إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) خَيرُ المُتَوَكِلينَ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) خَيرُ المُتَوَكِلينَ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ


    قَالَ أميرُ المؤمنينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ، وَ مَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ ، وَ دَعْوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ ، أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ ، وَ قَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ ، وَ بَيَّنَ بِهِ الْأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ ، فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دَيْناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ ، وَ تَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ ، وَ تَعْظُمْ كَبْوَتُهُ ، وَ يَكُنْ مَآبُهُ إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ ، وَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ الْإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبِيلَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِهِ الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ )، نهج البلاغة ،ص 229.
    وَأَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ الْإِنَابَةِ إِلَيْهِ :-
    قالَ الباري عَزَّ وَ جَلَّ في الكِتابِ المَجيدِ : ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾، سُورَةُ الطَّلاقِ ، الآية 3.
    التوكل على الله درجات، منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا، وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه، وثق به فيها وفي غيرها .
    ولعل سائر درجات التوكل أن يتوكل على الله في بعض أموره دون بعض، وتعدد الدرجات حينئذ بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها .
    فصل السعي لا ينافي التوكل إعلم أن الأمور الواردة على العباد إما أن تكون خارجة عن قدرة العباد ووسعهم، بمعنى أنه لا تكون لها أسباب ظاهرة قطعية أو ظنية لجلبها أو دفعها أو تكون لها أسباب جالبة لها أو دافعة إياها، إلا أن العبد لا يتمكن منها .
    فمقتضى التوكل فيها ترك السعي بالتمحلات والتدبيرات الخفية، وجوالتها على رب الأرباب، ولو دبر في تغييرها بالتمحلات والتكلفات، لكان خارجا عن التوكل رأسا، أو لا تكون خارجة عن قدرتهم، بمعنى أن لها أسبابا قطعية أو ظنية يمكن للعبد أن يحصلها ويتوصل بها إلى جلبها أو دفعها. فالسعي في مثلها لا ينافي التوكل، بعد أن يكون وثوقه واعتماده بالله دون الأسباب. فمن ظن أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن، وترك التدبير بالعقل رأسا، والسقوط على الأرض كالخرقة الملقاة، فقد أبعد عن الحق، لأن ذلك محرم في الشرع الأقدس، فإن الشارع كلف الإنسان بطلب الرزق بالأسباب التي هداه الله إليها، من زراعة، أو تجارة، أو صناعة، أو غير ذلك مما أحله الله، وبإبقاء النسل بالتزويج، وكلفه بأن يدفع عن نفسه الأشياء المؤذية بالتوسل إلى الأسباب المعينة لدفعها. وكما أن العبادات أمور أمر الله - تعالى - عباده بالسعي فيها، ليحصل لهم بها التقرب إليه والسعادات في دار الآخرة، فكذلك طلب الحلال ودفع الضرر والألم عن النفس والأهل والعيال أمور أمرهم الله - تعالى - ليحصل لهم بها التوسل إلى العبادات وما يؤدي إلى التقرب والسعادة. ولكنه - سبحانه - كلفهم أيضا بالا يثقوا إلا به، ولا يعتمدوا على الأسباب. كما إنه - سبحانه - كلفهم بالا يتكلوا على أعمالهم الحسنة، بل على فضله ورحمته. فمعنى التوكل المأمور به في الشريعة: اعتماد القلب على الله في الأمور كلها، وانقطاعه عما سواه. ولا ينافيه تحصيل الأسباب إذا لم يسكن إليها، وكان سكونه إلى الله - سبحانه - دونها مجوزا في نفسه أن يؤتيه الله مطلوبه من حيث لا يحتسب، دون هذه الأسباب التي حصلها، وأن يقطع الله هذه الأسباب عن مسبباتها .
    فصل الأسباب التي لا ينافي السعي إليها التوكل الأسباب التي لا ينافي تحصيلها ومزاولتها للتوكل، هي الأسباب القطعية أو الظنية، وهي التي يقطع أو يظن بارتباط المسببات بها بتقدير الله ومشيته ارتباطا مطردا لا يتخلف عنها، سواء كانت لجلب نفع أو لدفع ضر منتظر أو لإزالة آفة واقعة، وذلك كمد اليد إلى الطعام للوصول إلى فيه، وحمل الزاد للسفر، واتخاذ البضاعة للتجارة، والوقاع لحصول الأولاد، وأخذ السلاح للعدو، والادخار لتجدد الاضطرار، والتداوي لإزالة المرض، والتحرز عن النوم في ممر السيل ومسكن السباع وتحت الحائط المائل، وغلق الباب، وعقل البعير، وترك الطريق الذي يقطع أو يظن وجود السارقين أو السباع الضارة فيه... وقس عليها غيرها .

    وأما الأسباب الموهومة، كالرقية، والطيرة، والاستقصاء في دقائق التدبير، وإبداء التمحلات لأجل التبديل والتغيير، فيبطل بها التوكل، لأن أمثال ذلك ليست بأسباب عند العقلاء، وليست مما أمر الله - تعالى - بها، بل ورد النهي عنها، على أن المأمور به الإجمال في الطلب وعدم الاستقصاء عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اَللَّهِ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)
    فِي حَجَّةِ اَلْوَدَاعِ فَقَالَ: ( أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّهُ وَ اَللَّهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ اَلنَّارِ إِلاَّ وَ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ اَلنَّارِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ إِلاَّ وَ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وَ إِنَّ اَلرُّوحَ اَلْأَمِينَ قَدْ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لاَ تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اَللَّهَ وَ أَجْمِلُوا فِي اَلطَّلَبِ وَ لاَ يَحْمِلَنَّ أَحَدُكُمُ اِسْتِبْطَاءُ شَيْءٍ مِنَ اَلرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ شَيْءٌ مِمَّا عِنْدَ اَللَّهِ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ)، مستدرك الوسائل ، ج13، ص27.
    وعَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: ( مَا أَجْمَلَ فِي اَلطَّلَبِ مَنْ رَكِبَ اَلْبَحْرَ وسائل الشیعة ، ج11، ص454 .
    وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ( لِيَكُنْ طَلَبُكَ اَلْمَعِيشَةَ فَوْقَ كَسْبِ اَلْمُضَيِّعِ دُونَ طَلَبِ اَلْحَرِيصِ اَلرَّاضِي بِالدُّنْيَا اَلْمُطْمَئِنِّ إِلَيْهَا وَ لَكِنْ أَنْزِلْ نَفْسَكَ مِنْ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ اَلْمُنْصِفِ اَلْمُتَعَفِّفِ تَرْفَعْ نَفْسَكَ عَنْ مَنْزِلَةِ اَلْوَاهِي اَلضَّعِيفِ وَ تَكْتَسِبْ مَا لاَ بُدَّ لِلْمُؤْمِنِ مِنْهُ إِنَّ اَلَّذِينَ أُعْطُوا اَلْمَالَ ثُمَّ لَمْ يَشْكُرُوا لاَ مَالَ لَهُمْ الکافي ، ج5، ص81 .
    وَرَوَى سَدِيرٌ اَلصَّيْرَفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَيُّ شَيْءٍ عَلَى اَلرَّجُلِ فِي طَلَبِ اَلْحَلاَلِ فَقَالَ: ( يَا سَدِيرُ إِذَا فَتَحْتَ بَابَكَ وَ بَسَطْتَ بِسَاطَكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ عوالي اللئالي ، ج3،ص201.
    فصل اعقل وتوكل إعلم أن التوكل لا يبطل بالأسباب المقطوعة والمظنونة، مع أن الله قادر على إعطاء المطلوب بدون ذلك، لأن الله - سبحانه - ربط المسببات بالأسباب، وأبى أن يجري الأشياء إلا بالأسباب. ولذا لما أهمل الأعرابي بعيره، وقال: توكلت على الله، قال له النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( اِعْقِلْ رَاحِلَتَكَ وَ تَوَكَّلْ ).
    فَرسولُ اللهِ هو خيرُ المتوكلين ونحنُ نسيرُ على نهجهِ وعلى خطهِ كما قالَ عَزَّ وَ جَلَّ في كتابه الكريمِ: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾، سُورَةُ الأحزابِ ، الآية 21.
    وقدْ وَرَدتْ روايات كثيرةٍ عنْ علماء إخواننا السُّنَة بهذا الخصوصِ منها :-
    قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( ما اُوذِيَ أحَدٌ مِثلَ ما اُوذِيتُ في اللَّهِ )، 5818.
    وعنه (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( ما اُوذِيَ أحَدٌ ما اُوذِيتُ )، كنز العمّال : 5817.
    وعنه (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( لَقد اُوذِيتُ في اللَّهِ وما يُؤذى‏ أحَدٌ ، واُخِفْتُ [في‏] اللَّهِ وما يُخافُ أحَدٌ ، ولَقد أتَت علَيَّ ثَلاثونَ مِن يَومٍ ولَيلَةٍ وما لي ولبِلالٍ طَعامٌ يأكُلُهُ ذو كَبِدٍ إلّا شي‏ءٌ يُوارِيهِ إبطُ بلالٍ )، كنز العمّال ، ص 16678.
    وعن إسماعيل بنِ عيّاشٍ : ( كانَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أصبَرَ النّاسِ على‏ أوزارِ النّاسِ )، الطبقات الكبرى‏ ، ج 1 ،ص 378 .


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X