( قراءة في كتاب )
كربلاء قبلة المسلمين وفاتيكان الانسانية / الدكتور علي الفتال )
( علي حسين الخباز )
الحديث عن مدينة كربلاء يأخذنا الى الحديث عن الوعي التاريخي بهذه المدينة التي يصفها الفتال رحمه الله بانها فسيفساء تضم في جنباتها شرائح من أجناس عالمية متنوعة ، التركي ـــ الباكستاني ــــ الهندي ــــ الايراني وغيرهم من اسيا وافريقيا ، حدد هذا الوعي عبر محورين مهمين
المحور الاول هو ( الهوية ) هذا التجلي العالمي لا يعني فقدان هويتها بل هو تجلي واضح لمعناها العربي ، فهو يؤكد في المقدمة على العراقة الضاربة جذورها في عمق التأريخ العربي ، والمحور الثاني .. يؤكد الباحث ان اسباب هذا التجانس العالمي هو احتضان كربلاء لمرقدي الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام لذلك جعلها محط انضار العالم عقائديا وسياحيا ، ( ثانيا ) الروح الاجتماعية المضيافة ، مثل هذه البحوث تنمي وعي الانتماء وروحية الهوية الحسينية ، عبر فهم الواقع التأريخي والانساني ، فقد عرفت كربلاء قبل ان يحررها المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب ، وردت في أقدم معجم عربي ( معجم جيم ) لأبي عمرو الشيباني
( كربلة ) رخاوة في القدمين / كربلة الحنطة ـــ غربلتها / نبات له ورد أحمر ،
ان الرحلة في اعماق كربلاء من أجل ترسيخ هويتها مسألة واضحة لوجود الحق التأريخي والذي عرض هويتها الى مرتكز الثقافات الفردية ، الدكتور مصطفى جواد استبعد ان يكون اسم كربلاء أصلا عربيا ، وقال انها ارآمية وكتبها بالقصر ( كربلا ) وقاسها باسماء مدن أخرى ، وذهب ما سنيون المستشرق الفرنسي قال انها منحوتة من كور بابل ، وآخرون قالوا بنحتها من كلمتي ( كرب ) بمعنى حرم و( أيل ) بمعنى أله ومجموعها ( حرم الله ) في مثل هذه البحوث تجد هناك سعي لتركيز معالم الهوية ، وتصحيح بعض المفاهيم وأرى انها لا تستطيع ان تمس معنى وجودها ، الحسيني المبارك ، في جميع تواريخها كانت هذه المدينة فاعلة في ميادين الفكر والمقاومة ، وهي مركز أدبي أنفتحت عليها القرى المجاورة ، مثل النواويس هي مقابر المسيحين ـ وأطلقت على كربلاء اسماء أخرى كالحائر / الطف / نينوى / الغاضرية وظنوها كربلاء ، بينما الحائر يدل على طبيعة الأرض الحائر الموضع المرتفع ، يشمل كل أرض لكنهم خصوا به قبر الحسين عليه السلام حتى ان بعض الاسر الكربلائية أتخذت من الحائر لقبا ، يحضر الماضي في هذا الكتاب لنعرف منه حاضر المدينة وهويتها ، الطف كل أرض قريبة من الانهار ، وكربلاء كانت قريبة من نهر الفرات ، الغاضرية ، أرض تعود لبني غاضرة الذي سكنوا كربلاء ، تناول الكتاب مبحثين وتعريف ، وأتخذ من المحورين اسلوب الرد والمعروف عن اساليب الرد تكون تابعة لما طرحه الكتاب المعنون للرد عليه فيكون الهم النص المنقود لينطلق منه الى المدينة مقاربات نصوص والوقوف على الاثار المعنوية ، المبحث الاول انتقد مجموعة من المؤلفات التي تناولت تأريخ كربلاء الادبي والاجتماعي والعمراني والعلمي والفلكلوري والسياسي ، لعدد من الكتاب الافاضل ويرى ان تلك المؤلفات اشتات متناثرة في طي الكتب ، بعيدة عن المنهجية العلمية ، اضاعت علينا الكثير من الاضاءات التأريخية المهمة ، وكرست بعض تلك الكتب لتمجيد وابراز دور بيت دون آخر وعائلة دون غيرها من بيوتات كربلاء ، وأضاع علينا تأريخ مدينة ، محمولات فكرية نثرت اسئلة كثيرة عن المضمونات النصية التي عرضها الباحث علي الفتال رحمه الله ، مثلا ان يرى أحد كتابها بان كربلاء مدينة فارسية وذهب الى اللغة الفارسية بانها عريقة في كربلاء كعراقتها في ايران ، بينما مجد الكتاب جهود بعض الباحثين الذين درسوا تأريخ كربلاء العمراني والجغرافي والآثاري وسلطوا الضوء على الأطار العام لكربلاء وتاريخها العربي المجيد وفي المبحث الثاني كان الرد على موضوع نشر في جريدة كربلاء كان عبارة عن توضيحات قصدية تشذيب بعض المعلوماتى واراء لترسيخ الهوية الكربلائية ، المقال المنقود كان عبارة عن استعراض بعض الثيمات التي يطعن بها في كربلائية المدينة ، محاولا تجريدها من هويتها ، أرى انه نجح في بعض ما ورد واستعرض نرجسيته في بعضها الا أننا لانريد سوى عرض الكتاب الكتاب جميل ورحم الله الدكتور علي الفتال
أعجبني
تعليق
مشاركة