إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبادة الله هي في ذاتها "استقلاليّة للإنسان"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبادة الله هي في ذاتها "استقلاليّة للإنسان"

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    🔻 استقلاليّة الإنسان متحقِّقة أيضًا في صُلب العبوديّة لله وطاعته والتبعيّة له


    🔹القرآن الكريم كلّه يفصح عن استقلاليّة ابن آدم، لا بل يقول عزّ وجلّ لنبيّه الكريم(ص) أيضًا: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر» (الغاشية/ الآية22). ويقول قبل هذا: «فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّر» (الغاشية/ الآية21)؛ إنك مُذَكِّر لا غير، أنت غير مسيطر عليهم... إذن إن كنتَ سمعتَ شيئًا عن "العبوديّة لله" فهي في ذاتها ضرب من الاستقلاليّة.

    🔹يحبّ معظمُنا أن يكون تبعًا لله تعالى إلى درجة أن يقول له: "إلهي، هيا شَدِّد علَيّ لكي لا أذنب من الآن فصاعدًا، أرجوك! لا أريد أن تمنحني كلّ هذه الاستقلاليّة! لقد جلبتُ لنفسي التعاسة؛ بقراراتي التعيسة، بضعفي، بمخاوفي، بـ... يا رب، اِجبُر لي كل هذه الكسور...". حسنٌ، لو أنّ الله جلّ وعلا سَمِعَ لقولك لتقرّبتَ منه أيّما تقرُّب، ولاجتاحتك حالٌ طيّبة؛ كأن تحُجَّ حجًّا روحانيًّا، أو تنالَ زيارةً راقيةً لكربلاء، أو تخوضَ تجربةً عزائيّة مُحَرَّميّة رفيعة، وما إلى ذلك... ثم أتعلم ما سيحصل بعد ذلك؟ سيبلوك ببلاء من الوزن الثقيل، أو يختبرك اختبارًا صعبًا، أو يضعك أمام ذنب عظيم، وبطبيعة الحال سيذهب كلّ هذا الذي ادّخرتَه أدراج الرياح بمثل شربة الماء!

    🔹كان لأحد أولياء الله ولد وكان يحبّه حبًّا عظيمًا. ذات مرّة حينما رجع من حجّ بيت الله الحرام أخبروه أنّ ولده قد مات (إذ لم يخبروه وهو في الحج). يقول الرجل: "فهمتُ ما القصّة، فقلتُ: إلهي، هكذا؟ أتمتحنني لترى كيف كان أثَرُ الحجّ فيَّ؟ وما إذا كان إيماني قد قوي بالحجّ أم لا؟" يقول: "تلوّعتُ.. احترقتُ بنار الألم، لكن لم أنبُسْ ببنتِ شَفَة، رَضَّيتُ قلبي بما رضيه الله لي، لم أتأوّه.. قلتُ: إلهي، أنا راضٍ بما ترضاه لي". ومنذ ذلك الحين جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، فكان العلماء يحضرون منبره، فيقول لهم أمورًا عن ظهر قلب، فيجدونها - بعد أن يخرجوا من عنده - مطابقةً لما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

    🔹إنّ الله عزّ وجلّ لا يأخذك إلى منتهى الطريق، ولا الإمام الحسين(ع) يفعل ذلك، لا ولا صاحب الزمان(عج)، إنه يأخذك إلى بضع أقدام ثمّ يتركك، لأن عليك أن تقف أنت على قدميك، لأنّ الاستقلاليّة هي الأصل، وإلّا لم يكن ليخلقك إنسانًا أصلًا. تقوم من نومك بضع ليال لصلاة الليل، فيفعل الله في ليلة من الليالي ما يجعل التعب والإرهاق يتغلّب عليك فلا تستطيع الاستيقاظ لصلاة الليل، بل يقول لملائكته: "ملائكتي، لا توقظوه، بل دعوا صلاة الصبح تفوته أيضًا. فتتنبّه من جديد وتقول: إلهي، لماذا حصل هذا؟ لماذا تركتني؟! «فَيَتَهَجَّدُ لِيَ اللَّياليَ فَيُتعِبُ نَفسَهُ في عِبادَتي فَأَضرِبُهُ بِالنُّعاسِ اللَّيلَةَ وَاللَّيلَتَينِ، نَظَرًا مِنِّي لَهُ وَإِبقاءً عَلَيهِ، فَيَنامُ حَتّى يُصبِحَ فَيَقُومُ وَهُوَ ماقِتٌ لِنَفسِهِ زارِئٌ عَلَيهَا، وَلَو أُخَلّي بَينَهُ وَبَينَ ما يُريدُ مِن عِبادَتِي لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ» (الكافي/ ج2/ ص61).

    🔹فهذه الاستقلاليّة موجودة في صلب العبوديّة لله، في صلب طاعته، في صلب التبعيّة له عزّ وجلّ. لاحظ نمط تعاطي الله تعالى معك، وطبيعة الامتحانات التي يُخضِعُك لها، وسترى أنّه باستمرار يريد أن يفعل ما يجعلك تقف أنت على قدميك.

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X