بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الله سبحانه وتعالى في آية معبرة من سورة آل عمران من القران الكريم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة آل عمران: آية 188).
إنّ في هذه الآية بلاغاً أكيداً للإنسان من خلال أصلين مهمين من أصول الطاعة لله سبحانه وتعالى وتزكية النفس وسلامة الإنسان في الدنيا والاخرة:
الأصل الأوّل: هو أن لا يفرح الإنسان بما أوتي..
ومرجعه إلى أن لا يندمج الإنسان مع النعم الدنيوية من الزوجة والأولاد والإمكانات فرحاً بما يملأ وجوده، وينسى به الهاجس الأصلي الذي ينبغي أن يكون هو منشأ سروره وفرحه ومحل اهتمامه وهو التوفيق في تحصيل رضى الله سبحانه وتعالى والاستعداد للدار الآخرة.
فإنّ هذه الحياة الدنيا مَعْبَرٌ، وما الزوجة والأولاد والأموال إلاّ رفقاء وودائع، وإذا انتبه الإنسان واقعاً إلى هذا الأمر ووعاه حقّاً صَلُحَ أمر دينه.
فمشكلة الإنسان هي وضع الدنيا في موضع لا يليق بها، وهو أن تملأ نفس الإنسان بالفرح والسرور وتكون الهمّ الشاغل والمهيمن على الإنسان.
إنّ الإنسان ينبغي أن يكون نظره شاخصاً دائماً إلى غايته التي ينتهي اليها بعد أيام قلائل ويكون ذاك محل اهتمامه الاول وأساس فرحه وسروره ويكون مليئاً بتذكر ذاك المقصد الأصلي، مثله في ذلك مثل المسافر الذي يكون نظره شاخصاً إلى المقصد ولا يغفل في اية لحظة عنه.
والأصل الثاني: هو أن لا يحب الإنسان أن يُحمَد على ما لم يفعله من خدمة أو صدق أو إخلاص أو عبادة أو غير ذلك، وبمثابة ذلك أن لا يحب أن يُحمَد على خصلة لم يتصف بها أو اتصف بها بمستوى ما، ولكنه يحب أن يوصف ويحمد على مستوى أعلى من ذلك من علم أو دراسة أو عدالة أو زهد أو خلق أو نسب أو مكانة موروثة للآباء والأجداد.
فمحبة الإنسان أن يُحمَد من قبل الناس على ما لم يفعله هي من أصول الصفات الذميمة التي ترسي في داخل الإنسان أساساً خاطئاً، وهو أساس التجمّل الكاذب والرياء الزائف والازدواجية في السلوك والنفاق في الادعاء والمبالغة في بعض المظاهر.
وإنّ تزكية النفس من هذه الصفة لهي فرض عين على كل إنسان، إذ يترتب على هذه الصفة لا محالة ارتكاب الخطايا واقتراف الذنوب، وإنّ الله سبحانه لن يزكي امرأً يحب أن يُحمَد على ما لم يفعل ويمدح بما لا يتصف به.
فعلى المرء أن يقتنع بما هو عليه، ويكره أن يُحمَد على ما يزيد على ذلك، ويتجنب أن يكون انطباع الناس عنه أزيد مما هو عليه مما يعلمه عن نفسه بصدق، ويعلمه الله تعالى عنه وهو العالم بالسرائر والمطلع على الضمائر.
و إذا جانب المؤمن هذه الصفة فعلاً كان ذلك باباً للفلاح والسلامة عند الله سبحانه وتعالى والنجاة غداً.
إنّ الإنسان المؤمن حقاً ليحذر من مدحه أزيد من حذره من ذمّه وتعييبه؛ خشية أن يكون هذا المدح غير مستحق، ويكون هو قد تسبّب بنفسه من خلال تصنعه وفرضه ورغبته في صدور هذا المديح فيكون آثماً ذميماً عند الله عز وجل
ولذلك نجد أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ذكر في خطبة المتقين في توصيف صفات المتقين: (إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَه، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي ورَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي، اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، واجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ واغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ)(نهج البلاغة: 305).
فليتأمل كل امرئٍ حال نفسه ويحاسبها قبل يوم حسابه، ليصلح ما فسد من شأن امرها، ليخرج من الدنيا سليما، وان غدا لناظره قريب.
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الله سبحانه وتعالى في آية معبرة من سورة آل عمران من القران الكريم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة آل عمران: آية 188).
إنّ في هذه الآية بلاغاً أكيداً للإنسان من خلال أصلين مهمين من أصول الطاعة لله سبحانه وتعالى وتزكية النفس وسلامة الإنسان في الدنيا والاخرة:
الأصل الأوّل: هو أن لا يفرح الإنسان بما أوتي..
ومرجعه إلى أن لا يندمج الإنسان مع النعم الدنيوية من الزوجة والأولاد والإمكانات فرحاً بما يملأ وجوده، وينسى به الهاجس الأصلي الذي ينبغي أن يكون هو منشأ سروره وفرحه ومحل اهتمامه وهو التوفيق في تحصيل رضى الله سبحانه وتعالى والاستعداد للدار الآخرة.
فإنّ هذه الحياة الدنيا مَعْبَرٌ، وما الزوجة والأولاد والأموال إلاّ رفقاء وودائع، وإذا انتبه الإنسان واقعاً إلى هذا الأمر ووعاه حقّاً صَلُحَ أمر دينه.
فمشكلة الإنسان هي وضع الدنيا في موضع لا يليق بها، وهو أن تملأ نفس الإنسان بالفرح والسرور وتكون الهمّ الشاغل والمهيمن على الإنسان.
إنّ الإنسان ينبغي أن يكون نظره شاخصاً دائماً إلى غايته التي ينتهي اليها بعد أيام قلائل ويكون ذاك محل اهتمامه الاول وأساس فرحه وسروره ويكون مليئاً بتذكر ذاك المقصد الأصلي، مثله في ذلك مثل المسافر الذي يكون نظره شاخصاً إلى المقصد ولا يغفل في اية لحظة عنه.
والأصل الثاني: هو أن لا يحب الإنسان أن يُحمَد على ما لم يفعله من خدمة أو صدق أو إخلاص أو عبادة أو غير ذلك، وبمثابة ذلك أن لا يحب أن يُحمَد على خصلة لم يتصف بها أو اتصف بها بمستوى ما، ولكنه يحب أن يوصف ويحمد على مستوى أعلى من ذلك من علم أو دراسة أو عدالة أو زهد أو خلق أو نسب أو مكانة موروثة للآباء والأجداد.
فمحبة الإنسان أن يُحمَد من قبل الناس على ما لم يفعله هي من أصول الصفات الذميمة التي ترسي في داخل الإنسان أساساً خاطئاً، وهو أساس التجمّل الكاذب والرياء الزائف والازدواجية في السلوك والنفاق في الادعاء والمبالغة في بعض المظاهر.
وإنّ تزكية النفس من هذه الصفة لهي فرض عين على كل إنسان، إذ يترتب على هذه الصفة لا محالة ارتكاب الخطايا واقتراف الذنوب، وإنّ الله سبحانه لن يزكي امرأً يحب أن يُحمَد على ما لم يفعل ويمدح بما لا يتصف به.
فعلى المرء أن يقتنع بما هو عليه، ويكره أن يُحمَد على ما يزيد على ذلك، ويتجنب أن يكون انطباع الناس عنه أزيد مما هو عليه مما يعلمه عن نفسه بصدق، ويعلمه الله تعالى عنه وهو العالم بالسرائر والمطلع على الضمائر.
و إذا جانب المؤمن هذه الصفة فعلاً كان ذلك باباً للفلاح والسلامة عند الله سبحانه وتعالى والنجاة غداً.
إنّ الإنسان المؤمن حقاً ليحذر من مدحه أزيد من حذره من ذمّه وتعييبه؛ خشية أن يكون هذا المدح غير مستحق، ويكون هو قد تسبّب بنفسه من خلال تصنعه وفرضه ورغبته في صدور هذا المديح فيكون آثماً ذميماً عند الله عز وجل
ولذلك نجد أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ذكر في خطبة المتقين في توصيف صفات المتقين: (إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَه، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي ورَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي، اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، واجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ واغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ)(نهج البلاغة: 305).
فليتأمل كل امرئٍ حال نفسه ويحاسبها قبل يوم حسابه، ليصلح ما فسد من شأن امرها، ليخرج من الدنيا سليما، وان غدا لناظره قريب.