تزاحمت أنّـات المحرومين من ألم الجوع والمقاطعة في ذلك الشِـعب الملتهب مع زفرات يطلقها المصطفى في عام حزنه على شيبة بهية ترقد على فراش المنية ، انه الكافل والحامي والدعامة لانطلاقة الرسول في المجتمع المكي انه ركن الرسول وعمه ابو طالب ، كما ذرف بقايا دمع وأسىً لركنه الاخر زوجته خديجة التي آزرته في ترسيخ دعائم الاسلام .
وربما يتجدد مشهد عام الحزن هذا عندما فقد مولانا علي عليه السلام ركنيه (الرسول والبتول) ، (قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله، فلما ماتت فاطمة سلام الله عليها قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله.)(*)
واذا ما علمنا ان الركن في اللغة هو الجانب الاقوى في اي شيء ويقال انه ما تقوى به الملك والجند كما في قوله تعالى في سورة الذاريات 《وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (٣٨) فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠)》، ويقال ركن الانسان اي قوته وبأسه وشدته وقومه ومادته كما ورد في سورة هود في قوله تعالى:《قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠)》.
وبلحاظ ما تقدم يتبين لنا اهمية الركن في حياة الفرد في انطلاقه نحو المجتمع، ولو امعنا النظر في الامثلة المذكورة انفا لوجدنا ان الركنين رجل وامراة فالرجل دوره سند وحماية وتوجيه الفرد كي ينطلق بقوة وثقة في المجتمع وبقوة موازية يحتاج الفرد الى المرأة لتقوم بدور السكن والتشجيع والاحتواء العاطفي وهنا يحصل التوازن المطلوب بتكامل ادوار الرجل والمرأة معا في حياة الفرد .
الهوامش:
(*)معاني الأخبار، الشيخ الصدوق، ص٤٠٣.