هيهات منا الذلة شعار حسيني تخطى الواقعة وتأريخها وتجاوز زمن ألطف الى طغاة كل الأزمنة ، ويعني أنه لا يليق بالإنسان الحر أن يعيش ذليلا ، لكن هذا الشعار العظيم تعرض الى إسقاطات فكرية وسياسية ، وصار الحسيني والمعارض يتشبث بها استغلالا لسعة المعنى ، او صار عند البعض منطلق تهديد لاسع يكشف تخاذل الأمة والمراد إذلال الناس وتزكية النفس ، كل منهم تخلى عن المسؤولية ، وصرنا في كل مناسبة عاشورائية أو دون مناسبة نقرأ العديد من المقالات ودراسات تابعة لبنى ثقافية وسياسية متنوعة تمارس إسقاطاتها السياسية تجعل من المتخاذلين الذين عاشوا تجارب سياسية فاشلة وكأنهم هم من يمثلون نهضة الشعار ، جميع الكتاب يدعون انتماءهم للشعار وعدم التخلي عنه ونجده من هذا المنطلق ينسف كل أنتماء لا يوافق أفكاره ورؤاه ، الجميع مع تباين مواقفهم ومع صراعاتهم فهم يدعون الانتماء لهذا الشعار والبقية كلهم ممن لم ينصروا الحسين عليه السلام ، وكإن هم من نصروه والى الآن هم يترحمون على القتلة ، يسقطون شعاراتهم المسمومة بإسم هيهات منا الذلة ، ونجد جميع التناقضات محملة بهذا الشعار رغم اختلاف المبادىء والافكار والقيم وحتى من هو بعيد عن الله سبحانه، تقدم احد الزنادقة الى الإمام الصادق عليه السلام ، قال:ـ دلني على معبودي يا أبن رسول الله ، اجابه الامام سلام الله عليه :ـ أمرك عجب تنكر الله وتناديني يا أبن رسول الله ، اليوم نجد من ينكر الله سبحانه ويتمسك بقول الحسين عليه السلام باعتباره يشمل كل المواقف ، ويسقطون اراء غريبة ومكررة وأصبحت رثة وموسمية تبدأ الهجمة مع بداية عاشوراء أو زيارة موسمية ، بعض المثقفين العراقيين مع حجم ما امتلكوا من مساحات ابداعية ، هم ينظرون الى الحسين عليه السلام برؤى سياسية ، نحن ننتظر اليه من واجهة العصمة ، لهذا نجد اغلبهم يتمادى في نهجه ويطعن المذهب ، الغريب ان معظم المثقفين امام شعار هيهات منا الذلة يبدون صغار يركبهم الجهل وهم يتهمون الناس بالجهل والتخاذل وموقف شبابنا لاينسى يوم رفعوا شعار ههات منا الذلة وحرروا البلاد من داعش ومن اعوانهم ـ، أراء حادة وقاطعة ويصدرونها على انها رؤى حيادية ، بينما جميع الثورات التحررية في التاريخ البشري ، استلهمت منها روح الإصلاح وليس من الإصلاح التحكم بعصبية تقتل براءة الانتماء للشعار نفسه
&&