يعرف الإعلامي بأنه قناة توصيلية عملها نقل المعلومة بطريقة مفهومة واضحة، ونحن نرى أن لابد من امتلاك الإعلامي على أسلوب قادر على التأثير في المتلقي، أي التأثير في وجدان التلقي (ذات يوم حدث انفجار في شارع العباس - فرن الصمون المقابل للبريد)
وقد كتب الكثير من الإعلاميين في الموضوع، وأصبح هناك تشابه من حيث الصياغات العامة، لاحظت احدى الأخوات الصحفيات وجود مرتكز وجداني في الصور المعروضة، انتبهت الى وجود شهيد يحمل بين يديه علاجات اشتراها من الصيدلية القريبة، وتبين أن الدواء جلبه لوالده المريض، فصار موضوع هذا الفتى ذات اثر متفرد عن بقية الموضوعات، ومؤثراً جدا في نفسية المتلقي والمتلقي العراقي، هو أساس متلق عاطفي.
لابد من اتقان اللغة العربية واستخدام اسلوبية الكتابة بشكل متقن، وملاحظة الأخطاء اللغوية التي يقع بها معظم الصحفيين.
التكرار:
هي.. هو.. إلا انها.. ذلك.. اذ.. اذن.. حينئذ.. الفاء.. واو.. بهذا.. كون.. مما.. قد.. لقد.. كانت قد.. اذا.. أو ما في، ثم.. كما.. الذي.. انما.. بذلك.. لكن.. عندما.
البعض يستخدم (حيث) بدل حين:
(واصل السيد الوزير نشاطه حيث التقى) والأصح (حين التقى)
البعض يستخدم حرف الجر (الباء) بدلاً من (في)، والباء تدل على الوسيلة والاستعانة:
من الخطأ أن يقال (مقيم بكربلاء)، ومن الخطأ استخدام (كان اللقاء بالصحن)، وانما تكون (كان اللقاء في الصحن)، ومن الخطأ (سافر في الطائرة)، وانما نقول (سافر بالطائرة)؛ أن الباء تستخدم للواسطة.
ومن الخطأ استخدام (اللام) بدلاً من (الى)؛ لأن (اللام) تدل على الاسناد والتبعية والسكون ولا توحي بالحركة (وجه رئيس القسم سؤالاً للمنتسبين)، ومن الأخطاء الشائعة استخدام (في وداخل) معاً، من الخطأ أن نقول: (رأته في داخل الصحن)، واعتبر بعض الأكاديميين أن من الخطأ استخدام مفردة (أقام)
(أقام مظاهرة) = نظم مظاهرة
أقام حاجزاً = نصب حاجزاً.. نصب أنسب من أقام
أقام حفلاً = استضاف حفلاً.
أقام بيتاً = شيّده.
اعتبر علماء العربية خطأ استخدام (تم) التي تعني اكتمل
بدلاً من كتابة (اعتمد)
خطأ عبارة (تم اعتماد) فهي مغالطة للمضمون
من الأخطاء أيضاً
(تمت محاولة) كيف (تمت) وهي محاولة..؟
أو( تمت المفاوضات الفاشلة) فاذا كانت فاشلة، كيف تمت..؟ الأصح (جرى).
استخدام عدم وغير..
غير عادل = ظالم
عدم الاستقرار = الاضطراب
عدم القدرة = العجز = التعذر
غير منتظم = عشوائي
عدم التفكير = تجنب التفكير
تم اعلان = أعلنت
وقع حريق = شب حريق
حدث اشتباك = احتدم الشباك
وكثر الحشو في الصحافة
يذكر ان = كان
وذلك بالرغم من ان = رغم
وهذا راجع الى حقيقة = بسبب
لديه حاجة ماسة الى = يحتاج
هذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل = يدل على
كثرة استخدام:
هذا وقد - الى ذلك
تكرار وقال، وأضاف، وذكر، وأكد، وصرح، وأشار، واعلن، وقرر، وبين، وأوضح، وأيد وكشف.
وبعض الأخطاء المعنوية:
(صرح مصدر مجهول) كيف يكون التصريح مصدراً = سرب مصدر مجهول
أو نجد من يكتب (أكد على احتمال) كيف يكون التأكيد على احتمال.
تكرار كثير لبعض المفردات.
صقل الموهبة والتدريب عليها من خلال القراءة والانتباه الى وجود.
(استفزاز الذاكرة)
بعض المشاهد والتشخيصات التي يراها الانسان لها قرائن داخل ذاكرة الانسان، فعند رؤية مستشفى تتذكر مريضاً، وعند حادث سيارة عابر تتذكر حادثاً شخصياً، وعند مشاهدة مدرسة تتذكر أيام التلمذة طفولتك لاحظ (روجيه غارودي) ان هذه المشاهدات عابرة وتتحقق عن طريق الصدفة، لذلك اعتبر أن هناك مساحة إبداعية تتولد عبر استفزاز قصدي، أي انت حر متى شئت أن تستفز الذاكرة، فممكن قصة تستزف عندك موضوعاً، لوحة رسم ممكن تستفز عندك موضوعاً، وقد يكون مشهد من فلم يستفز عندك موضوعاً، ولذلك ينصح الإعلامي بقراءة القصص والروايات.
(سرعة البديهية):
لامتلاك سرعة البديهية والقدرة على التخلص من المواقف، مثال كان أحد الأدباء يستمع لمحاضرة في جامعة من الجامعات العراقية، أخذ المحاضر جانباً غير مرغوب وذهب باتجاه الالحاديات، فلم تعجب المحاضرة الاديب وقرر الخروج من المحاضرة واذا المحاضر يفاجئ الاديب ويقول له: أستاذ انت زعلت من موضوعي، بينما النبي محمد (ص) كان يحاور اليهود والنصارى، فأجابه الأديب فوراً: كان النبي (ص) يحاور اليهود والنصارى لكنه يرفض ان يحاور مروان بن الحكم.
الثقافة الواسعة:
تعرف الثقافة بالاطلاع على الافكار، وهي الرقي في الأفكار النظرية: قانون، سياسة، سلوك، ثقافة.. تؤهل الانسان للإبداع والابتكار والتطور، والثقافة يعني زيادة في المخزون الثقافي، التحفيز لاكتساب المعلومة الثقافية، مشاركة الاخرين في المعلومات، محاولة الالمام بالمواضيع المختلفة، المثقف الشخص الذي لديه معلومات عن كل شيء، الحرص على تقوية الذاكرة، تجنب الملل في القراءة.
(معرفة حراك الجملة):
التنصل وما يسمى في السينما (فيد ان - فيد آوت) الدخول في اللقطة والخروج من اللقطة؛ لكي لا نقع في محنة الاسهاب الممل، يروى أن شيخاً منبرياً كان يتحدث في المجلس عن حادثة تاريخية ملخصها ان امرأة خادمة في قصر فرعون وزوجها يعمل في استشارية القصر ولها طفل يرضع، هذه المرأة مؤمنة برب هارون وموسى وانكشف امرها، اذ سقط المشط الذهبي على قدمها آلمها فصرخت مستغيثة باسم الله سبحانه تعالى، فوشيت ابنة فرعون بها سجنت وابنها الرضيع، بانتظار عودة زوجها المبعث في ايفاد ملكي، شارف وقت المجلس للانقضاء ومازال الواعظ يتحدث في القصة الفرعونية، والمعروف أن مثل هذا المجلس لابد ان يختم في قضية كربلاء، ليدخل المناحة والدعاء، بقي الحضور يترقب كيف سينتقل من القصة الفرعونية للدخول الى كربلاء، واذا بالأم السجينة قبل اعدامها تطلب منهم أن تسقي ابنها ماء فقدموا الفراعنة الماء للرضيع، بينما رضيع الحسين بدل الماء سقوه سهماً، فكان الانتقال من الطفل والدخول بالرضيع (عليه السلام)، هذه قيمة التنصل والخروج من موضوع والدخول السريع بانتقالة ذكية الى موضوع آخر.
(التورية):
لنبقى في القصة الفرعونية بعد عودة زوجها تم استجوابه لمعرفة دينه، سألوه: من ربك؟ أعاد السؤال على الوزراء: مَن ربكم..؟ فقالوا: ربنا فرعون. قال: فاعلم يا فرعون أن ربهم ربي وخالقهم خالقي، فنال البراءة، هذه التوليفة تسمى التورية، وهي مغايرة اللفظ بقصد متوار.. قيل: إن النبي في إحدى الغزوات أسروه سألوه: انت من اين؟ فقال: انا من ماء، أطلقوا سراحه ظناً منهم انه من قبيلة ماء السماء، هو يقصد انه خلق من ماء.
(الدلالة):
هناك دلالة ادراكية
ودلالة ايحائية
الأم = الدلالة الادراكية الوالدة
الدلالة الايحائية ترمز الى الحنان والعاطفة والعناية
(الليل) = الدلالة الادراكية وقت ما بين المغرب والفجر
الدلالة الايحائية يرمز الى السهر، القلق، الخوف، السكون..
(الاحالة):
هي أن نحيل المفردة لمعنى دلالي مرموز، مفردات الكف، القربة، الجود، الفرات = أبو الفضل العباس (عليه السلام)، وعندما نذكر مفردات مثل: رمح، نحر، نرمز الى الحسين مفردة (تل) تحيلنا الى زينب (عليها السلام).
بعض المفردات تمتلك شحناً عاطفياً: كالمفردات الدالة على القيم، الحرية، العدل، المساواة، الكرامة، الألفة، العراق، الدين.
وهناك مفردات شحن سلبي: حقير، بغيض، مكروه.
ومفردات شحن ايجابي مثل: عظيم، رائع، جميل.
وهناك مفردات مشحونة زمانياً، مثل: عام الفيل، ومشحونة مكانياً مثل كربلاء.
(حرية التعبير):
نحن صحفيون واعلاميون نتبع لعمل مؤسساتي هذا المؤسسة لها منهجيتها، لها دلالاتها ومدلولاتها وسياستها، ولابد أن نتبع هذا الالتزام بما فيهه المظهر الخارجي ومراعاة اهداف المؤسسة تسليط الضوء على دورها الخدمي، وتقديم افضل الوسائل للزوار ومتابعة ما ينشر لها وعليها، ونشر انشطتها ومشاريعها والخضوع لسياسة العتبة المقدسة التي لا تقبل بأن يتوسم الابداع الاعلامي بغير الصدق في المعلومة، ولا تؤمن بشعار الغاية تبرر الوسيلة، انما تصاغ المعلومة بمصداقية تامة، وحث الناس على الالتزام بالأسس العامة للزيارة والمحافظة على ممتلكات العتبة المقدسة.
(تفعيل التواصل مع المتلقي):
ولا يتم التفاعل إلا بحدود تمثيل أسمى للناس، والتعبير عن همومهم الاجتماعية وتسليط الضوء على المناسبات الدينية وعلى فكر أهل البيت (عليهم السلام) والاستشهاد بقصص وأقوال الأئمة (عليهم السلام).
(الوصول الى المعلومات):
- قراءة القرآن الكريم مع التأمل في آياتها، تكون الخبرة في صقل الجملة والتقوية في فصاحة التدوين.
- الاستشهاد بقصص وأقوال الأئمة، والاطلاع على ارثهم مثل: قراءة نهج البلاغة، وملاحظة قوة التكثيف والومضات.
(رأس الجهل معاداة الناس)
(واذا امطر التحاسد نبت التفاسد)
ولابد للصحفي متابعة خطب الجمعة، ومتابعة المنبر الحسيني، ومعرفة المزيد عن التراث الاسلامي، لتكون الهوية داعمة لخبرة الصحفي العامل في صحافة المؤسسة الرشيدة.