الخطاب الذي يمتلك التأثير العميق في نفوس الناس قادر على التوجيه الفاعل وخلق إرادة جماهيرية عبر وسائل الإقناع ، وفي خطبة الجمعة 8 / أيلول 2006 م لسماحة السيد أحمد الصافي في العتبة الحسينية المقدسة ، استطاعت خلق محفزات التعبير الايجابي للمجتمع من خلال الموعظة الغير مباشرة والتي تستحضر رموز التاريخ المقدسة من الأئمة عليهم السلام ، ففي تاريخهم وحياتهم ما يحمل العبرة عبارة عن وسيلة إفهام مدركة ، بعيدا عن التلقين وأوامر الوعظ المباشر ، حياة الأئمة عليهم السلام صورة نابضة بالحياة عن الواقع الإنساني والذي ينعكس بدوره على الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري ، أن عقيدتنا في الإمام المهدي عجل الله فرجه الله فرجه الشريف هي عقيدة من صلب الإيمان ، ومثل هذا الإيضاح يمنح النص جمالية الاحتواء الوجداني لمتلقيه ، يبحث في الخطاب عن ذاته أو ما يوائم هذه الذات من مشاعر ولاء ، والخطاب مركز عن هوية العقيدة المتبقية من أصول ما نعتقد به ، وهي عقيدتنا في الإمامة ، ومهمة الخطاب أن يصنع لمتلقيه التصور الذي يتواءم بين الذات والموضوع خاصة عندما يكون الموضوع تعبيرا عن معتقد الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف ، إمام يقع في آخر سلسلة الأئمة لكن بما أعطي من صلاحيات وآثار تظهر على يديه الكريمة يجعله يأخذ الموقع المتقدم أي بمعنى أن يكون صلاحية دعوة الأنبياء أصبح الخطاب قبل أن يكون عبارة عن لفظ وكلمات هو رؤى تنشط الفكر ليكون إمام الرمز المعد اليها ، بكامل إيمانه وفيض وجدانه ويرسم مواقف هذا الانتماء فكرا ووجود ونفسا يتعمق فيه الوجدان ، وينهل النص من روافد يقينية بان الاهتمام الإلهي والرسالي والإمام المعصوم بشخصية الأمام الحجة ، يرشدنا إلى العمق الدلالي لإعداده الإعداد الخاص لهذه المهمة ، وهذا يبين أثر النهضة المباركة وخصوصية أهل العراق عملية الإبداع في النص الخطبة يكمن في التوجه الذكي إلى خاصتين مهمتين الأولى خاصية الانتظار ، انتظار الفرج والخاصية الثانية معايشة الإمام عليه السلام ، والفكرة تتلخص في
أولا .. الانتظار انتظار الفرج
الخاصية الثانية .. معايشة الإمام عليه السلام ، والفكرة هنا تتلخص أولا في الأرض المكان المهد المقر أمام انشطار زمني الخاصية الثانية ، النصرة ، والنصرة شخصها النص ،بإيجاز ، فهم القواعد الممهدة لظهوره لما لهم علاقة في ذلك ، أهتم النص بمخاطبة العقل الإنساني بما يتناسب وبنية الموضوع الموضوع وسعة التأثير ، النص يقرب فهم القواعد على قضية الإعداد الجماهيري القادر على استيعاب حضور الإمام بفاعلية المهمة الكبيرة الملقاة على عاتقه وكي لا تتكرر قضية نكوص الجماهير عن استيعاب حضور أبائه وأجداده ، السعي ألقصدي هو تهيئة جماهيرية ، لكون المسعى الجهادي للإمام هو في علم الغيب لا يمكن لأحد ا أن يحدد مهمة الأمام لكن النتيجة التي التي ستحصل عليها المجتمعات هو تمكن أهل الإيمان في الأرض سيكون تحت قيادته ، وهذه النتيجة تثري لنا فكرة وجودنا الإنساني اتجاه هذا الرمز والمحتوى الإلهي والمهمة المسندة على عاتق كل فرد منا ، فهذا التمكن يحتاج إلى الإيمان، والإيمان يقظة تعي ما تعرض له الإمام من تشويهات ، وأول التشويهات كانت عبارة عن سعي معاند لإزاحة الإمام عن مكانته في حياته وبادعاء المهدوية أو أدعاء الوكالة عن الإمام المهدي بلا بينة بدأت من عصر مبكر ، عمل نص الخطبة إلى توجيه الرؤية كي لانخدع ، هناك اعتبارات لهذا التمثيل أو الوكالة ، وما سيولد من إدعاءات مستقبلية ، الوكالة الحقيقية تستمد واقعيتها من الكتاب ومن السنة المطهرة وسيرة علماؤنا الإبرار ،وجهة أخرى تدعي الوكالة وكفعل إجرائي لفهم عملية التجاوز على الحق والحقيقة يأتي لأسباب حددها النص كمسعى إجرائي لفضح أساليب التجاوز أو قصدية مثل التجاوز لإفلاس سياسي وديني والسبب الرئيسي هو الجشع والمطامع الدنيوية تحاول أن تجعل لها شرعية يربطها بالإمام المهدي عجل اهية فرجه الشريف وينفتح النص على دلالة المعنى لمعرفة المسؤولية الملقاة على عاتقنا ما هو التصور الذي يحمله المتلقي عن دوره في هذه العملية ، لنصل إلى نتيجة المطلوبة المعرفة وقيمة هذه المعرفة ، معرفة إمامنا بعيدا عن الضبابية التي حاولوا ولقرون من تسطيح فكرة وجود الإمام المنتظر أمام جوهر العقيدة التي لا تنتهي عند معرفة أحد عشر إماما ، الشك بوجود الإمام الثاني عشر ينفي الانتماء الإمامي ، الإمامة سلسلة مترابطة ، وأعطى النص مثلا في غاية الروعة ، عدم الإيمان بالمهدي عجل الله فرجه الشريف كمن يصلي ثلاث ركعات من صلاة الظهر ويترك الرابعة ، والنتيجة كمن لم يصل الظهر
أصلا ، خطبة
الجمعة تعمل لترسيخ الفكر من خلال توضيح المعنى ألقصدي وإبراز الفكر بالفهم الصحيح والغاية هي ترسيخ الوعي الإنساني ومعالجة الإشكال التاريخي الموضوع بالمعرفة اليقينية ،ولهذا يطالب سماحة السيد بوضوح الانتماء ، ووضوح العقيدة ويعدها أصل من أصول الدين وبهذا لا يمكن الاستغناء عن قيمة الوضوح ، للنص بني عميقة لابد أن نتأمل فيها أن نستنطق كل تشخيص ، وكل تصور وقراءة البنى المفتوحة ، وتمحيص كل فكرة بوعي بما أن معرفة إن معرفة الإمام الحجة من أصول الدين ومنها تتفرع الأمور الأخرى ، بمعنى أن لا يشوب هذه المعرفة أي شائبة فتكون هذه المعرفة بمستوى مسؤولية المعتقد أن لا تكون هشة سرعان ما تتبخر أو تستجيب للتشويهات الموضوعة لتجعلنا ننشغل بعناوين شكلية مموهة وكأنها مرتبطة بمعرفة الإمام وهي بعيدة بعد السماء عن الأرض ، السؤال الذي يستحضرنا هو ما المطلوب من المتلقي أم هذه الإشكاليات ، لابد من ترصين الأرضية الفكرية التي انطلقت منها معرفة الإمام عليه السلام نحتاج إلى أن نفكر ، وما نحتاجه من خلال الفكر هو تعزيز عقيدتنا ، لندرك مديات المموه ، وتصورات المحرف ومدركاته فهم أيضا استطاعوا أن يضعوا للموه حدود فكرية محبوكة وشيوع وتأثير ومناصرة ، وعملية تقديس ،تتطلبه المصلحة والارتزاق ، هنا يأتي دور الوعي الفكري ودور الإيمان في تعزيز العقيدة ، لتكون معرفتنا بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لا تختلف عن معرفتنا بأمير المؤمنين عليه السلام ، ويعني أن نص الخطبة يبحث عن أسس المعرفة الصحيحة عبر الدعوة ، وتجذر هذه المعرفة بيقين روحي ودعوة لمن ينتابه الشك والريب عليه أن يعيد القراءة ، ليكون على بصيرة في معرفته ، واليقين هو ثورة أطلقها الإيمان الجاد ، والمدروس باقتناع معرفي ، وهذه كلها نصب في قضية المقاومة الفكرية ضد الدعاوى المزيفة والمشوهة لتكون على بصيرة من أمرنا، تركيز سماحة السيد في نص خطبته يأتي موضحا قضية تنامي المتابعة لتعضيد البصيرة
أولا ... مراجعة التأريخ
ثانيا ... مواكبة سيرة الدعاوى الحقة
ثالثا .... مواكبة سيرة الدعاوى الباطلة لتحصين الناس قدر المستطاع عن التزوير والتشويش
وهذه المتابعة هي جوهر الفكر القادر على توجيها إلى المعتقد بقوة قلب ورشاد