كان الصباح رائقاً، والحياة تفتحت في القرية، الأشجار تضحك وأغصانها تهتز دلالاً، والطيور والعصافير الملونة، ونحن الأصدقاء نسير الى المدرسة، يستغرب أهل الحقول:ـ الى اين؟ نجيبهم: الى المدرسة، ويعود السؤال: أليست عطلة؟ نعم، ولكن المديرة أرسلت الى أبناء القرية لوجود احتفال كبير ستقيمه المدرسة.
المنظر غريب عند الناس أطفال المدرسة يذهبون الى مدارسهم بدشداشاتهم الملونة، ولا يحملون حقائب وبدون دراجاتهم الهوائية، فلهذا تسألنا الناس عن سبب هذا الاحتفال، الناس تريد أن تعرف المناسبة؟ يقول احد الفلاحين: ربما هو تكريم الناجحين، أو ربما تكريم أبناء الشهداء..؟ نجيبهم: المدرسة احتفت بالناجحين وكذلك احتفت بأبناء الشهداء، لكن هذا احتفال خاص ربما هي تهنئة للقرية وأبنائها بمناسبة دحر الدواعش، وعودة الأهالي لبيوتهم تنوعت التوقعات الى أن وصلنا المدرسة، ووجدنا المعلمات بانتظارنا، واصطف الطلاب جميعهم دون امتيازات الصفوف.
قالت المديرة: ما أجمل أن ينعم الانسان بالحرية، ينام متى يشاء، ويستيقظ متى يشاء، يأكل ما يشتهي، ويلعب متى يريد مع أصدقائه، لا حرب لا رصاص ولا خطر يهدد البيوت، هذا هو الشعور بالأمان، والحمد لله والدعاء للحشد الشعبي الذي حرر لنا القرى والمدن والأقضية الأخرى، وطرد الدواعش عن بيوتنا، دعوناكم الى المدرسة اليوم لنقرأ الفاتحة على روح شهداء الحشد، ونأخذكم الى مراكز الحشد القريبة من قرانا، نقدم لهم الهدايا بمناسبة ذكرى الفتوى المباركة، وقررنا جميعاً أن نحمل اليهم الزهور فهي التعبير الأجمل عن المعروف، وكتبنا كل وردة هي قلب يبتسم للشكر لكم يا حشدنا الشعبي المقدس.
أعجبني
تعليق
مشاركة