقري.
وقال مولاي الباقر (عليه السلام): إن معناه أن نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها ذمّاً لها بأنها لا تصلح أبداً، وهم إن كانوا في الضلالة في الحال فتوعدهم الله بأنهم لم يؤمنوا بالنبي (ص) ازدادوا بذلك ضلالاً الى ضلالتهم.
ويرى الفيض الكاشاني أن الطمس ازالة الصورة ومحو التخطيط، ويرى السيد مكارم الشيرازي انها كناية على ما فقد اثره وخاصيته والمراد تعطيل عقولهم وحواسهم من حيث عدم رؤية حقائق الحياة وادراكها والانحراف عن الصراط المستقيم، ويقول الامام الباقر (عليه السلام): والمراد نطمسها عن الهدى، فنردها على أدبارها في ضلالتها، وما لها بانها لا تصلح أبداً.
(الجبت):
قال تعالى: ((أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الكِتَابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَالطاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاء أَهدَى مِنَ الذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)) {النساء/51} في كتاب التبيان في تفسير القرآن قيل في معنى الجبت والطاغوت خمسة أقوال، قال عكرمة: انهما صنمان، ويرى ابن عباس الجبت الأصنام والطاغوت، تراجمة الاصنام الذين يتكلمون بالتكذيب عنها.
وقيل: إن الجبت تعني الساحر والطاغوت الشيطان، وقيل أيضاً: ان الجبت هو السحر والطاغوت الكاهن، ويرى العلامة الفيض الكاشاني: إن الجبت في الأصل اسم صنم، فاستعمل في كل ما عُبد دون الله، والطاغوت يطلق على الشيطان وعلى كل باطل من معبود او غيره.
(مُقِيتًا):
قال تعالى: ((مَّن يَشفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لهُ نَصِيبٌ منهَا وَمَن يَشفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفلٌ مِّنهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُّقِيتًا)) {النساء/85} جاء في كتاب التفسير الأصفى للعلامة الشيخ الفيض الكاشاني، (وكان الله على كل شيء مقيتا)، اي مقتدرا وحفيظا يعطي على قدر الحاجة.
ويرى السيد مكارم الشيرازي ان عبارة مقيت مشتقة من القوت، وهو الغذاء الذي يساعد جسم الانسان على البقاء، وعلى هذا يكون مقيتاً اسم فاعل من باب افعال، وتعني الشخص الذي يعطي الآخرين قوتهم وغذاءهم، وهو بهذه الوسيلة حافظاً لحياتهم، ولهذا تأتي كلمة مقيت بمعنى حافظ، والحافظ يمتلك القدرة على الحفظ، ومن هنا تكون كلمة مقيت بمعنى المقتدر، كما ان المقتدر يمتلك حساب من يعملون ضمن قدرته، فتكون عندئذ كلمة المقيت بمعنى الحسيب.