سارت وخجل خيالها من اللحاق بها بل كان ملازما لها وكأنه يلتحف بحجابها ،بخطوات ثقيلة يصاحبها الالم ،وجع الدلع ووجع الروح باحجاف حقها ،وبزفرات واهات وتساؤلات ، ترى لو كان أبي موجودا هل يتجرأ أحد على أن يفعل ذلك بي وبابن عمه ،الم يعاعهدوه ، الم يبايعوه في غدير خم ،الم يباركون لخليفته من بعده علي ،الم يعاهدوه على حفظ الوديعة واهل بيته ،(تركت فيكم كتاب الله وعترة أهل بيتي ما أن تمسكتم بهم لن تظلوا ابدا )،اذا اين الوعد واين العهد الذي قطعوه لرسول الله على أنفسهم ،لقد انطبقت عليهم تلك الآية (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)،لقد انقلب أغلبهم ونكثوا عهدهم واول ظليمة كانت إبعادهم للامام علي والثانية غضبهم لفدك والأهم انتهاك حرمة بيت فاطمة البيت الذي كان قبلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،والادهى كسرهم لظلع فاطمة وإسقاط جنينها .
تساؤلات صاحبت فاطمة من خروجها من بيتها لحين وصولها إلى المكان الذي اقتيد له امير المؤمنين ،وهي تتعثر بحجابها ويصاحبها الم ووجع بدني ونفسي ،دخلت المسجد والقت خطبة هزت بها العقول والإبدان ،وبينت فضل ابيها وزوجها على الإسلام والمسلمين ،فما كان منهم إلا العناد والجفاء،والعقوق ،فرجعت مكسورة الخاطر ،لكنها لم تنكس هامة ولم تتوسل ،بل كان رأسها مرفوع وشأنها كبير ،فقد علت هامتها وعف حجابها فماتت بكرامتها ،وماتوا بحسرة نيل رضاها، ولم ينالوا المسير وراء جنازتها ،وغيب قبرها .
السلام عليك يا سيدتي ومولاتي لاحرمنا الله شفاعتك ..
نادية شلاش.