تويت
الثقافة التي تسعى لمناقشة الأمنيات، وتترك الواقع جانباً، وتتغاضى عنه بحجة التنوع واحترام وجهات النظر هي ثقافة نائمة؛ لأن الإرهاب ليس رأياً ليحترم وليس وجهة نظر كي تزكى، بل هو إرهاب احتل وقتل ودمر واغتصب وعمل سوق نخاسة وتجاوز على الأعراض، ولم يتقبل إلا أهل مذهبه ومن كانوا على ملته.
ماذا ستفعل المرجعية المباركة إزاء هذه الاعتداءات سوى ان تدافع عن كرامة الدين والوطن والانسان، فكان صوت الفتوى مدوياً، لكن ليس على نهج المحاربة والثأر والإرهاب بل كان ثائرا من أجل الحفاظ على وحدة العراق وشعبه.
كانت صرخة الفتوى معبرا تحمل الرؤية السلمية ويتقبل التنوع، فالفتوى لم تطلق ضد أي مكون، وانما أطلقت ضد الإرهاب بجميع مسمياته وليس من الانصاف معاملة الفتوى المباركة فتوى الدفاع المقدسة بنفس الطريقة التي انطلقت بها فتاوى الشر والإرهاب التي كانت تدعو الى قضية جميع المكونات الإنسانية والحفاظ على الانتماء المتشدد فقط.
فنحن لا نحتاج الى ثقافة تتمنى إيجاد الحل السلمي، امام هجمة ضاربة اجتاحت اغلبية المناطق العراقية، ووصلت الى حدود كربلاء، على الثقافات أن تدرك معنى الانتماء العام الوطني الذي يسيء الى وحدة العراق، فعلى الاعلام المنصف ان يجيب ان سألوه: هل كان الصوت المرجعي المبارك على مستوى واحد من طروحاتهم ومشاريعهم؟ أم كان يعمل على احياء معنى السلام الحقيقي، وأغلب المشاريع السلمية تحتاج الى قوة محصنة، وقوة رادعة لكن هذه القوة هي قوة تعمل على موازنة القوى.
لقد وعت الثقافة الملتزمة الدرس الوطني لمفهوم فتوى الدفاع المقدسة، وأما شواذ الثقافات فهي داعشية تعمل على إيجاد حجج واهية غير حقيقية والفتوى صوت حقيقي لا يقبل المداهنة، يحترم ويحافظ على إيجاد سبل التعايش السليم مع جميع المكونات، وهذه هي روح الثقافة الواعية.