تويت
من منهل المنهج الاسلامي الذي جسدته الثورة الحسينية، ينهل المنبر الحسيني منهجيته باعتباره جسر التواصل بين الرسالة والمرسل اليه، ويرى الدكتور عماد الكاظمي: إن العنوان له مجموعة علائق منها النهضة الحسينية المقدسة، هدف الاصلاح والتسديد الالهي لامتداد الأئمة علماء المرجعية الدينية ومسؤولية المنبر لإيجاد قاعدة كاملة لمنطلق المنبر الحسيني.
يرى بعض اهل النقد والدراسات ان المنبر الحسيني يكتسب اهميته، بدوره الاعلامي النافذ لما يمتلك من تعدد وتنوع لأدوات الاعلام ووسائله التي تستمد قوتها من المنطلقات التاريخية، ويعني أن المسؤولية التي تستخدمونها من المنطلقات التاريخية ويعني ان المسؤولية تقع في استثمار هذه الرسالة إن كان عالماً أو مثقفاً أو متخصصاً في مجال آخر.
موضوع المنبر الحسيني يتعلق بجهات متعددة؛ كونه امتداداً انبثق من المنبر الاسلامي، ولابد من اعادة قراءة التأريخ بشكل فاعل لإسقاطه على الواقع بما ينصرف لإنجاز المهمة الاصلاحية هنا سنجد من يستثمر المنبر ومن يستغله سياسياً، وأجد ان المسألة الرئيسية تقع في نمطية التعامل مع المفهوم الاصلاحي، كل يقرأ الاصلاح بما يمتلك من وعي وعقل واحساس.
وقسم الشيخ الباحث اهم التوصيات التي وردت من المرجعية الدينية الى عشرة جوانب لابد مراعاتها ليؤدي المنبر رسالته الاصلاحية: (الجانب العقائدي، الجانب الفقهي، الجانب العلمي، الجانب التربوي، الجانب الفكري، الجانب الاجتماعي، الجانب الاعلامي، الجانب الفني، ما يتعلق بالمرجعية الدينية، ما يتعلق بالأمانة العلمية).
المسألة كما يراها اهل النقد تكمن في العلاقة التفاعلية بين حاجة الانسان الى خطاب وبين امكانية الخطاب لتفعيل الدور الوجداني.
المنبر اداة ثقافة متصلة بقانون التواصل الثقافي، ولابد من استثمار الآلية الأمثل لتحقيق الدور النهضوي واجتذاب عملية التلقي مثل مواكبة الثقافة من خلق حراك ثقافي يستوعب هموم العصر والى تأمل معرفي واستقراء الشبهات المزورة ويعني انها اساسا ليست شبهات، وانما محاولة تصورها وتصديرها كشبهة.
المنبر وسيلة اقناعية، ولذلك هو حر بإعادة الصياغة يما يتناسب ورؤاه لاحتواء الزمان والمكان. أما من حيث الجانب الفقهي، فينظر الدكتور عماد الكاظمي الى مجال العبادات والمعاملات ليجعل المنبر وسيلة اصلاحية متكاملة وينظر الى موائمة الموضوع المعروض واستيعاب زمن الارسال، وهذا يعني العودة بنا الى المنطلق الاقناعي واستعراض الواقعة بما يتناسب وتهيئة عاطفة المخاطب وعقله ليعيش احداث التاريخ برؤى العصر الجديد بجميع مزاياه وهمومه ومشاكل الحياة، ويعرض الجانب العلمي.
هناك دور كبير في عملية الانتشار الثقافي عبر فضائيات مسخرة لأغراض متعددة في جميع مجالات الحياة لغسل الدماغ أو الغسيل العاطفي.
للإسلام خطاب شمولي علينا الاستفادة من العولمة لما فيه خدمة للإسلام، ويرى الشيخ الكاظمي ان مهارة الخطيب وابداعه يبرز باختيار النصوص والاحاديث التي تشكل جاذبية لجميع الشعوب على مختلف اديانهم، لابد من موائمة الاختيار المناسب وللمواضيع والاحاديث المنتقاة انتقاء، احتياج المنبر الحسيني الى الامانة العلمية التي لابد ان يتمتع بها الخطيب في عرض المشاكل الاجتماعية الشائقة مشفوعة بالحلول الناجحة.
الخطيب المثقف هو الذي يهيئ مادته الفكرية ليصير منبرا معرفيا، يتوافق مع شروط وقواعد المنبر الذي لا يرتقيه الا من امتلك القدرة لارتقائه، فهو يحتاج الى مراجعة المصادرة والوثائق والدراسات والاحصائيات التي تغذيه في بحوثه العلمية.
أعجبني
تعليق
مشاركة