السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة والاخوات الافاضل .
اشرت في خاتمة موضوع ( هل ارتوى علي الاكبر من لسان ابيه الحسين ) حول طرح سؤال لماذا اخذ الامام الحسين ولده عبدالله الرضيع الى معسكر الاعداء وهو يعلم ما سيحصل له ؟ الاخوة والاخوات الافاضل .
كما تعودنا سيكون الجواب باذن الله على عدة مستويات :
المستوى الاول : اقامة الحجة على الاعداء وفضحهم في النتيجة اذ يثبت بالحس والعيان مقتلهم للاطفال العزل . وهو امر يثبت على عدة مستويات ، منها ، امام افراد الجيش المعادي نفسه ومنها ، امام الجيل المعاصر للحسين روحي له الفداء ومنها ، امام الاجيال المتاخرة عنه ، اذ ان هناك الان من يدعي ويقول يزيدا اميرا للمؤمنين والحسين خارجا عن ولايته !!!
، ودلالة ذلك ماقرناه وسمعناه من المؤرخين من وقوع الخلاف بين افراد الجيش المعادي قبحهم الله جميعا هم واميرهم يزيد .
فضلا عن اقامة الحجة في المدى القريب والبعيد .
وينبغي ان نلتفت ايضا : الى ان هذا المستوى من التفكير يقتضي التسليم بان الحسين روحي له الفداء راى ان اقامة الحجة امام الاعداء ذو مصلحة كبيرة حتى لو فدى في سبيله ولده الرضيع . وهذا الامر مقنع وجدانا لان ماحصل من فضيحة هؤلاء لم يكن له مثيل قبحهم ولعنهم الله الى مابعد قيام يوم الدين .
المستوى الثاني : ان الحسين عليه السلام اراد التضحية بولده امام الله سبحانه وتعالى قبل موته واستشهاده . ومثله ماروى عن العباس عليه السلام حين قال لاخوته الذين كانوا معه في واقعة الطف : تقدموا يابني امي لكي احسبكم امام الله تعالى ، فهو يعتبر استشهاد اخوته عملا وطاعة له شخصيا ، ففي مثل ذلك بكى الحسين عليه السلام .
المستوى الثالث : ان الامام الحسين عليه السلام نفذ قضاء الله وقدره الذي يعلمه بالالهام او بالرواية . والذي لم يكن منه بد .
بل كان واجبا عليه تنفيذه كوجوب الصلاة علينا .
الكلام في قضية الامام وماجرى عليه في واقعة الطف يحتاج الى ملايين المستويات لو اردنا ان نسرد مظلومية ابي الاحرار وال بيته الاطهار وصحبه الابرار . ولكن اكتفي بهذا المقدار سائلا المولى القدير التوفيق والقبول .
تعليق