قلبي أبا الشهــداء صوبـَك يقصِــدُ يشكـو أساه، وأنـت نِعْمَ المـقـصَــدُ
وأراك تعلم مـا أسـاي سوى عليـــ ... ك فجرح قلبي من جراحك يُولَـدُ
قـد سـار ركبـُك والخلـودُ يـحُفُّـه وفَـمُ الزمـان بنور دربــه يَشْهَـدُ
حثَّ الخُطى نحوَ الثـريـا مُـوقِـنـًا أن المـنـايـا فـي رحـالـه تُـعـقَــدُ
فـمضى وفيه الشمـسُ تملأ صُبحَه نـورًا ويرعى ظـاعـنيـه الفرقــدُ
حتى إذا حـلَّ الوَثــــاقَ فــهـــذه هـي كربـلاءُ، هنا لعَمْـري الموعـدُ
وإذا سيوفُ الكفر تحتوش الهدى ويظـلُّ معتركَ الصفائـــحِ أحـمــدُ
وتشـبُّ نارٌ في الخيـــام لهيــبُهـا من بـاب فــاطمةَ الزكيـةِ يُـوقـدُ
عجبـًا يسدّدُ نحـوَ صدرك سهـمَـه وَغْـدٌ ونهــجُــك للأنــام مُسَــدِّدُ
وتوهّـمـوا أن يقتلــوا بــك زاخرًا يهَبُ الحيـاة وللعطـاشى مــوردُ
لكنّــمـا قتلــوا بــذلك ذكـــــرَهم وتظـلّ أنــت مدى الدهـور تردَّدُ
لـم يكسبــوا إلا مخــازيَ فعلـهـم وعلى سبيـل المجـد أنـت مخلَّـدُ
إذ أنـت نـور اللـه جــلّ جـلالُــه يجلو الديـاجيَ والظــلامَ يُـبــدِّدُ
تهفــو إليك النفسُ لا تبغي سوى دربِ الحسـين سبيـلَ عـزّ يُنشـدُ
يـا عشـقَ ولهـانٍ بذكرك مُـغْـــرَمٍ وأنيــسَ روح فوق تربك تسجُـدُ
خُذْني إليــك وهــاك قلبي مُشرِعًا أبوابـه فـلغيـــر حبـِّـك تـؤصَــدُ
إذ مـا تزال أبــا الإبــاء ورمـــزَه لــك في القلــوب حرارةٌ لا تبـرُدُ