(1)
بين بعدين يكون ضياع الانسان ، يكمن البعد الاول في ( الامن من مكر الله ) ناتج من عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى يترك للعبادات والطاعات ويجتذب لكل المعاصي والذنوب ، وبذلك نتناسى انه اقرب الينا من حبل الوريد وفعال لما يريد ،
ونتناسى قدرته علينا وفي ابسط حالاتها ان هذا الشهيق لا يكون بعده زفير الا بأمره جل وعلا، ونأخذ التغلغل في المعاصي، والتجبر ، لقوله تعالى ( ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) البعد الثاني وهو ( الياس من روح الله )
لقوله تعالى ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) ولا يياس الانسان من رحمة ربه الا اذا اعتقد انه غير قادر على الكمال ، او قد بلغت ذنوبه عنان السماء ولا يغفر له ربه ، فلا يترك بعد اليأس ذنبا الا ويتوغل به ، ليقول اني ادخل جهنم لأدخلها باوسع ابوابها ،
ومن اثار الياس من رحمة الله ، ضعف الرغبه في التغيير ويكون معدوم الارادة ، وقله صبره واستعجال الامور ، والجهل بالله سبحانه وتعالى ، ان يجهل كونه قادراً عليه ، او او عالماً باحتياج العبد إليه ،