الاقناع والاستمالة من أهم الاتجاهات للخطابة كفن من فنون التواصل الفكري، والتأثير المباشر على ذهن الجمهور ، ويساهم المكان المقدس على توجيه العواطف وإرضاء عقلية الناس كون المكان يشكل ثقلا روحيا ، وخطب الجمعة من العتبة الحسينية المقدسة ، لها استمالة وكسب تأييد الارادة الجماهيرية ، خطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، 18 آب 2006 م ، الاقناع والتأثير يرتكزان على أهمية المحاور التي يتناولها الخطيب وقربها إلى مفهوم الجمهور فهو يرى في بداية الوصية المعتادة في اغلب خطب الجمعة ( أوصيكم ) الاستعانة بالصبر والصلاة لمواجهة المحن والابتلاءات والمصاعب في هذه الدنيا ، ولأن الخطب تعتمد على منهجية التناص الحر مع ما يخدم البحث ، لهذا اقترن البحث بجهاد رمز من رموز العصمة الامام موسى بن جعفر عليه السلام لما يمتاز به من قوة الصبر وصلابة الارادة ، وعواطف الجمهور بمرجعية التناص مضمونة كونها تمتلك مؤهلات القداسة ، عاش الامام الكاظم سلام الله عليه ظروفا قاسية ومحنا صعبة تمكن من اجتيازها وهو يمارس مهام قيادته للامة بنجاح كبير بصبره العظيم وزهد في الدنيا وتوكله على الله والاستعانة بالصبر والصلاة وبين الله سبحانه ان الصلاة لكبيرة الا على الخاشعين ، يحاول النص ان يستخلص من تجربة الرمز مفاهيم وعظية قادرة على التأثير في خلق التسامي الاجتماعي فهو يرى ان كظم الغيظ يمنحنا التمكن من اشاعة الألفة والتودد للوصول إلى مكارم الأخلاق، و مقام القرب من الله سبحانه لذلك منح الكاظم عليه السلام لقب كاظم الغيظ والعبد الصالح وباب الحوائج ، والبحث في تجليات النص الخطابي يأخذنا الى بنية المضمون لتكون عبارة عن بنى اجتماعية تتناول الواقع المعاش لتتوازن مع خلاصة الفهم الاحتوائي للرمز التاريخي ، ما الذي ينفعنا من سمات ابو الجوادين عليه السلام ، هل تكفي شحنات العاطفة والمورد الشعوري أم لابد من استثمار اكبر لمعنى الانتماء لآل البيت عليهم السلام ، كان الامام في سجنه كثير الصلاة ، كثير الدعاء ، كثير الصوم والتهجد لله تعالى ، طيب وبعد ونحن ما الذي ينبغي ان نستفيده من هذه الظاهرة ، في حياة الامام عليه السلام ، لابد ان نعتمد على عاطفة النصرة ، بما يسمى التماثل الجوهري ان نجعل من انفسنا وارواحنا وعقولنا ، خطوط تواصل مع رحلة الحياة وتجاوز المصاعب والمحن والابتلاءات ، وهذا يجعلنا نقوي صلتنا بالله سبحانه تعالى ونحصن أنفسنا ضد الابتلاءات والمحن ، المسألة المهمة كلنا نؤمن بان لايمكن لنا ان نصل الى التماثل الكلي المطلق مع أهل العصمة عليهم السلام ، لكننا نريد ان نمثل أنفسنا بما نستطيع من تمايز أخلاقي أمام رمز من رموزنا المقدسة حملنا وسام الانتماء ، هناك سؤال فطن لابد من الإجابة عليه :ـ هل ممكن أن يستقيم سبيل الانتماء لأهل البيت عليهم السلام لمن يقترف الحرام ومعصية الله وأذى الناس ، لذلك يطلب أمير المؤمنين عليه السلام من شيعته الورع والاجتهاد ( اعينونا على ذلك بورع واجتهاد) يسعى فن الخطابة الى شحذ الهمم الانسانية في كل ذات الكثير من القابليات تحتاج الى الهمة والعزيمة والنية الصادقة ،وتشخيص الامام عليه السلام الى بغداد لفرض المراقبة المباشرة وابعاده عن التواصل المؤثر مع الناس وهذه الامور يحتفي بها الطغاة ، سياسة الحفاظ على العرش ، لأنه يشكل التهديد المناسب لردع الناس ، الذي يريدنا الامام عليه السلام ان نتعلمه هو سبل المواجهة الحقيقية مع الطغاة الصبر والاتصال مع الله ممكن ان نقارع به الظالمين ، قول الإمام عليه السلام موجه الى الخليفة العباسي هارون لكنه يحفز فينا يقظة الضمير والحكمة والموعظة ( انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عندك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ) هذه رسالة واضحة لتحويل السجن إلى سلاح يقاوم به الطغاة والظالمين والمستكبرين ، خطب الجمعة هي حكمة المرجعية المباركة والتي قالت كلمتها بعيدا عن التحريض أو استغلال الخطابة لتكون دعاية سياسية تتبع لجهة أو طائفة ما ، خطاب زعامة مطلقة يستجيب الناس لكل مفرداتها بفاعلية بما امتلكت من ثقة ، في هذا النص برزت سمة المقاومة الفكرية ، كان الإمام يتحمل من اجل هدف هو أن يستمر في مهام الرسالة الإلهية ، نهل النص الخطابي من حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لكونها تزامن مع زمن الخطبة ، فتخصصت بعرض سيرة الإمام عبر معاناته مع السلطة العباسية ، وسمة هذا العرض هو تقديم القدوة الإنسانية بما يمتلك الإمام المعصوم ، من صلابة إيمانية ،
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( قراءة في خطبة الجمعة ) (علي حسين الخباز )
تقليص
X
-
( قراءة في خطبة الجمعة ) (علي حسين الخباز )
الاقناع والاستمالة من أهم الاتجاهات للخطابة كفن من فنون التواصل الفكري، والتأثير المباشر على ذهن الجمهور ، ويساهم المكان المقدس على توجيه العواطف وإرضاء عقلية الناس كون المكان يشكل ثقلا روحيا ، وخطب الجمعة من العتبة الحسينية المقدسة ، لها استمالة وكسب تأييد الارادة الجماهيرية ، خطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، 18 آب 2006 م ، الاقناع والتأثير يرتكزان على أهمية المحاور التي يتناولها الخطيب وقربها إلى مفهوم الجمهور فهو يرى في بداية الوصية المعتادة في اغلب خطب الجمعة ( أوصيكم ) الاستعانة بالصبر والصلاة لمواجهة المحن والابتلاءات والمصاعب في هذه الدنيا ، ولأن الخطب تعتمد على منهجية التناص الحر مع ما يخدم البحث ، لهذا اقترن البحث بجهاد رمز من رموز العصمة الامام موسى بن جعفر عليه السلام لما يمتاز به من قوة الصبر وصلابة الارادة ، وعواطف الجمهور بمرجعية التناص مضمونة كونها تمتلك مؤهلات القداسة ، عاش الامام الكاظم سلام الله عليه ظروفا قاسية ومحنا صعبة تمكن من اجتيازها وهو يمارس مهام قيادته للامة بنجاح كبير بصبره العظيم وزهد في الدنيا وتوكله على الله والاستعانة بالصبر والصلاة وبين الله سبحانه ان الصلاة لكبيرة الا على الخاشعين ، يحاول النص ان يستخلص من تجربة الرمز مفاهيم وعظية قادرة على التأثير في خلق التسامي الاجتماعي فهو يرى ان كظم الغيظ يمنحنا التمكن من اشاعة الألفة والتودد للوصول إلى مكارم الأخلاق، و مقام القرب من الله سبحانه لذلك منح الكاظم عليه السلام لقب كاظم الغيظ والعبد الصالح وباب الحوائج ، والبحث في تجليات النص الخطابي يأخذنا الى بنية المضمون لتكون عبارة عن بنى اجتماعية تتناول الواقع المعاش لتتوازن مع خلاصة الفهم الاحتوائي للرمز التاريخي ، ما الذي ينفعنا من سمات ابو الجوادين عليه السلام ، هل تكفي شحنات العاطفة والمورد الشعوري أم لابد من استثمار اكبر لمعنى الانتماء لآل البيت عليهم السلام ، كان الامام في سجنه كثير الصلاة ، كثير الدعاء ، كثير الصوم والتهجد لله تعالى ، طيب وبعد ونحن ما الذي ينبغي ان نستفيده من هذه الظاهرة ، في حياة الامام عليه السلام ، لابد ان نعتمد على عاطفة النصرة ، بما يسمى التماثل الجوهري ان نجعل من انفسنا وارواحنا وعقولنا ، خطوط تواصل مع رحلة الحياة وتجاوز المصاعب والمحن والابتلاءات ، وهذا يجعلنا نقوي صلتنا بالله سبحانه تعالى ونحصن أنفسنا ضد الابتلاءات والمحن ، المسألة المهمة كلنا نؤمن بان لايمكن لنا ان نصل الى التماثل الكلي المطلق مع أهل العصمة عليهم السلام ، لكننا نريد ان نمثل أنفسنا بما نستطيع من تمايز أخلاقي أمام رمز من رموزنا المقدسة حملنا وسام الانتماء ، هناك سؤال فطن لابد من الإجابة عليه :ـ هل ممكن أن يستقيم سبيل الانتماء لأهل البيت عليهم السلام لمن يقترف الحرام ومعصية الله وأذى الناس ، لذلك يطلب أمير المؤمنين عليه السلام من شيعته الورع والاجتهاد ( اعينونا على ذلك بورع واجتهاد) يسعى فن الخطابة الى شحذ الهمم الانسانية في كل ذات الكثير من القابليات تحتاج الى الهمة والعزيمة والنية الصادقة ،وتشخيص الامام عليه السلام الى بغداد لفرض المراقبة المباشرة وابعاده عن التواصل المؤثر مع الناس وهذه الامور يحتفي بها الطغاة ، سياسة الحفاظ على العرش ، لأنه يشكل التهديد المناسب لردع الناس ، الذي يريدنا الامام عليه السلام ان نتعلمه هو سبل المواجهة الحقيقية مع الطغاة الصبر والاتصال مع الله ممكن ان نقارع به الظالمين ، قول الإمام عليه السلام موجه الى الخليفة العباسي هارون لكنه يحفز فينا يقظة الضمير والحكمة والموعظة ( انه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عندك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ) هذه رسالة واضحة لتحويل السجن إلى سلاح يقاوم به الطغاة والظالمين والمستكبرين ، خطب الجمعة هي حكمة المرجعية المباركة والتي قالت كلمتها بعيدا عن التحريض أو استغلال الخطابة لتكون دعاية سياسية تتبع لجهة أو طائفة ما ، خطاب زعامة مطلقة يستجيب الناس لكل مفرداتها بفاعلية بما امتلكت من ثقة ، في هذا النص برزت سمة المقاومة الفكرية ، كان الإمام يتحمل من اجل هدف هو أن يستمر في مهام الرسالة الإلهية ، نهل النص الخطابي من حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لكونها تزامن مع زمن الخطبة ، فتخصصت بعرض سيرة الإمام عبر معاناته مع السلطة العباسية ، وسمة هذا العرض هو تقديم القدوة الإنسانية بما يمتلك الإمام المعصوم ، من صلابة إيمانية ،
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس