لا اعرف كيف أقدم لكم نفسي ، أو كيف سأختصر لكم الحكاية وهي وليدة الحرب ، هل تعرفون معنى أن يحمل الإنسان موته بين عينيه ؟، هل تعرفون معنى أن تتوحد القلوب لحد أن يتنفس الإنسان من معه ؟ ، هل تدركون معنى أن يهب الإنسان حياته لرفيق القتال ، نعم كان صديقي يفتديني بروحه والتجارب أكدت هذا اليقين ، في الحرب تتوحد القلوب وتتخاصر الأمنيات ، حين يحاصرنا الصمت ، كان كل منا يتحدث عن بيته وعائلته ، كان يقلقنا مصير الأبناء أكثر من الحياة نفسها ، حكايتي تبدأ من هذا الصديق ومن أعز أمانيه ، هل عرفتم من هو صديقي الذي جئتكم من أجل أن أروي لكم حكايته بامآن الله ، انه عبد الحسن جميل أبو دهش ، الذي أنا في بيته الآن ، مهما تغيرت المواقع والميادين كنا نقاتل سوية وكأننا نريد أن نذهب إلى الله معا ، رجل كان قوي الشكيمة في القتال لا يلين له قلب ، لكن حين نلجأ إلى أرواحنا كان يهده الحنين ، عرفت حينها ضعف المقاتل الوحيد هو الحنين يبكي كان احيانا ويقول لانريد لأولادنا هذا المصير ،لانريد لهم ان يعيشوا الخوف والذل والهوان ،وفي ذات هجوم ونحن على مشارف الموت خطب أبنتي لأبنه جميل ، هل باستطاعة أحد ان يعيش المشهد ولو على سبيل المثال ؟ يرى الموت يحيطه من كل جانب وهو يفكر بعرس ابنه الوحيد ؟ كنت أعلل الامر بأنه يسلي الروح بأمانيه ، ماذا أقول له وابنتي لها أولاد عم ، ونحن ناس لا نعطي بناتنا لغريب ، والذي حدث أني حين احتضنت جراحه وهو في أنفاسه الأخيرة ، تنهض الأحلام عند لحظات الموت بقوة ، فقال لي :ـ للمرة الأخيرة أخطب ابنتك لأبني جميل ، أقبل يا صديقي ودعني بسلام أموت ، نعم يا عبد الحسن وهبتكم أبنتي بعبائتها ، فقال أريد وعدا ، نعم عبد الحسن انه عهد برقبتي لا يبري ذمتي الا الموت ، ابتسم لحظتها ورحل ،رحل عبد الحسن إلى ربه شهيدا ، وتركني أعيش لهيب وعد قد لا يعرف شيئا عنه جميل ، ومن يومها وإنا لا استطيع النوم دائما أراه في أحلامي يبتسم ، لا احد فيكم يعرف حجم معاناتي مع إخوتي وهم يطلبون يد ابنتي للزواج لأبنائهم ، أهدأ الموقف إلى حين ابرأ ذمتي من عهدي ولهذا جئتكم ، لأعرف رأيكم في الأمر ورأي ابنكم في محنتي ، قال كبيرهم لا شأن لنا بالموضوع هذا الموضوع يعود لجميل
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( براءة ذمة ) ( منتظر العلي)
تقليص
X
-
( براءة ذمة ) ( منتظر العلي)
لا اعرف كيف أقدم لكم نفسي ، أو كيف سأختصر لكم الحكاية وهي وليدة الحرب ، هل تعرفون معنى أن يحمل الإنسان موته بين عينيه ؟، هل تعرفون معنى أن تتوحد القلوب لحد أن يتنفس الإنسان من معه ؟ ، هل تدركون معنى أن يهب الإنسان حياته لرفيق القتال ، نعم كان صديقي يفتديني بروحه والتجارب أكدت هذا اليقين ، في الحرب تتوحد القلوب وتتخاصر الأمنيات ، حين يحاصرنا الصمت ، كان كل منا يتحدث عن بيته وعائلته ، كان يقلقنا مصير الأبناء أكثر من الحياة نفسها ، حكايتي تبدأ من هذا الصديق ومن أعز أمانيه ، هل عرفتم من هو صديقي الذي جئتكم من أجل أن أروي لكم حكايته بامآن الله ، انه عبد الحسن جميل أبو دهش ، الذي أنا في بيته الآن ، مهما تغيرت المواقع والميادين كنا نقاتل سوية وكأننا نريد أن نذهب إلى الله معا ، رجل كان قوي الشكيمة في القتال لا يلين له قلب ، لكن حين نلجأ إلى أرواحنا كان يهده الحنين ، عرفت حينها ضعف المقاتل الوحيد هو الحنين يبكي كان احيانا ويقول لانريد لأولادنا هذا المصير ،لانريد لهم ان يعيشوا الخوف والذل والهوان ،وفي ذات هجوم ونحن على مشارف الموت خطب أبنتي لأبنه جميل ، هل باستطاعة أحد ان يعيش المشهد ولو على سبيل المثال ؟ يرى الموت يحيطه من كل جانب وهو يفكر بعرس ابنه الوحيد ؟ كنت أعلل الامر بأنه يسلي الروح بأمانيه ، ماذا أقول له وابنتي لها أولاد عم ، ونحن ناس لا نعطي بناتنا لغريب ، والذي حدث أني حين احتضنت جراحه وهو في أنفاسه الأخيرة ، تنهض الأحلام عند لحظات الموت بقوة ، فقال لي :ـ للمرة الأخيرة أخطب ابنتك لأبني جميل ، أقبل يا صديقي ودعني بسلام أموت ، نعم يا عبد الحسن وهبتكم أبنتي بعبائتها ، فقال أريد وعدا ، نعم عبد الحسن انه عهد برقبتي لا يبري ذمتي الا الموت ، ابتسم لحظتها ورحل ،رحل عبد الحسن إلى ربه شهيدا ، وتركني أعيش لهيب وعد قد لا يعرف شيئا عنه جميل ، ومن يومها وإنا لا استطيع النوم دائما أراه في أحلامي يبتسم ، لا احد فيكم يعرف حجم معاناتي مع إخوتي وهم يطلبون يد ابنتي للزواج لأبنائهم ، أهدأ الموقف إلى حين ابرأ ذمتي من عهدي ولهذا جئتكم ، لأعرف رأيكم في الأمر ورأي ابنكم في محنتي ، قال كبيرهم لا شأن لنا بالموضوع هذا الموضوع يعود لجميل
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق