(نَتَقْنَا):
قال تعالى: ((وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) {الأعراف/171} أي رفعنا الجبل فوقهم، حتى صار كانه ظلة، وقيل انه رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ، وقيل انه رفع الجبل على عسكرهم فرسخاً في فرسخ، وقيل: إن الناتق تعني الرائع، وتعني النقائق ويعني الباسط، ينتق انتقاق يعني رفعه عن ظهره.
ويرى الفيض الكاشاني: نتقنا الجبل قلعناه ورتقناه واصله الجذب، والظلة السقيفة، ويرى السيد مكارم الشيرازي قيل: إن جبل الطور هو نفس الجبل الذي أوحى فيه الى موسى وقيل انه اسم جنس بالمعنى المطلق لكل جبل، وجاء بتعبير الجبل بدل كلمة الطور ونتقنا فلقنا.
(ذَرَأْنَا):
قال تعالى: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ..)) {الأعراف/179} ومعناها، اننا خلقنا لجهنم خلقاً كثيراً، ويقال: إن ذرأهم بمعنى انما كانوا يصيرون اليها بسوء اختيارهم وقبح اعمالهم ما زال، ويقال انهم ذرأهم لها جزاء على اعمالهم، وقيل معناها ميزنا، وهل وهي بمعنى قد بيّنا في ما معنى انه خلق منكم، وتصير عاقبة كثير منهم الى جهنم بسوء اختيارهم من الكفر بالله وارتكابه معاصيه.
(حَفِيٌّ):
قال تعالى: ((يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا...)) {الأعراف/187} وتعني كأنك عالم بها، والمعنى الثاني كأنك فرح بسؤالهم عنها، وقيل معناها كأنك أكثرت السؤال عنها، والحفي اذا اكثر الاهتمام أو اذا اكثر عليه، والحفاء المشي بغير نعل، ويرى الشيخ الكاشاني انها تعني استقصيت.
(تَعُولُواْ):
قال تعالى: ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ)) {النساء/3} اشارة من الله سبحانه الى العقد على الواحدة مع الخوف من الجور فيما اذا زاد عليها، أو الاقتصار على ما ملكت ايمانكم، وقيل في معنى أن تعولوا الا تجوروا ولا تميلوا، فيقال: عال الرجل اذا مال وجار.
(مُوهِنُ):
قال تعالى: ((ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ)) {الأنفال/18} مرض يصيب الكافرين يضعف مكرهم، حتى يذلوا ويهلكوا. ويرى الفيض الكاشاني أن المقصود ابلاء المؤمنين بلاء حسناً من أجل توهين كيد الكافرين.
وفي تفسير القمي (قدس سره)، تعني نضعف كيدهم وحيلتهم ومكرهم، وقوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم.." {الأنفال/24}، قال الامام الصادق (عليه السلام): "هي ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإن اتّباعكم إياه وولايته اجمع لأمركم، وأبقى للعدل فيكم، وهو يحول بين المرء ومعصيته التي تقوده الى النار.
(بَنَان):
"وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" {الأنفال/12}، أراد بنان الأطراف من اليدين والرجلين والواحد بنانه، ويرى الفيض الكاشاني، وتعني أصابع، أي جزوا رقابهم واقطعوا اطرافهم، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها، تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وخرج أبو جهل من بين الصفين، وصاح: اللهم أن محمداً اقطعنا للرحم، واتانا بما لا نعرفه، فأنزل الله تعالى على رسوله (ص): ((إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)) {الأنفال/19}. ثم أخذ رسول الله (ص) كفا من حصى فرمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه، فبعث الله رياحا تضرب وجوه قريش، فكانت الهزيمة.
(ذَاتِ الشَّوْكَةِ):
قال تعالى: ((وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ..)) {الأنفال/7} يرى الشيخ الطوسي أن غير ذات الشوكة يعني القتال، وانما قال (ذات الشوكة)؛ لأنه عني الطائفة يقال ما اشد شوكة بني فلان وفلان، شاك في السلاح وشائك وشاك، بتشديد الكاف من الشكة، ويقال شاك سلاحي.
كان عدة أهل بدر مع النبي ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وروي أن النبي (ص) ولما صادف خروج قريش لحماية العير، شاور أصحابه فقال قوم: خرجنا غير مستعدين للقتال، وقال المقداد: امضِ لما أمرك الله به، فوالله لو خضت بنا الحجر اتبعناك، فجزاه خيراً. فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، لو استعرضت بنا البحر فخضه لنخوضه معك، فسُرّ رسول الله (ص)، وقال: سيروا على بركة الله.
(نَزْغٌ):
قال تعالى: ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) {فصلت/36} النزغ أدنى حركة تقول نزغته، اذا حركته، والمعنى أن أنالك يا محمد من الشيطان ادنى حركة من معاندة وسوء عشرة، فاستعذ بالله.
والنزغ الفساد، فيقال: نزغ فلان بيننا أي افسد، والنزغ الازعاج بالإغواء، وقوله: ((إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء))، معنى لطيف التدبير واللطف ما يدعو الى فعل الواجب، ويصرف عن القبيح.