📝 بيانات العلامة المجلسي في شرح الحديث المهدوي 📝
📌 البيان ( 16 )📌
بيانه في معنى: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾:
بحار الأنوار (ج ٢٤/ ص ٣١١ - ٣١٣/ ح ١٧):
الكافي: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْعَبَّاسِ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ.
فَقَالَ [لِي]: «اَلْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ»، ثُمَّ قَالَ: وَاَللهِ يَابَا حَمْزَةَ إِنَّ اَلنَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَايَا مَا خَلَا شِيعَتَنَا».
قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِالمَخْرَجِ مِنْ هَذَا؟
فَقَالَ لِي: «يَابَا حَمْزَةَ كِتَابُ اَللهِ اَلمُنْزَلُ يَدُلُّ عَلَيْهِ، إِنَّ اَللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ سِهَاماً ثَلَاثَةً فِي جَمِيعِ اَلْفَيْءِ، ثُمَّ قَالَ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ (الأنفال: ٤١)، فَنَحْنُ أَصْحَابُ اَلْخُمُسِ وَاَلْفَيْءِ وَقَدْ حَرَّمْنَاهُ عَلَى جَمِيعِ اَلنَّاسِ مَا خَلَا شِيعَتَنَا. وَاَللهِ يَابَا حَمْزَةَ مَا مِنْ أَرْضٍ تُفْتَحُ وَلَا خُمُسٍ يُخَمَّسُ فَيُضْرَبُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ إِلَّا كَانَ حَرَاماً عَلَى مَنْ يُصِيبُهُ فَرْجاً كَانَ أَوْ مَالاً، وَلَوْ قَدْ ظَهَرَ اَلْحَقُّ لَقَدْ بِيعَ اَلرَّجُلُ اَلْكَرِيمَةُ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَنْ لَا يَزِيدُ حَتَّى إِنَّ اَلرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَفْتَدِي بِجَمِيعِ مَالِهِ وَيَطْلُبُ اَلنَّجَاةَ لِنَفْسِهِ فَلَا يَصِلُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ أَخْرَجُونَا وَشِيعَتَنَا مِنْ حَقِّنَا ذَلِكَ بِلَا عُذْرٍ وَلَا حَقٍّ وَلَا حُجَّةٍ».
قُلْتُ: قَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ (التوبة: ٥٢).
قَالَ: «إِمَّا مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اَللهِ، أَوْ إِدْرَاكُ ظُهُورِ إِمَامٍ، وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِهِمْ مَعَ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ اَلشِّدَّةِ أَنْ يُصِيبَهُمُ ﴿اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾»، قَالَ: «هُوَ اَلمَسْخُ أَوْ بِأَيْدِينا وَهُوَ اَلْقَتْلُ، قَالَ اَللهُ (عزَّ وجلَّ) لِنَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ﴿قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ﴾ (الطور: ٣١)، وَاَلتَّرَبُّصُ اِنْتِظَارُ وُقُوعِ اَلْبَلَاءِ بِأَعْدَائِهِمْ».
بيان: ... قوله تعالى: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا﴾ أي تنتظرون، ﴿إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ أي إلَّا إحدى العاقبتين اللتين كلٍّ منهما حسنى العواقب، وذكر المفسِّرون أنَّ المراد بهما النصرة والشهادة .
ولعلَّ الخبر محمول على أنَّ ظاهر الآية متوجِّه إلى هؤلاء، وباطنها إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحقِّ، فإنَّهم أيضاً بين إحدى الحسنيين: إمَّا الموت على الحقِّ، أو إدراك ظهور الإمام وغلبته.
ويحتمل أنْ يكون المراد أنَّ نظير مورد الآية وشبيهها جارٍ في الشيعة وما يقاسون من الشدائد من المخالفين.
قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ﴾ أي نحن أيضاً ننتظر فيكم إحدى السوئتين، ﴿أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾ أي بقارعة ونازلة من السماء، وعلى تأويله (عليه السلام) المسخ، ﴿أَوْ﴾ بعذاب ﴿بِأَيْدِينا﴾ وهو القتل في زمن استيلاء الحقِّ.
📌 البيان ( 16 )📌
بيانه في معنى: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾:
بحار الأنوار (ج ٢٤/ ص ٣١١ - ٣١٣/ ح ١٧):
الكافي: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْعَبَّاسِ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ.
فَقَالَ [لِي]: «اَلْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ»، ثُمَّ قَالَ: وَاَللهِ يَابَا حَمْزَةَ إِنَّ اَلنَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَايَا مَا خَلَا شِيعَتَنَا».
قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِالمَخْرَجِ مِنْ هَذَا؟
فَقَالَ لِي: «يَابَا حَمْزَةَ كِتَابُ اَللهِ اَلمُنْزَلُ يَدُلُّ عَلَيْهِ، إِنَّ اَللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ سِهَاماً ثَلَاثَةً فِي جَمِيعِ اَلْفَيْءِ، ثُمَّ قَالَ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ (الأنفال: ٤١)، فَنَحْنُ أَصْحَابُ اَلْخُمُسِ وَاَلْفَيْءِ وَقَدْ حَرَّمْنَاهُ عَلَى جَمِيعِ اَلنَّاسِ مَا خَلَا شِيعَتَنَا. وَاَللهِ يَابَا حَمْزَةَ مَا مِنْ أَرْضٍ تُفْتَحُ وَلَا خُمُسٍ يُخَمَّسُ فَيُضْرَبُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ إِلَّا كَانَ حَرَاماً عَلَى مَنْ يُصِيبُهُ فَرْجاً كَانَ أَوْ مَالاً، وَلَوْ قَدْ ظَهَرَ اَلْحَقُّ لَقَدْ بِيعَ اَلرَّجُلُ اَلْكَرِيمَةُ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَنْ لَا يَزِيدُ حَتَّى إِنَّ اَلرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَفْتَدِي بِجَمِيعِ مَالِهِ وَيَطْلُبُ اَلنَّجَاةَ لِنَفْسِهِ فَلَا يَصِلُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ أَخْرَجُونَا وَشِيعَتَنَا مِنْ حَقِّنَا ذَلِكَ بِلَا عُذْرٍ وَلَا حَقٍّ وَلَا حُجَّةٍ».
قُلْتُ: قَوْلُهُ (عزَّ وجلَّ): ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ (التوبة: ٥٢).
قَالَ: «إِمَّا مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اَللهِ، أَوْ إِدْرَاكُ ظُهُورِ إِمَامٍ، وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِهِمْ مَعَ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ اَلشِّدَّةِ أَنْ يُصِيبَهُمُ ﴿اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾»، قَالَ: «هُوَ اَلمَسْخُ أَوْ بِأَيْدِينا وَهُوَ اَلْقَتْلُ، قَالَ اَللهُ (عزَّ وجلَّ) لِنَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ﴿قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ﴾ (الطور: ٣١)، وَاَلتَّرَبُّصُ اِنْتِظَارُ وُقُوعِ اَلْبَلَاءِ بِأَعْدَائِهِمْ».
بيان: ... قوله تعالى: ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا﴾ أي تنتظرون، ﴿إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ أي إلَّا إحدى العاقبتين اللتين كلٍّ منهما حسنى العواقب، وذكر المفسِّرون أنَّ المراد بهما النصرة والشهادة .
ولعلَّ الخبر محمول على أنَّ ظاهر الآية متوجِّه إلى هؤلاء، وباطنها إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحقِّ، فإنَّهم أيضاً بين إحدى الحسنيين: إمَّا الموت على الحقِّ، أو إدراك ظهور الإمام وغلبته.
ويحتمل أنْ يكون المراد أنَّ نظير مورد الآية وشبيهها جارٍ في الشيعة وما يقاسون من الشدائد من المخالفين.
قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ﴾ أي نحن أيضاً ننتظر فيكم إحدى السوئتين، ﴿أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ﴾ أي بقارعة ونازلة من السماء، وعلى تأويله (عليه السلام) المسخ، ﴿أَوْ﴾ بعذاب ﴿بِأَيْدِينا﴾ وهو القتل في زمن استيلاء الحقِّ.
تعليق