تويت
سماحة السيد أحمد الصافي في 20/ تشرين ا؟لأول عام 2006 م
يأخذ الخطاب دورا اصلاحيا مهما لصياغة وعي انساني حي يتواصل مع حيوية التأثير لضمان الاستجابة الذهنية ( فكر + روح ) عبر محور الاقناع بالشخصية وبين الاتصالية التي يتم خلالها طرح الفكر بصيغة الخطاب منطلقا من معالجة اسلامية وامتلاك معرفي له القدرة على اكتشاف مكنونات النفس الإنسانية ، رسالة ذات مضمون اجتماعي له دلالاته المؤثرة ، كونها تنهل من معين فكر المعصوم باعتبارات تناصية فرؤية الإمام السجاد بما هي معروفة يقربها إلى عمق إدراكي مختص بالتعامل مع أدق جمل التواصل مع الله عبر الدعاء ليكون لنا معرفة متمكنة من مفهوم التوبة وهذا لا يمكن ان يكون الا بمعرفة كنه الله تعالى والانتماء الى بوتقة الاصلاح لابد حينها من طلب التوبة وتجديد العهد مع الله تبارك وتعالى ، والخشية والخوف من تصدع العلاقة بسبب كثرة الذنوب وإفراط التجاوز على حرمات الله تعالى ، والسعي لطلب المغفرة والتوبة هو عرض حالات تغيير للسلوك ومنها تظهر فاعلية الخطاب لتحقيق الاهداف النبيلة ومعالجة جميع الانحرافات ، التي يعاني منها المجتمع ،، الارتكاز على منهجية الإمام السجاد عليه السلام لتحمل ابعادا نفسية للوصول الى خطاب مع الله سبحانه وتعالى وتؤسس لنا فهم العلاقة ، أفصح الامام عليه السلام ( بل انا يا الهي أكثر ذنوبا ) ليدخل مثل هذا الخطاب في المعترك النفسي عبر صوتين الاول هو الصوت المعاصر في الخطبة والثاني التناص مع تشخيصات إمام ، وهذا التشخيص هو تضمين يشير الى مناطق الخلل ، ويمنحنا مساحة من التأمل ليستعرض مسيرة الإمام المعصوم الحياتية مع الله سبحانه تعالى ، وضعية علاقته مع الإنسان في هذا المفهوم هو المتجاوز ، المذنب ، وفي المقابل أن الله سبحانه تعالى عنده الستر والحرص على علاقته بالعبد ، الأنسان يتخبط في معاصيه والله سبحانه الذي يتودد ، وهذه الأمور تعطي الإنسان العبد فرصة أن يراجع نفسه شيئا فشيئا ، التأمل في الخطاب يسهم في بناء بنية الخطاب ، الا أن التوجه الإنساني وعبر التأريخ يبحث عن تقنيات الخطاب المؤثر بما يحمل من آليات الإقناع ، هذا الإقناع هو الذي يسبب إثارة الوعي ومنها تأتي الهداية ، نجد في هذا الخطاب مع التشخيصات السلبية لمكنون البشر أمام خالقه إلا في وجود الاعتراف الذي يجعلنا نتأمل في أسباب الدعاء ما دام يحمل هذا التجاوز نبهث في هذه القراءة عن عمق الموضوع ، الإمام معصوم من الزلل ، هذا مفهوم أول ، أي بمعنى ان الدعاء يقدر بناء الصلة مع الله سبحانه تعالى هو ايضا له هدف تهذيب الناس ، المفهوم الثاني يثير الإمام قضية توبيخ النفس كونه سلم للارتقاء الى معرفة الأخطاء والمعرفة تعني أولى إمكانيات التجاوز والتوبة ، الموضوع الثالث ان مع كل هذه التجاوزات والتوبيخات النفسية المدركة هناك قضية مهمة هي عدم اليأس من رحمته ، المفهوم الرابع ..جاء الخطاب لينقل لنا تحذيرا مهما هو ان اليأس من روح الله سبحانه تعد من الكبائر الإمام سلام الله عليه يرسم لنا السبيل القويم والذي يعبد بالرجاء وهذا يعني الأمل وهذا في تشخيص الإمام بمعنى الإصلاح الحقيقي مع الله سبحانه تعالى يؤدي الى الإصلاح المجتمعي ما بين الانسان والناس ، كان مشروع الإمام السجاد عليه السلام وثورته الكبرى بعد النكسة الانسانية التي حدثت في المجتمع يقتل سيد الشهداء الشهداء توجيه الامام لبناء الانسان من الداخل ، تجعل الفرد أن يمتلك رؤية متكاملة عن العلاقة ، نبهنا سماحة السيد الى جملة في عمقها الفكري متعة روحية يقول عليه السلام ( ورجاء لرحمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين ) تمتلك هذه الجملة جمالية التصوير الذي يوضح معنى هذا الفكاك ، الذي يعني أن رقبة الخاطيء مشدودة الى ذنبه لكونه استوجب عقوبة عقل الرقبة ، الشد يعبر عن الشيء المرتهن لرقبة كناية عن البدن ، هناك مسألة مهمة تأملتها غي تشخيص مهم لخطبة سماحة السيد ( أنا لم أختر هذا الدعاء الا للفقرات التي أمر عليها متأملا لعشرين عام ولا أقوى على فهمها ، لنتذكر فقرات الدعاء اولا ( يا .يا إلهي لو بكيت إليك حتى تسقط أشفار عيني، وانتحبت حتى ينقطع صوتي، وقمت لك حتى تتنشر قدماي وأكلت تراب الأرض طول عمري وشربت ماء الرماد آخر دهري وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ، ثم لم أرفع طرفي الى افاق السماء استحياء منك ما استوجب بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي )تأملت في القيمة التأثيرية التي امتلكها الخطاب فوجدت أن لايمكن التأثير على الناس أن لم يكن الخطيب نفسيا متأثرا بما يقول معتبرا ان التناص الفكري الذي مرجعيته قول معصوم فيه مؤثرات لايستطيع ان ينقلها خطيب الى الناس الا أن يكون هو نفسه نتأثرا بما يقول ، لنصل الى خاتمة تترجم الواقع الفكري أن ابواب رحمة الله واسعة جدا لكن المشكلة اننا لانطرقها