تحرير المرأة:
يرى الاعلام العلماني أن تحرير المرأة مرهون بالعلمانية على أساس انها مشروع انساني منقذ لها، قادر على تحريرها، يصور حياتهن الاسرية على انها عبودية وهتك حقوق، ولابد من تحريرها من هذا الجو العائلي المخنوق الى أجواء لا تقيدها الضوابط، والنتيجة انتقال المرأة المسلمة من الالتزام الى الحالة الانفلاتية بحجة التحرر، ومن ثم العمل على فرض الأجواء العلمانية على المرأة العراقية، على أساس تخليصها من الكثير من المشاكل، وإثارة قضية مساواة الرجل بالمرأة كإشكالية تضعها في قائمة إشكاليات الواقع التي تقوم عليها مهام اقتصاد المرأة المستقل ووجود صراع انساني، فهل توصل المجتمع العلماني الى المبادئ والقيم التي حررت المرأة جوهريا في أي تجربة علمانية عالمية؟ وما علاقة قضية المرأة بفصل الدين عن الدولة أو فصل الدين عن السياسة؟
يعملون على خلق وهم في ذهنية المرأة بأن الفكر السياسي هو الأنسب، وكأن السياسة ما اضطهدتها، بمعنى اقرب: سعيهم لتشوية المعلومات من أجل إيجاد منطقة تشكيك بقدسية الالتزام الديني، فلو فصلوا الدين عن الدولة وعن السياسة وعن التعليم وعن التربية وعن الاقتصاد وعن الوجدان الإنساني المعمر، ماذا سيبقى لديهم؟
السعي الإعلامي العلماني يريد ان ينهي المعتقد، ويبني بديله ما يسمى بالقناعات الشخصية، يلغي الموروث الديني والاجتماعي الإنساني بحجة حرية التملك العقلي، يريدون انهاء رقابة البيت ورقابة الدين ووأد احترام المقدس داخل المشاعر الإنسانية.
يريدون امرأة متورطة باشكاليات الصراع الفلسفي الموضوع، وتحييدها عن قيم العقل والعلم والجمال، والسعي لعسكرتها حيث كانت تلك الأنظمة التي عسكرت المرأة علمانية والتشويش على الفكر النسوي هو غاية المد العلماني، واقصاؤها عن الاستقرار الروحي.
احترام الذات:
يأتي احترام الذات من خلال تقييم الانسان لنفسه أولاً، واحترام الانسان لذاته حالة إيجابية، ومن الضروري أن يكون هذا الاحترام مكللاً بالصدق، ليزيد فاعلية التقبل والتعاطف ومحبة الناس.
اما مصدر هذه المشاعر الواثقة وارد من خلال انعكاسات معاملة الناس، وهذه بالتالي تكوّن مجموعة من المعتقدات التي يعبر بها الانسان عن نفسه، فالناجح مهنيا ربما ناجح في اختصاص واحد، وقد لا يكون ناجحاً في اختصاصات أخرى، نعم يكون طبيبا ماهرا، لكنه من حيث الإنسانية قد لا يرتقي الى ابسط مكونات الوجدان، تتبع الأمور التربوية والنفسية، ومن ثم تجارب الحياة لها اثرها على صقل موهبة الانسان وثقافته ومكونه الوجداني، الاغلب منا يعيش طريقة رد الفعل الإنساني للمجتمع، واحترام الذات تعني القدرة على الالتزام في العمل، والثقة العالية بإمكانية الأداء الشعوري، والوصول الى مرحلة النجاح، والهروب من المشاكل يؤدي الى تقليل شأن احترام الذات لابد للمواجهة من شجاعة والاعتراف بالأخطاء قوة، أي نحن بحاجة الى الشجاعة التي لا تأتي إلا بقوة احترام الذات، وحب الخير يدفع الانسان الى المواجهة، الى تحدي مخاطر الفشل، الى زج الروح بالعمل، وهذا يسمى تعزيز الثقة بالنفس.
المهم ان يرضى الانسان عن عمله داخل نفسه، وتلك نهضة ضمير ترسخ عملية التفاعل الانساني مع الناس، مع مشاعرهم، والبحث في جوانبهم الخيرة الانسان مثلما هو يحتاج ان يمنح الآخرين احترامهم، يحتاج هو أيضا ان يمنحوه التقدير والشعور بالاعتزاز يفعّل الجانب الايماني، ويحث على استقامة العمل الصالح: كالعبادات والالتزام الديني يمنحنا الاستقرار النفسي الأمثل.