إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثقافة فكر..(25) (الوعي الأخلاقي) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافة فكر..(25) (الوعي الأخلاقي) علي حسين الخباز



    انتشار الفساد في أغلب شؤون الحياة يأخذنا الى السبب الرئيسي الذي هو طغيان الجانب المادي، وبطبيعة هذا الفساد انه يسبب فقدان الثقة وانعدام الشعور بالأمان، ونحن مجتمع يحفل بقيم الإنسانية، يحثنا القانون الأخلاقي على محاربة جميع صور الفساد, وبما أن مساعي التخليق لمظاهر الحياة العامة وخاصة مظهرها القانوني أصبح فاقد التأثير.
    نحن بحاجة الى تخليق الروح, روح القانون وروح التطبيق وروح الإنسانية والفضيلة الأخلاقية وليدة التربية فهي مكتسبة والتشخيص النبي الكريم (ص): ((الانسان يولد على الفطرة))، فهناك من يرى ان القانون الأخلاقي يختص بالنوايا الباطنية ويسمى قانون الخلقي الذي يحتكم الى قانون جزاء معنوي ينحصر في تأنيب الضمير او استهجان المجتمع ونفور الناس المرتكب للعمل المنافي للأخلاق.
    وكلما ارتقى الانسان لنفسه اتسعت قنوات التواصل والتركيز على الدور الإيماني, القانون الوصفي هدفه استقرار النظام في المجتمع غايته من هذا المفهوم نفعية اما الاخلاق غايتها مثالية تنوع نحو الكمال.
    وهناك من يرى ان الدفاع عن المبادئ اسهل من الالتزام بها والثقافة الأخلاقية ترسخ الثقة وترفع الروح المعنوية وتقلل الحاجة للرقابة ويحفز روح التعاون لنتخطى التزام القوانين الى الالتزام بالسلوك الأخلاقي للعمل التي تنطلق من قيم واولويات وحلقات وروئ وخيال وشفافية وضمائر حية ومفهوم الواجب قطب رحى الفلسفة الأخلاقية بها يقوم على الالتزام الداخلي المؤسس على الوازع الأخلاقي ام على الالتزام الخارجي؟ فاذا كان على الالتزام الداخلي يصبح ضرورة وجود الوعي الأخلاقي، لكن تبقى الحاجة الى وجود عدم تناسق بين الاخلاق العامة والأخلاق الفردية الخاصة، نجد البعض يهتم بأموره الخاصة ويهمل الأمور العامة، فهناك تغليب مصالح بينما تعريف القاعدة الأخلاقية بأنها قاعدة تحتوي على السلوك الإنساني للتسليم مع (الانسان، الحيوان، الجماد)، والمبنية على القيم المطلقة (الحق، الصدق، الأمانة، الخير، الفضيلة..) والتي هي موجودة في الفطرة مصدر القاعدة الأخلاقية وهي أوسع من القاعدة القانونية، اذا اراد الانسان الحفاظ على انسانيته وتحقيق كونية اصلية تصالح بنيته وذاته والآخر.
    والعالم في فضاء مشترك شهد تسارع نسق التواصل الذي كشف هو الاخر عن احتياجه للتواصل الإنساني وفضائل الاخلاق من الأركان الأساسية لسعادة البشر ورقيه المعنوي والالتزام بمعناه يترادف مع تنفيذ الواجبات العبادية والالتزام مع الله سبحانه وتعالى بالصلاة المفروضة لينتقل بعدها الى الالتزام بالجوانب الأخرى الالتزام بالدراسة والعمل ناجحا ومستقرا في حياة اسرية مستقرة وعدم الالتزام مفتاح من مفاتيح الشر والفشل.
    والوعي الأخلاقي هو معطى فكري اشبه بالغريزة يحثنا على فعل الخير وله خاصية تميزنا عن الكائنات تمكننا من تقدير الأشياء والافعال وتقودنا الى التميز بين الخير والشر، وتولد فينا احاسيس كحب الذات والخوف من الألم والرغبة بالعيش السعيد، ويتكون الوعي بالقانون الأخلاقي من خلال التنشئة الاجتماعية التي بدورها ترسخ القيم وتشكل هذا الوعي صوت المجتمع.
    وهناك من يرى ان تلك القيم المستمدة من المجتمع تتكون عبر آليتي الثواب والعقاب ونحن نراها تتكون عبر آليتي العيب والحرام، ونحن في هذه الحالة إزاء امر أخلاقي لا يحتمل قيدا او شرطا نظرا الى انها ضرورة تفرضها علينا طبيعتنا الإنسانية وتستجيب في تصرفاتنا في مثل هذه الضرورة، لذلك نشعر ان احترامنا لأوامر الضمير هو احترامنا لأنفسنا بوصفنا موجودات ناطقة تعرف ان السلوك الخيّر هو انتصار للإرادة الخيرة على هذه الطبيعة العاطفية بما تنطوي عليه من ميول وعواطف واهواء والانسان بهذا المعنى كائن أخلاقي يحاول توجيه سلوكه والعمل بمقتضى هذا الواجب تتداخل عناصر صناعة الواجب (الضمير، الاحترام، القانون).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X