تويت
يطلق هذا المثل الشعبي على الانسان الذي يمارس قوته وعنفوانه على الأضعف منه او الذي يقع في دائرة رعايته، اما في غير ذلك فانه يجبن وينسحب كالفئران، والامثلة زاخرة منها : - رجل شرقي تربى على قاعدة ان المرأة رأس المعصية والفساد والمطلوب قمعها بكل حال من الأحوال، وهي ليست الا تابع الى الرجل انجبتها الدنيا كي تخدمه على طبق من التبجيل والاحترام ، وليس لها إدارة شؤونها لانها عنصر ضعيف غير فعال، والرجل الهمام ذاك الذي يتحلى بالصلابة وعدم الاهتمام بانوثتها وفرط الدلال، من خلال التذمر والانتقاد وعدم إشعارها بالرضا عن كافة ما وكل لها من أعمال . هذا الرجل يعيش مفارقة مخجلة في حقيقية الأمر، لأنه في بيته سيد يأمر وينهي دون رأفة او حرام، بينما هو خارج حدود بيته كالإمعة يتبع أسياده بكل خذلان . واذا عاد الى بيته نفش ريشه واستبد وصال وجال على أهله كالليث الغضبان، وعندما تتفاقم لديه الحالة يعبر بهذا الكلام: ( هي المرة شنو مخلوقة غير تخدم الرجال، ابيت اهلها تخدم ابوها واخوانها ، وبيت الرجال تخدم زوجها، هي هاي شغلتها الِخْدامة وبس ، ماكو تفلسف حقي وما ادري شنو، الرجال الحوكَ يضبطها هيجي ويخليها تمشي مثل الساعة عدل، المرة ياجماعة الخير اذا تنطي عين تاكل بشر ترى، من الاول ذلها واكسر خشمها، وهيجي راح ترتاح وتتهنا، وتعيش براحة بال طول الزمان ههههههه) وهكذا يربض في البيوتات على هذه الشاكلة الكثير من النماذج ، ويعتاش على ضعف الضعيف، ويتغذى على انكساراته ودموعه البائسة ، وهو لايسوى قشة في خارج اسوار بيته المنهار البنيان. مصداق اخر : - مدير قسم في احدى دوائر الدولة، صنعته الحاجة العرجاء وقدمته المحسوبيات والعلاقات على الكثير من اهل الكفاءة والاخلاق ، لايهتم بتحقيق فارق او نماء وانما كل حرصه ينحصر ببقاءه في كرسي الامارة لاطول مدة من الاعوام . اسلوبه فظ ويعاني من ازمة اخلاق، لايهزه شيء الا اذا وجد من هو اعلى منه جاها او سلطان حينها يصبح كالخنفساء وتتلاشى قوته مقبلا الايادي والاعناق . ويزداد غلظة وفضاضة مع الناس البسطاء فتراه يعربد بلا داع، ويزمجر دونما حياء، والاكثر فداحة عندما يلمس عند احد موظفيه عسر الحال، هنا يزيد الانتفاخ فيبالغ التقريع والامتهان ويكثر من الانتقاص حد الاذلال، ويظل يستعرض قوته ويمارس عنجهيته على موظفيه دونما اسباب الا استعراض العضلات واستغلال موقعه بكل خيلاء : ( انت منقول من شعبة الادارة لشعبة الحسابات اكو شغل مكدس من سنين واني اختاريتك لهذا العمل وانت ماشاء الله كاعد لاشغله ولاعمله تنتظر الراتب باحر من الجمر، لاتحجي ولا تضجور روح للحسابات قبل ما انقلك لغير دائرة وابهذل احوالك ، لان انت هنا ممدبر عيشتك ، وجهك يلطم وكل ساع تقرينا اليتيمة، لو انقلك بتلفات الدنيا شيصير بيك، تفضل حول ميزك واستلم السجلات والبايندرات بلا وجع راس ..هي هه موظفين اخر زمان !!) مصداق اخير : - عمة متسلطة ولديها بنت غير متزوجة وكنات ثلاث، تعلمت هذه العمة ان تفرغ سمومها على كناتها لانهن سرقن فلذات الاكباد !! وصارت تتربص بهم المنون وتعلق على اعمالهن وتصفهن بالبلادة ولا المام ، وانهن يتلفن اوقاتهن بما ليس ذا اهتمام ، وتقابل صنيعهن بالانتقاص مهما حاولن او جاهدن لاستحصال الرضا والامتنان . حتى احفادهن الذين يملؤن البيت بهجة ونشاط تدعو عليهم بالسوء صباح مساء، لانهم يثيرون الصخب والصياح. مشت السنين وتزوجت ابنتها وصارت تاتي اليها كل اسبوع مصطحبة اطفالها الصغار، وانقلب الحال بقدرة قادر الى غير حال ، فاذا هي تستمتع باحفادها من بنتها وتخصص لهم الهدايا والالعاب ، وصار زعيقهم او عراكهم لذة لها وحسن مآب !! وتستمع بشغف لكلام ابنتها التي ترمي عمتها باشنع الاقوال فظاعة واشمئزاز، وعى اثر ذلك تصب جام غضبها على كناتها وترميهم شررا بالقول والافعال !! واذا زعلت ابنتها مع زوجها الفظ الاخلاق فانها تتودد له وتتملق خوف ان يشتد الخصام ويطلقها ويشمت بها الحساد، وتدعوه للعشاء وتكثر من الاكلات بغية ارضاءه وكسب وداده ولن تحصد منه الا الكلام الغليظ ولن تنال سوى التهجم والازدراء .
هكذا تتقوى هذه العمة المتسلطة على كناتها ولا تعدل ولا تنصف بل تزداد شراسة كلما لمست صفاء العلاقة بين ابناءها والكنات، ويحل الغضب الاسود اذا تعالت في الغرف الضحكات، حينها سيصدح صوتها بالوعد والثبور ما زال لها انفاس في الحياة، ولسان حالها يقول : ( الله يرضى بهذا الحال وين ماكو وحده مهتلفة تصير جنتي ، وهذوله ولدي الخرك محابس باصبعهن شوف حال المظلومة بنتي سابيها اسبايه بيت عيالها، وثارمين على راسها بصل سودة عليه يوم، عمت عيني عليج حبيبه، شوف المسعدات ينامن للظهاري ولاصداد ولا رداد، والبيت هوسه كلشي ميعملن ، بس نادرات يزوكن ويلطخن عبالك عرايس، اويلي عليج بنيتي ، اويلي عليج طلعتي مثل حظ امج اغبر !!) هكذا تظهر خيوط الحكاية بهذا التناقض الكبير، فالعمة تضطهد كناتها وتتسلط على حياتهن في حين تدلل ابنتها وتنتصر لابنتها وتقاسمها الاحزان والاهات، وتتودد لنسيبها بضعة وذل وتنسلخ امامه عن جبروتها المعتاد، في سبيل بعض الغايات ؟! انتهت مصاديقنا لم يبقى لنا الا فيض الدعوات ان يصلح الله شان العباد، وان لايمارسوا قدرتهم وسلطتهم على الضعفاء من العباد.