إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرَّسولُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اليَتيمُ وَيُحِبُّ الأيتَامَ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرَّسولُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) اليَتيمُ وَيُحِبُّ الأيتَامَ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ



    قَالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في الإيصاءِ بالأيتامِ والإهتمامِ بهم لمالكِ الأشتر:
    ( وَتَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّنْ لاَ حِيلَةَ لَهُ)، نهج البلاغة - الكتاب 53.
    وأقتضت الإرادة الإلهيةُ أنْ يُولدُ النَّبيُّ يَتيماً ويكونُ مثالاً بكمَالِهِ للأيتام في هذا العَالَم وقَدْ ذكَرَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذلكَ في الكِتابِ الكريمِ فَقَالَ :
    ﴿...أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى...﴾، سُورَةُ الضُّحى ، الآية 6.
    وأيضاً الرِّواياتِ الشَّريفَةِ أعطَتْ مساحَةً واسِعَةً لبيانِ يُتْمِ الرَّسولِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) مِنْ خِلالِ توضيحِ معنَى الآيةِ الشَّريفةِ أعلاهُ في جُمْلَةٍ منَ الأحاديثِ منْهَا:-
    عَنْ الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) في قَولهِ تعالى‏ : ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى-:اليَتيمُ الّذي لا مِثلَ لَهُ ؛ ولذلكَ سُمِّيَتِ الدُّرَّةُ : اليَتيمَةَ ؛ لأ نّهُ لا مِثلَ لَها. تفسير القمّي ،ج 2 ، ص 427.
    وعَنْ الإمامُ الباقرُ والإمامُ الصّادقُ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) في قولِ اللَّهِ تعالى‏ : (﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى-:أي فآوى‏ إلَيكَ النّاسَ )، بحار الأنوار ،ج 16 ،ص 142 ،ح 6.
    وَعَنْ الإمامُ الرِّضا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( قالَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ لنَبيِّهِ محمّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى يقولُ : ألَم يَجِدكَ وَحيداً فآوى‏ إلَيكَ النّاسَ ؟!)، بحار الأنوار ،ج 16 ،ص 142 ،ح5 .
    وَفي مجمعِ البيانِ : ماتَ أبوهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وهُو في بَطنِ اُمِّهِ ، وقيل : إنَّه ماتَ بَعدَ وِلادَتِهِ بمُدَّةٍ قَليلَةٍ . وماتَت اُمُّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وهُو ابنُ سَنتَينِ، وماتَ جَدُّهُ وهُو ابنُ ثَماني سِنينَ.تفسير مجمع البيان،ج 10،ص 765.
    وَكَذلِكَ في علل الشرائع عن ابنِ عبّاسٍ- لَمّا سُئلَ عن قَولِ اللَّهِ : ( ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى
    -: إنّما سُمِّي يَتيماً لأ نَّهُ لم يَكُن لَهُ نَظيرٌ على‏ وَجهِ الأرضِ مِن الأوَّلِينَ والآخِرينَ ، فقالَ عَزَّوجلَّ مُمتَنّاً علَيهِ نِعَمَهُ : ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً أي وَحيداً لا نَظيرَ لَكَ ، (فآوَى‏) إلَيكَ النّاسَ ،وعَرَّفَهُم فَضلَكَ حتّى‏ عَرَفوكَ )،علل الشرائع ،ص 130 ،ح 1.
    وعن علي بن موسى الرضا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في تفسير هذه الآيات قال: ( ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، قال: فردا لا مثيل في المخلوقين، فآوى الناس إليك. ووجدك ضالا أي ضالة في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك. ووجدك عائلا، تعول أقواما بالعلم فأغناهم بك )، مجمع البيان، ج 10، ص 506.
    هذه الرواية تتحدث طبعا عن بطون الآية، وإلا فإن ظاهرها هو ما ذكرناه
    ولا يتصورن أحد أن تفسير الآيات بظاهرها يحط من مكانة النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ، أو يضفي عليه صفات سلبية من قبل الباري تعالى، بل إنها في الواقع بيان ما أغدق الله على نبيه من ألطاف واكرام واحترام، حين يتحدث المحبوب عن ألطافه بحق العاشق الواله، فإن حديثه هذا هو عين اللطف والمحبة، وهو دليل على عنايته الخاصة، والعاشق بسماعه هذه الألفاظ تسري في جسده روح جديدة، وتصفو نفسه ويغمر قلبه سكينة وهدوء .الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، ج 20 ، ص 283.
    كان ينزل على رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الوحي بين الفترة والأخرى، يسمعه كلام الله يثبّت به فؤاده، ويؤنسه ويفرحه، ويوصل إليه التعاليم الإلهيّة والإرشادات الربّانية، فكان يجد بذلك رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)أنساً لوحشته، وعوناً في تبليغ رسالته، وسكناً يرتاح إليه، وفجأة انقطع عنه الوحي لفترة من الزمن، لحكمة إلهيّة يعلمها الله ورسوله، فأثّر ذلك في قلب رسول الله(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) واستوحش فيها لفقد كلام حبيبه، ومما زاد على قلب رسول الله أن بدأ بعض المنافقين يعيّرونه بذلك، ويؤذونه بأنّ الله قد قلاه وبغضه وودّعه وتركه، فكان أن أرسل الله إليه جبرائيل (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يسكّن اضطراب قلبه المشتاق، فكانت سورة الضحى .
    ففي الرواية عن ابن عباس أنّه قال: احتبس الوحي عن رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) خمسة عشر يوماً، فقال المشركون إنّ محمّداً قد ودّعه ربّه وقلاه، ولو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه، فنزلت السورة وروي أنّه لما نزلت السورة قال النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لجبرائيل (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( ما جئت حتّى اشتقت إليك، فقال جبرائيل (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): وأنا كنت أشدّ إليك شوقاً ولكنّي عبد مأمور وما نتنزّل إلّا بأمر ربّكالكافي، الشيخ الكليني، ج6،ص492.
    والنبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) تغمره ألطاف اللّه في بداية السورة المباركة يوجد قَسَمان: الأوّل قسم بالنور، والثاني قسم بالظلمة، ويقول سبحانه: ﴿ وَالضُّحَى وهو قسَم بالنهار - حين تغمر شمسه كلّ مكان. والليل إذا سجى أي إذا عمّت سكينته كلّ مكان. "الضُّحَى" يعني أوائل النهار، أي حين يرتفع قرص الشمس في كبد السماء، ويعمّ نورها الأرض، وهو في الحقيقة أفضل ساعات النهار، لأنّه شباب النهار، وفيه لا يكون الجوّ حارّاً في فصل الصيف، ويكون الدفء قد عمّ في فصل الشتاء وتصبح خلاله روح الإنسان مستعدّة لممارسة النشاط .
    ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىأي سكن، والليلة الخالية من الرياح تسمّى "ليلة ساجية" أي هادئة، والبحر حين يستقر ويخلو من الأمواج الصاخبة يسمّى "بحر ساج".
    والمهمّ في الليل هدؤوه وسكينته ممّا يضفي على روح الإنسان وأعصابه هدوءاً وارتياحاً، ويعدّ الإنسان لممارسة نشاط يوم غد، وهو لذلك نعمة مهمّة استحقّت القسَم بها. وبين القسمين ومحتوى السورة تشابه كبير وارتباط وثيق. النهار مثل نزول نور الوحي على قلب النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، والليل كانقطاع الوحي المؤقت، وهو أيضاً ضروريّ في بعض المقاطع الزمنيّة. وبعد القسمين، يأتي جواب القسم، فيقول سبحانه: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾. "قلى" من "قلا" - على وزن صدا -، وهو شدّة البغض .
    وفي هذا التعبير سكن لقلب النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وتسلية له، ليعلم أنّ التأخير في نزول الوحي إنّما يحدث لمصلحة يعلمها الله تعالى، وليست - كما يقول أعداء النبيّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)- لترك الله نبيّه أو لسخطه عليه. فهو مشمول دائماً بلطف الله وعنايته الخاصّة، وهو دائماً في كنف حماية الله سبحانه .
    هذا منْ جانبِ شَخصِ الرَّسولِ أمَّا منْ جانبِ أيتام عوام النَّاسِ :
    في قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ما هو مدلول عدم قهر اليتيم؟
    - لقد نهض النبي، (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، من أرض الحرمان؛ فكان نصير المحرومين، وقد أوصاه الرب بمداراة اليتيم، و نهاه عن قهره، و تجاوز حقه، فقال له: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ
    إنَّ احساس اليتيم بالنقص يكفيه قهرا، ولابد ان يقوم المجتمع بتعويض هذا النقص بالعطف عليه؛ لكي لا يتكرس هذا النقص في نفسه؛ فيصاب بعقدة الضِعة، و يحاول ان ينتقم عندما يكبر من المجتمع، و يتعالى على أقرانه، و يستكبر في الأرض و .. و.. ، ولعل التعبير بعدم القهر يشمل أمرين: الأول: دفع حقوق اليتيم اليه، الثاني: عدم أخذ الحق من عنده بالقهر و التسلط .
    وقد راعى القرآن الجانب النفسي لليتيم مع انه بحاجة -عادة- الى معونة مادية ايضا، أَوَ تدري لماذا؟ أولا: لان كل الأيتام يحتاجون الى عطف معنوي؛ بينما قد لا يحتاج بعضهم الى عون مادي، ثانيا: لان النهي عن قهرهم يتضمن النهي عن استضعافهم المادي أيضا .
    قَالَ تَعَالَى : ﴿ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾، سُورَةُ البَقَرَةِ ، الآية 220.
    قَالَ تَعَالَى :﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾، سُورَةُ الإنْسَانِ ، الآية 8.
    قَالَ تَعَالَى : ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ، سُورَةُ النِّسَاءِ، الآية 10.
    قَالَ تَعَالَى :﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾، سُورَةُ الإسراءِ ، الآية 34.
    و قد وردت نصوص كثيرة في فضيلة الاهتمام بالأيتام و النهي عن ظلمهم منها:
    فقد روي عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : ( مَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ تَمُرُّ بِهِ عَلَى يَدِهِ نُورٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَ )، تفسير نور الثقلين، ج5،ص597.
    و قال، (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): ( أَنَا وَ كَافِلُ اَلْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي اَلْجَنَّةِ إِذَا اِتَّقَى اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَ اَلْوُسْطَى )، تفسير نور الثقلين، ج5،ص597.
    عَنِ اَلْعَالِمِ"الكَاظِم" (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: ( إِذَا بَكَى اَلْيَتِيمُ اِهْتَزَّ لَهُ اَلْعَرْشُ فَيَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَنْ هَذَا اَلَّذِي بكى[أَبْكَى] عَبْدِيَ اَلَّذِي سَلَبْتُهُ أَبَوَيْهِ فِي صِغَرِهِ وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي وَ اِرْتِفَاعِي فِي مَكَانِي لاَ أَسْكَتَهُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إِلاَّ أَوْجَبْتُ لَهُ اَلْجَنَّةَ )، فقه الرضا علیه السلام ج1 ص171.
    عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: جَاءَ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَسَلٌ وَ تِينٌ مِنْ هَمْدَانَ وَ حُلْوَانَ فَأَمَرَ اَلْعُرَفَاءَ أَنْ يَأْتُوا بِالْيَتَامَى فَأَمْكَنَهُمْ مِنْ رُءُوسِ اَلْأَزْقَاقِ يَلْعَقُونَهَا وَ هُوَ يَقْسِمُهَا لِلنَّاسِ قَدَحاً قَدَحاً فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ مَا لَهُمْ يَلْعَقُونَهَا فَقَالَ: ( إِنَّ اَلْإِمَامَ أَبُو اَلْيَتَامَى وَ إِنَّمَا أَلْعَقْتُهُمْ هَذَا بِرِعَايَةِ اَلْآبَاءِ الكافي، ج 1، ص 406.



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X