مثل شعبي متداول بين الناس، كباقي الأمثال، تجذّر فينا عبر موروث اجتماعي تداولته الأجيال، لا يُعرف قائله، ترفضه أغلب الناس، لكنها تتعامل به مع أول مشكلة مع قريب.
تقول عنه الاختصاصية في علم الاجتماع (ندى عبد الكريم):
مثل جريء يصدم بعض الناس، ولا يمثل كل الحقيقة، فأغلب المثقفين يرميه بالتجني، واذا كان الأقارب عقارب، ما استفحلت لدينا ظاهرة الانتماء العشائري الضيقة الأفق، وصارت حصنًا ومغنمًا.
شذى عبد علي/ معلمة:
أول حالة كونية عرفها البشر تمثلت في قتل قابيل أخاه هابيل، وترسخت في ذهنية الناس ما أورده القرآن الكريم عن اخوة يوسف وغدرهم الشنيع، وتسرب لنا من الأدب العالمي قصة يوليوس قيصر التي تجذرت في عقولنا حين كانت الطعنة الاولى التي اخترقت قلب القيصر من خنجر صديقه الأقرب بروتس، فشاع مثلًا تداولته الانسانية «حتى أنت يا بروتس». وما ورثناه في الموروث الساخر قيل لجحا: هل لك أعداء؟ أجاب: ليس لي أقارب! وجاء قول حكيم ليرسخ لنا القيمة: «اتقِ شرّ من احسنت اليه».
الشاعر رفعت المنوفي:
هناك العديد من الروابط التي تقرّب بين الناس ومنها النسب والمصاهرة ولصلات القرابة فوائد كبيرة حيث هي جدار حماية وأمان وترابط محبة واخاء، سيدنا أبو طالب (عليه السلام) عمّ النبي (ص)، الحصن الأمين الذي صدّ شرّ الأعداء وغطرسة الأقرباء عنه.
بارعة مهدي بديرة/ كاتبة:
إن الاسلام دين رحمة، وأوصى بصلة الرحم، فهم سند لبعضهم بالفرح والحزن ويجب الاحسان إليهم، والتودّد والتقرب وصلة الرحم. علينا أن نهمل مثل هذه الأمثال، ولا نتعامل بها، فهي تزرع الغلّ والخصام، وأن لا يكون فعل شخص من الأقارب يضيع معنى الألفة، وحياة النبي (ص) كفيلة بأن تكون المثل الحي، عمّه أبو طالب درعه وحصنه، وعمّه أبو لهب هو اقسى من ظلمه وآذاه، كان النبي يبرّ أبا طالب (عليه السلام)، ويترفّع عن أفعال أبي لهب.
الكاتب الإعلامي يعقوب يوسف عبد الله:
الأقارب عمق الانسان وراحته، الانسان بلا أقرباء كالشجرة بلا جذور تقتلعها هبة هواء، المحير في الأمر أن أغلب الناس في مجتمعنا تكرر هذا القول وعند أصغر مشاجرة أو غضب لجأ الى عشيرته حتى أصبحت حماية العشيرة هي الأدسم مغنمًا، الأقارب عقارب حين تتآزر على الشر وأذية الناس، وأخذ الأتاوة تحت ذرائع واهية.
الخلاصة:
الوعي الشبابي يتفق على أن الاقارب مودة ومحبة وسلام، والاذى ميزة شخصية لا تمثل كل الأقارب.