العتبة الاولى
الحقيقة ان الكثير من التفاصيل لا يمكن البوح بها ، أحاول في موضوعة الزمن ألا أكون مطابقا للحقيقة كي لا التزم بتراتيبات الحكاية ص (75 )
&&
العتبة الثانية
لا أحكي ما خزنته ذاكرة متعبة ممتلئة بالأحداث وكيف لي أن استل منها ما يمكن ان يكون حكاية كاملة ( ص 115)
&&&
العتبة الاولى للقراءة
انطباعاتي وردود الفعل ، دفعتني أن أتابع الأحداث والتفاصيل التي ترسخت في ذهني ، وتركت بعض الأحداث المهمة لأسباب خاصة بي
&&&
العتبة الثانية للقراءة
هذا النص الروائي هو أبن الواقع والأحداث العامة مترسخة في ذهن كل متلقي ، أما الخاصة منها فهي منطقة جذب المتلقي بقوة الى متابعة الأحداث ، قراءة التفاعل بين النص والقارئ
&&&
العتبة الثالثة للقراءة
، البناء اللاتراتيبي خلق تماسك نصي وهذه معادلة صعبة حقق ترابط العناصر ليس عن طريق الرصف والترابط السردي الذي يعتمد على التراصف بتسلسل الأحداث ، بل اعتمد على منظومة الترابط الدلالي ،شاغل متلقيه بتلك الروابط الدلالية بدءا من الاهداء ،
( اهداء / حيث لامجال لأحد ) ص7 و صفحة بيضاء بجملة واحدة
( قبل الرواية )
هل هذا سعي ليكون للرواية روح تتنفس أم هو شكل من أشكال التنبيه على الحراك الدلالي الذي بدأ من فاعلية الراوي ، وإعادة المشاهدة على لسان (مدلول ) الشخصية الرئيسية في الرواية ، أو لبناء بنى عميقة تتحرك متخفية بدلالات خاضعة لقدرة المتلقي ، تشبيه الموقف بصعقة كهربائية ينقلنا إلى عوالم المشهد الذي تتكلم فيه العيون ، ليبرز لنا دور الشخصيات الفاعلة في صناعة الحدث الإدراكي ،وخز عبارات توقظ فيه عوالم قد تكون مرجعها ذهنية المتلقي مثل مفردة التغزل بمواصفات الجذب والمشاهدة والخطوط الفاصلة ولذة الاصابع وذوبان الغزل ، ويقظة الحياء أمام حضور مدلول ، والتأمل في مخيلة متعبة هذه الأشياء الصغيرة تكبر في ذهنية المتلقي ، وتذوب في خضرة العيون السبعة والباب الخشبي ، مع الخوف من الحسد ، دلالات تتحرك في داخل بؤرة التأويل وتحميله تعريفات يدركها الأب بمعنى الشكر عرفان بوجود النقص، والصلاة أداة لتحسين الحال ، كانت المقدمة عبارة عن سيرة ذاتية لقيم اللذة ، بما تعنيه الكلمات والنكات المملحة ، ويتجلى النص بمعاني الحرمان بكل صورة ، الحرمان الذي منح النص عمقه الاجتماعي ، ومن خلال هذا الحرمان راح بشاغل ذهنية المتلقي ومشاعره وسبر اغواره النفسية والغوص في اعماقه ، الراوي علي لفتة سعيد متمكن بعرض الوسط الحياتي الموبوء بالتعاسة ، كان ( مدلول ) يمنع من الخروج والخوف من تنامي طفولته الى عوالم المعرفة والوعي ، وفهم الأمور بما تعد فضائح ، عملية قصدية في تحريك مباهج الطفولة نحو خشونة اللذة ، و الحرمان بمعطيات تجسيد الواقع ، نتعرف على الواقع العام من خلال ( مدلول / الأب / زوجة الاب / والخياطة والخال وزوجة الخال وبعض الشخصيات الثانوية )هذب الإيحاء العرض المباشر لخفايا الحرمان ، ولرصد الحالات النفسية التي عبثت بها الأقدار ، لغة تصويرية رصدت المشهد بأسلوب شعري أحالته الى عوالم تأويلية عالية الدقة ( تقطع الخيط الذي كانت تلفه بلحمة سبابتها اليمنى كأنها تقطع ذاكرة موجعة مضى عليها سنوات ) ص17 ، هذه اللغة الهامسة تمتلك القدرة على معايشة مشاعر المتلقي ، بما يمتلك من مخزون تفاصيل ورؤى ورجولة مكبوتة تحتاج الى كشف مخابئها وفرص للتغيير عما يكدر عوالم الخياطة وتلعن لياليها الفارغة أثر الوحدة ، عوالم الحرمان قدمت على محوريين مهمين في عالم التشخيص أولا العقل ثانيا الوجدان ،لتعويض حنان الأم برؤية النساء والبحث عن التعويض والأسئلة التي تصور أقصى إبعاد الحرمان ، الوجدان هو وعي هذا الحرمان ليكون عقل المشهد المفعم بالأحلام والإحزان ، وكأنها سلالم لدخول معراج العقدة والأحداث الكثيرة فتغلب فيها البني الاجتماعية الساكنة إلى فوران أخلاقي لقيم أثارها بكل هدوء ، يلخص توهج الرؤى عبر بساطة النوايا ، ( اللهم خذني كما أخذت أمي / أنا صنيعة الصمت الباحث عن الضوء / الطفل الكبير الذي علمته أن يواجه الحياة لكن بطريقة الصمت والمناجاة مع النفس ) ص32
علي حسين الخباز, [٣٠/٠٣/٢٠٢٢ ١١:٥٧ ص]
مثلما يمثل الصمت مرتكزا من مرتكزات النص يأتي الخوف ليبني منه فلسفة قادرة للغوص في أعماق الوجدان ، الخوف في تربية مدلول مصدر من مصادر التفكير بالقادم ،والحرية تعني مرافقة القوة أي الانحناء لها ان كنت غير قادر على مواجهتها ، تتبلور فكرة البحث عن الذات عبر تعدد الرؤى مدلول يحمل أرث الأب الفكري وواقع مرير فيه تموهات الفكرة ، كان النهر يمنح الأحلام ، وعبر رؤية الأب ( الأحلام منقذة البشرية من الانحدار / الحياة بلا أحلام حتى لو كانت كاذبة أو تصنع صنعا للحظات ستكون بلا معنى ) ص57 صناعة هذه الذات في الرواية تمر عبر منابع الفطرة البراءة تتدرج إلى واقع آخر ، وعالم آخر ما بعد الرواية ،
1ـ ... ليس المهم أن تفهم بل المهم أن تحفظ)
2ـ... تتعلم كيف تخزن الكلمات في رأسك أن تكون مؤونتك
3ـ ... لايهمك من هو الصح والخطأ في هذه الصراعات
4ـ ..الأصح هو ان تفهم كي لاتتيه مرة أخرى لو توسعت النوافذ واشرعت الأبواب
5ـ ... هؤلاء قوم يدركون معنى الكلمات لكنهم اسري المقاهي وكل هذه التجارب التي مرت على ( مدلول ) ما قبل موت الاب ، أختلفت الحياة وأختلف كل شيء وكأننا ندخل الى عوالم رواية جديدة اسمها ما بعد الرواية تبدأ من الشطرة بيت الخال ،عاش ( مدلول ) في بيت تنوعت الانتماءات الخال يميل الى الإلحاد ويتكلم عن الحياة والطبيعة ، وزوجة الخال معلمة مؤمنة ترعاه وتمنحه وهج الإيمان بالله سبحانه تعالى وبالآخرة وطرق السماوات ، وكل حديث له أهل وناس ، تنظر الرواية بعمق نحو قضية الايمان ، الطهارة القلبية والمواجع والجمال المتوهج وسط الصراع النفسي ليصل إلى زيف الطغاة وعمدت الرواية الى إثارة فكر الإيمان والبحث في حقيقة الفكر الإيماني فكر يرى الشعوب هي الاسمى